تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

وزير ليبي: القذافي يختبئ حالياً لدى قبائل الطوارق

مصدر الصورة
sns

 

محطة أخبار سورية

قال الوزير في الحكومة الليبية المؤقتة، عبد الله الأوجلي، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن لدى السلطات الجديدة في ليبيا معلومات عن المكان الذي لجأ إليه أخيرا العقيد معمر القذافي، وأضاف أنه موجود في المثلث الحدودي الليبي مع كل من الجزائر والنيجر. وتهيمن قبائل من الطوارق التي لها انتشار على حدود تلك الدول على المثلث الواقع جنوب غربي ليبيا.

 

ومن المعروف أن كثيرا من الطوارق يساندون القذافي لأنه أيد تمردهم على حكومتي مالي والنيجر في عقد السبعينات من القرن الماضي ثم سمح لآلاف منهم بالعيش في جنوب ليبيا. وحول المعلومات التي نقلتها مصادر أمنية ليبية، أمس، عن أن القذافي موجود لدى قبائل الطوارق، أجاب الأوجلي قائلا: «إن القذافي موجود في المثلث بين النيجر والجزائر وليبيا. لأن هذا المثلث هو مثلث الأمان بالنسبة له. ولذا في الوقت الحالي انتقل لتلك البقعة من الأرض». وعما إذا كانت قبائل الطوارق من القوة بحيث تستطيع توفير الحماية للقذافي لفترة طويلة، قال الوزير الليبي: «إن الطوارق لديهم امتدادات (بين حدود الدول الـ3)، كما أن القذافي له علاقات قوية وقديمة (مع الطوارق)».

 

ويعزز التكهنات بوجود القذافي في تلك المنطقة الصحراوية النائية التي يعرف دروبها ومسالكها قبائل الطوارق، ما ذكره أيضا هشام أبو حجر، وهو أحد المسؤولين العسكريين في القيادة الجديدة بليبيا، ومنسق مهمة البحث عن القذافي، الذي صرح لوكالة «رويترز»، أمس، بأن القذافي «مختبئ في ما يبدو قرب بلدة غدامس بغرب ليبيا تحت حماية رجال من الطوارق»، وأشار إلى أن الطوارق ما زالوا يؤيدون القذافي، مضيفا أن العقيد الليبي يُعتقد أنه كان في بلدة سمنو الجنوبية منذ أسبوع قبل أن ينتقل إلى غدامس.

 

وتعد سمنو من ضمن عشرات الواحات الصغيرة المنتشرة في الجنوب الليبي، وتقع هذه الواحة بين جانبي كثبان رملية ومنحدرات صخرية على بعد نحو 55 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من سبها، وتبعد عن غدامس نحو 600 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي، ويخترقها طريق رئيسي مرصوف، يصل بين عدة واحات ومدن أخرى متناثرة في الصحراء الليبية الشاسعة.

 

وقال أبو حجر إن معظم القبائل في الجنوب ضد القذافي باستثناء الطوارق الذين ما زالوا يؤيدونه، وإنه وقع قتال بين الطوارق الموالين للقذافي والعرب الذين يعيشون في الجنوب، مشيرا إلى أن هناك عملية تفاوض تجري، وأن عملية البحث عن القذافي اتخذت مسارا مختلفا.

 

ووقعت اشتباكات بين طوارق موالين للقذافي والثوار في مدينة غدامس التي تقع على بعد 550 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من طرابلس، ويعتقد أن القذافي يختبئ في مكان ما بالقرب منها منذ نحو أيام، ونتج عن الاشتباكات هناك مطلع هذا الأسبوع مقتل نحو 8 وإصابة عدد آخر من الجانبين، لكن مصادر في غدامس قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يوجد ما يشير إلى وجود القذافي في تلك الناحية.

 

ويطلق على الطوارق اسم «رجال الصحراء الزرق»، ويصل عددهم إلى نحو 1.5 مليون نسمة، وينتشرون في الصحراء الكبرى في ليبيا والجزائر والنيجر ومالي وبوركينا فاسو. ويتحدث الطوارق الأمازيغية بلهجة خاصة بهم، وهم مسلمون سنة. وتوطدت العلاقة بينهم وبين القذافي منذ سنوات بحكم القرب الجغرافي والإقليمي.

 

وتشير العديد من التقارير إلى أن القذافي قام منذ وقت طويل بتنظيم عمليات تدريب عن طريق «المركز الثوري العالمي» في بلاده لأشخاص أصبحوا أمراء حرب في كثير من دول أفريقيا، ومن بين هؤلاء الطوارق الذين استعانوا بالعقيد الليبي في تمردهم على الحكومات المركزية في بلادهم.

 

وقالت المصادر الليبية إن عدة آلاف من الطوارق وجنسيات عربية وأفريقية أخرى يتحركون بحرية منذ سنوات طويلة في المنطقة التي يعتقد أن القذافي لجأ إليها أخيرا. ويعمل أغلب الطوارق في رعي الإبل والتجارة والتهريب، وقاتل عدد كبير منهم، يصل إلى عدة آلاف مع قوات القذافي منذ انتفاضة 17 فبراير (شباط) الماضي. وبينما أوضح مسؤولون في مالي والنيجر إن مئات من هؤلاء المقاتلين بدأوا في العودة بعد هزيمة القذافي في طرابلس، أفادت مصادر على صلة بقوات القذافي في منطقة بني وليد، إن عناصر من الطوارق ما زالوا يحاربون مع القذافي في مناطق جنوبية بوادي الطلح والعوينات وأوباري. وقال ممثل المؤتمر الوطني الليبي (الموجود حاليا في مصر)، محمد فايز جبريل، إن القذافي استخدم طوال سنين أجهزته الاستخباراتية والإنفاق المالي الكبير لجلب ألوف من غير الليبيين خاصة إلى جنوب ليبيا، وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة هناك، بزعم أنه يسعى إلى بناء جيش أفريقي واحد.

 

وعما يمكن أن تمثله قوات الطوارق المتبقية جنوب ليبيا من خطورة على الاستقرار مستقبلا، قال جبريل: «إن الآلاف من هؤلاء (الذين جلبهم القذافي في السابق) هربوا سريعا قبيل سقوط القذافي، لأنهم رأوا أنها حرب خاسرة». لكن الهجوم الذي تعرضت له مدينة غدامس، وقتل عناصر من الطوارق عددا من الثوار، مع الحديث عن هروب القذافي إلى المناطق القريبة من المدينة، ألقى بمخاوف حول إمكانية تحقيق الاستقرار الذي يصبو إليه المجلس الانتقالي، خصوصا أن قبائل ليبية كبيرة لم تعلن انضمامها للثوار أو المجلس الانتقالي بشكل صريح، وعلى رأسها قبيلة القذاذفة والورفلة والمقارحة، بالإضافة إلى الطوارق الليبيين وأبناء عمومتهم في دول مجاورة لليبيا من الجنوب والغرب.

 

على صعيد ذي صلة، وردا على التقارير التي تقول إن الطوارق في غدامس يدافعون عن القذافي، أرسل «ائتلاف أبناء طوارق غدامس» مذكرة للمجلس الانتقالي الليبي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تقول فيها إن طوارق المدينة لا صلة لهم بالقذافي، وإنه «لم يعد أحد مواليا له هنا»، مشيرة إلى أن ما حدث من اشتباك في المدينة ما هو إلا «انفلات خطير تمارسه فئة خارجة عن القانون».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.