تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السودان: منطقتا النيل الأزرق وجنوب كردفان تهددان بطلب حق تقرير المصير أسوة بالجنوب

في تطور خطير يمكن أن يفتح الباب أمام تفتت السودان في شكل أكبر، هدد قادة «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان اللتين شملهما اتفاق السلام في جنوب البلاد، بالمطالبة بحق تقرير مصير المنطقتين أسوة بالجنوب في حال لم تحافظ الخرطوم على مكتسبات الاتفاق ولم تشاورهما في تعديل الدستور عقب الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب الذي لم يبق أمامه سوى 18 يوماً. وجاء ذلك في وقت قال الرئيس عمر البشير إنه يقول للجنوبيين «مبروك عليكم» إذا كان خيارهم الانفصال فعلاً عن السودان.

وحذر حاكم ولاية النيل الأزرق نائب رئيس «الحركة الشعبية» مالك عقار ونائب حاكم ولاية جنوب كردفان عبدالعزيز الحلو في مؤتمر صحافي مع مسؤول الشمال في «الحركة الشعبية» ياسر عرمان في الخرطوم ليل أمس، من تراجع الحكومة السودانية عن المكتسبات التي حققها اتفاق السلام للمنطقتين ومن تجاوزهما في التعديلات الدستورية التي ستجري عقب الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب.

واعتبر عقار والحلو أن المشورة الشعبية في المنطقتين المشمولتين ببروتوكولين مرتبطين باتفاق السلام الموقع العام 2005، تهدف إلى تقويم السلام ومعالجة أي أخطاء أو تجاوزات وذلك بهدف «الاحتفاظ بالمكتسبات» التي تحققت خلال السنوات الماضية.

أما عرمان فطرح ما سمّاه مبادرة «اللحظات الأخيرة» للحفاظ على الوحدة، وتضمنت دعوة الشمال إلى التنازل عن نصيبه في نفط الجنوب (48 في المئة) وأن يحتفظ الجنوب بجيشه حتى عقب الوحدة، وأن تكون الرئاسة دورية بين الشمال والجنوب، لافتاً إلى أن هذا عرض مطلوب - حتى لو رفضه الجنوبيون حالياً - وذلك بهدف استعادة الوحدة مستقبلاً. وحمل عرمان في شدة على حديث الرئيس عمر البشير عن تعديل الدستور عقب الاستفتاء لتكون الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع وعدم الاعتراف بالتعدد الثقافي والعرقي في البلاد، ورأى أن ذلك من شأنه تمزيق البلاد وليس انفصال الجنوب وحده، متهماً حزب المؤتمر الوطني بالسعي إلى «دولة بوليسية».

إلى ذلك، أكد الرئيس البشير أن انفصال جنوب السودان لن يكون نهاية التاريخ، وقال إن حكومته عندما أقرت اتفاق السلام وحق تقرير مصير الجنوب كان هدفها السلام، متعهداً عدم العودة إلى الحرب لضمان استمرار التنمية وصون الموارد.

وأضاف البشير لدى مخاطبته ختام منافسات الدورة المدرسية في الخرطوم عصر أمس، أن الوحدة هي ما يريده الشمال، لكن إن كانت رغبة الجنوبيين الانفصال «فسنرحب بذلك ونقول للجنوبيين مبروك عليكم». وزاد: «عندها سنتعاون لأن ما يجمع (أبناء) الشعبين أكثر مما يفرقهم».

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.