تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ساركوزي: حمد أصعد عباس إلى الشجرة وسحب السلّم

 

محطة أخبار سورية

اتخذت روسيا والصين حق النقض الفيتو في مجلس الأمن دعماً لسورية في وجه مشاريع القرار الغربية المتتالية التي كانت فرنسا عرّابها الأول في تنسيق دائم ودقيق مع الولايات المتحدة وكل من قطر وتركيا.

 

وكان التحالف الهجين بين الإمارة الخليجية وتركيا من جهة، وفرنسا ساركوزي من جهة ثانية بدا واضحاً في ليبيا، ومن ثم انتقل إلى سورية في عملية السعي الحثيث لحل فلسطيني ـ إسرائيلي عبر محاولة إقناع نتنياهو بقبول مبادرة سلام مستعجلة مقابل إسقاط سورية تحت عنوان "الربيع العربي"، وبالتالي عزل إيران وضرب حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية!

 

ويبدو من سياق الأحداث والتصريحات في الأسبوع الأخير بعد استخدام روسيا والصين سلاح الفيتو، أن هذا الموقف الروسي ـ الصيني المستجد والاستراتيجي بامتياز قد تجاوز بتأثيراته المباشرة والتي تمثلت بإسقاط ورقة مجلس الأمن من يد التحالف الثلاثي، إلى إصابة هذا التحالف الهجين بانشقاقات ظهرت في موقفين:

 

أ ـ تصريحات نسبتها صحيفة (لوكانار أشينيه) الأسبوعية الفرنسية للرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي انتقد فيها دولة قطر من دون أن يسميها. وتكمن أهمية هذه التصريحات أنها جاءت في جلسة مجلس الوزراء ما قبل الأخيرة، حيث قال ساركوزي منتقداً سياسة قطر في تشجيع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الذهاب إلى الأمم المتحدة وطلب الاعتراف بدولة فلسطينية من طرف واحد: "هناك من أجبر عباس على الصعود إلى أعلى الشجرة ومن ثم سحب السلّم من تحته وتركه بين خيارين: البقاء عالقاً فوق أو السقوط والموت".

 

ب ـ عودة التلاسن الفرنسي ـ التركي، وهذه المرة من باب المجازر الأرمنية التي تتهم تركيا بارتكابها خلال الحرب العالمية الأولى، حيث طالب الرئيس الفرنسي تركيا، خلال زيارة قام بها لأرمينيا، بالاعتراف بارتكابها مجازر بحق الأرمن، فما كان من تركيا إلا أن ردت رسمياً مطالبة فرنسا بعدم نسيان تاريخها الاستعماري السيئ.

 

تصريحات ساركوزي بحق تركيا لم تقتصر على تهمة ارتكاب المجازر بحق الأرمن، بل تعدّتها إلى إعادة التذكير بموقفه الرافض لدخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي عندما قال "تركيا بلد جيد ولكن ليس له مكان في الاتحاد الأوروبي".

 

وما يجدر ذكره هنا أن برنامج مواعيد ساركوزي لا يتضمن أية زيارة رسمية للخارج حتى الانتخابات الرئاسية الفرنسية منتصف أيار المقبل، ما يجعل من زيارة أرمينيا انتخابية بامتياز يسعى من خلالها الرئيس الفرنسي إلى كسب أصوات الأرمن في فرنسا، وهذا ما سوف يجعله يتناغم أكثر مع المواقف الأرمينية من تركيا، ما سوف يجعلنا أمام أشهرٍ حافلة بالتصريحات العنيفة المتبادلة بين تركيا وفرنسا، وهذا بدوره سوف ينعكس على التنسيق بين أنقرة وباريس في ملفات "الثورات العربية"، خصوصاً وأن الموقف الروسي أسقط الأحلام كلياً في سورية وجعل الجميع بلا حيلة تذكر غير التصريحات الفارغة والاستعراضات البهلوانية التركية التي لم يعد أحد يعيرها أي اهتمام.

 

وبالعودة إلى الملف الفلسطيني والورطة الدبلوماسية التي وقع فيها ساركوزي بدفع من وزير خارجية قطر حمد بن جاسم، يبدو أن الأمور تتجه إلى التسويف حتى موعد الانتخابات القادمة في فرنسا وأميركا، فالرئيسان الفرنسي والأميركي لن يضحّيا بتأييد اللوبي الإعلامي والمالي اليهودي لكل منهما من أجل الإيفاء بالوعد الذي قدم "للثورات العربية" بالاعتراف بدولة فلسطينية بحلول أيلول، خصوصاً وأن هذه الثورات العربية لم تحملْ فلسطينَ هماً رئيسياً من همومها، فضلاً عن كون بعضها مفتعلاً إعلامياً من قبل دول الخليج وخاصة قطر والسعودية، وهي دول كما يعلم الجميع تدور في فلك أميركا التي تخضع بدورها لنفوذ "إسرائيل" وسيطرتها في مختلف المجالات.

 

نضال حمادة- عن موقع الانتقاد

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.