تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"القذافي" يقصف مصراتة والمعارضة تشكل "فريق أزمة"

 

محطة أخبار سورية

قصفت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي مبنى في مصراتة في وقت مبكر من اليوم الأحد لمحاولة إخراج مقاتلي المعارضة من آخر معقل رئيسي لهم في غرب ليبيا حيث قال أطباء إن المئات لقوا حتفهم.

 

وشأن مصراتة شأن الكثير من المدن فقد ثارت على حكم القذافي في انتفاضة في فبراير شباط. وفي إجراءات قمعية عنيفة استعادت القوات الموالية للقذافي السيطرة في أغلب المناطق بغرب ليبيا مما جعل مصراتة تنقطع عن العالم الخارجي وأصبحت محاصرة مع تراجع الإمدادات.

 

وفي بنغازي معقل المعارضة في الشرق شكل المجلس الانتقالي الوطني "فريق أزمة" يضم وزير الداخلية الليبي السابق عبد الفتاح يونس لتولي منصب قائد أركان القوات المسلحة لمحاولة إدارة مناطق من البلاد تسيطر عليها المعارضة.

 

كما طلبت قيادة المعارضة استمرار الضربات الجوية التي يقودها حلف شمال الأطلسي على قوات القذافي رغم مقتل 13 من مقاتلي المعارضة في ضربة أثناء محاولة السيطرة على بلدة البريقة النفطية في شرق البلاد.

 

وفي مصراتة قال أحد السكان إن القصف في البلدة الحق اضرارا بمبنى كان يستخدم في معالجة الجرحى من القتال في ثالث أكبر المدن الليبية وأسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة عدد آخر.

 

وقال المقيم متحدثا هاتفيا من مبنى يجري استخدامه حاليا كمستشفى مؤقت "تأكد وجود قتيل لدينا ولا نعرف عدد الجرحى. سيارات الإسعاف بدأت تصل الآن لنقل الجرحى."

 

وبعد أسابيع من القصف والحصار تمكنت الحكومة فيما يبدو من إرخاء قبضة قوات المعارضة تدريجيا هناك رغم الضربات الجوية الغربية التي تستهدف قوات القذافي. ويقول المقاتلون إنهم ما زالوا يسيطرون على وسط المدينة والميناء لكن قوات القذافي توغلت إلى وسط المدينة بامتداد الطريق الرئيسي.

 

وذكر طبيب قال إن اسمه رمضان لرويترز في مكالمة هاتفية من المدينة إن 160 شخصا أغلبهم من المدنيين لاقوا حتفهم في قتال بمصراتة على مدى الأيام السبعة الماضية.

 

ولا يتوفر لدى رمضان وهو طبيب مقيم في بريطانيا قال إنه وصل إلى مصراتة قبل ثلاثة أيام في إطار مهمة إنسانية رقم محدد للإجمالي منذ بدء القتال قبل ستة أسابيع.

 

وقال "لكن كل أسبوع ترد أنباء عن مقتل ما بين 100 و140 شخصا.. إذا ضربنا هذا العدد في ستة ستكون تقديراتنا بين 600 و1000 منذ بدء القتال."

 

وقال أحد المقاتلين المقيمين في بنغازي إن إمدادات الغذاء شحيحة للغاية في مصراتة. وأضاف المقاتل ويدعى سامي "هناك نقص حاد في الغذاء ونناشد المنظمات الإنسانية المساعدة" مضيفا أنه على اتصال منتظم مع أحد سكان مصراتة.

 

ولم يتسن التحقق من أقوال الشهود من مصراتة من جهة مستقلة لأن السلطات الليبية لا تسمح للصحفيين بتغطية الأحداث بحرية من المدينة الواقعة على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس.

 

وقال مقاتلون أمس السبت إنهم فقدوا أفرادا من صفوفهم في ضربة جوية قادها حلف شمال الأطلسي.. ولقي المقاتلون وعددهم 13 حتفهم ليل الجمعة في معركة اتسمت بفوضى شديدة حول البريقة مع قوات القذافي التي تمكنت من صد تقدم للمعارضة المسلحة على الطريق الساحلي الذي يربط بين معقلهم في الشرق وغرب ليبيا.

