محطة أخبار سورية
معاول البناء تحفر عميقاً في أرض جوبا، تحملها سواعد لطالما حملت السلاح سنوات طويلة، السواعد ذاتها تنوء اليوم بحمل استحقاقات المستقبل عشية استفتاء مصيري، مآلاته محدودة، إما وصل يعقبه استقرار وإما فصل يشرع فيه البناة الجدد الباب واسعاً على تنمية البلد الوليد.
جوبا العاصمة المنتظرة، التي عانت طوال سنوات الحرب جور السياسة والجغرافيا، تشهد اليوم ورشة بناء يسابق فيها البناؤن الزمن تحسباً لما سيأتي.
التنمية تجذب قناصي الفرص المهندسة المعمارية جود السمنول تقول لـ"العربية" من أمام ورشة بناء: "إن التنمية في جوبا ظاهرة جديدة، وقد جذبت شركات تعمل في مختلف الاختصاصات، لاسيما في حقول التصاميم الهندسية والمقاولات".
ولا تشكل ارتفاع الإيجارات وغياب البنية التحتية في ظل الطلب المتزايد على المساكن في مدن الجنوب، الأسباب الوحيدة التي سرّعت في دوران عجلة الإعمار الذي بدأ في تغيير ملامح المدينة.
فالتاجر ألبير باولو يقول لـ"العربية": "نريد أن نرسل رسالة إلى العالم مفادها أن أهل الجنوب يريدون الاستقرار ويستطيعون النجاح".
ورشة البناء المفتوحة هذه لم تقتصر على بناء المساكن والمحال التجارية، فعدد من البعثات الأجنبية شرعت فعلياً في إنشاء مقرات أكبر من قنصلية إذا كانت الوحدة، وأصغر من سفارة إذا كان الانفصال، الأمر ذاته انسحب على بناء الفنادق وبيوت الضيافة في بلد تبلغ فيه كلفة الليلة الفندقية الواحدة ما يزيد على 3000 دولار أمريكي.
العد التنازلي للاستفتاءهذا ومن المقرر أن تجري ولايات الجنوب العشر خلال أيام استفتاءً حول تقرير مصير الجنوب، من المرجح أن يفضي إلى انفصاله عن السودان.
وسوف يزور الرئيس السوداني عمر البشير الجنوب الثلاثاء المقبل قبيل 5 أيام من الاستفتاء، ووصف مراسل "العربية"، مبيور شليلو، الزيارة بأنها استكمال لتطبيق اتفاقية السلام، حيث سيلتقي خلالها البشير مع سيلفاكير، رئيس حكومة الجنوب، وسيبحثان وفق المراسل عدة إجراءات مصيرية هدفها تأمين عدم عودة الجنوب والشمال إلى دائرة الحرب.
ونشر السودان حوالي 5000 جندي لضمان مرور عملية الاستفتاء من دون مشاكل، وقد وصفت الأمم المتحدة الوضع في الجنوب بأنه جاهز لعملية الاستفتاء.