 

وشوهد مئات الأشخاص أغلبهم من الشبان المتطوعين الذين يفتقرون إلى الخبرة وهم يفرون شرقا من البريقة في اتجاه بلدة اجدابيا بعد التعرض لنيران شديدة من قذائف المورتر والأسلحة الآلية.

 

وكانت وحدة من المقاتلين الأكثر خبرة وتنظيما تتمركز في البداية بالبريقة لكن مع إجبار أغلب الصحفيين على التوجه إلى الشرق فليس من الواضح ما إذا كانوا داخل البلدة حتى الآن أم أنهم انسحبوا إلى الصحراء.

 

ورأى مراسل لرويترز زار مكان الضربة الجوية أربع عربات محترقة على الأقل منها سيارة إسعاف على جانب الطريق قرب المدخل الشرقي إلى البلدة.

 

وألقى أغلب المقاتلين باللوم على شخص يتعاون معهم في طرابلس في التسبب في هذه "النيران الصديقة".. لكن البعض كانت له أقوال مخالفة. وقال مقاتل لم يذكر اسمه "أطلق المقاتلون النار في الهواء وجاءت قوات الائتلاف وقصفتهم. نحن الذين ارتكبنا الخطأ."

 

وقال مصطفى غرياني وهو متحدث باسم المقاتلين لرويترز إن القيادة ما زالت تريد الضربات الجوية وتحتاج إليها. وأضاف أن من الضروري النظر إلى الصورة العامة وأن الأخطاء تحدث. ومضى يقول إنهم يحاولون التخلص من القذافي وإنه سيسقط قتلى رغم أن هذا بالطبع لا يسعدهم.

 

وفي بروكسل رفضت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي الذي تولى هذا الأسبوع قيادة العملية العسكرية التي انطلقت في 19 مارس اذار تحديد ما إذا كانت قوات الحلف شاركت في واقعة البريقة.

 

وقالت المتحدثة اوانا لانجسكو "نحن ندرس التقرير... على اي حال اذا اطلق احد النار على طائراتنا فلها الحق في حماية نفسها."

 

وشنت طائرات الحلف 363 طلعة جوية منذ توليها قيادة العمليات في ليبيا في 31 مارس آذار وكان نحو 150 طلعة منها مقررا ان تكون طلعات هجومية لكن حلف شمال الأطلسي لم يؤكد ضربه لأي أهداف.

 

والبريقة واحدة ضمن سلسلة من البلدات النفطية بامتداد الساحل والتي تبدلت عليها الجهة التي تسيطر عليها أكثر من مرة بعد التدخل الذي سمحت به الأمم المتحدة بهدف حماية المدنيين.

 

وكان المقاتلون المتطوعون يفرون من مواقعهم من حين لآخر في ظل القصف مما أثار شكوكا حول ما إذا كان المقاتلون بإمكانهم التقدم في مواجهة قوات القذافي الأفضل تسليحا وتدريبا دون مشاركة أكبر من الجيوش الغربية.

 

وفي بنغازي شكل المجلس الوطني الانتقالي "فريق أزمة" أمس لتولي إدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من البلاد. ويتولى عمر الحريري مسؤولية القيادة العسكرية مع تولي اللواء عبد الفتاح يونس الذي قضى فترة طويلة في القوات المسلحة في ظل زعامة القذافي رئاسة الأركان.

 

وانحاز يونس وهو وزير سابق للداخلية إلى صف المعارضة في مستهل الانتفاضة في منتصف فبراير شباط لكن الكثيرين من معسكر المعارضة لا يثقون به بسبب علاقاته السابقة بالقذافي.

 

"شارك في التغطية الكسندر جاديش إلى الشرق من البريقة وأنجوس مكسوان في بنغازي وكريستيان لو في الجزائر وتوم فايفر في القاهرة وجوزيف نصر في برلين وجوستينا بولاك في بروكسل".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.