محطة أخبار سورية
"الاعتراف بالخطأ أو الأخطاء بغض النظر عن حجمها فضيلة، وكلما تأخر الاعتراف قلت فضيلتها"، بهذه العبارة يخاطب وزير العدل البحريني الشيخ خال بن علي آل خليفة من يتتبع ما يكتب عبر التويتر.
ويستمر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بإعلام الناس عبر تويتر عن مكان تواجده في حله وترحاله مع صورة عن المكان الذي هو فيه، وآخر ما تحقق من إنجازات دبلوماسية وربما انتكاسات.
وتتسابق وكالات الأنباء لنقل وتحليل ما يكتب مستشار العاهل البحريني لشؤون الإعلام نبيل الحمر عبر تويتر.
المسؤولون البحرينيون ينقلون الأخبار وينفون التصريحات غير الصحيحة وىؤكدون الصحيحة من خلال هواتفهم على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وعلى مدار الساعة.
الحراك الافتراضي في البحرين لم يكن حكراً على الوزراء والبرلمانيين، حيث كان للمعارضة نصيب في ذلك التواصل الافتراضي، فجمعية الوفاق التي استقال نوابها من البرلمان البحريني، وهي كبرى قوى المعارضة، تستخدم تويتر بشكل كبير في توجيه الاعتصامات والاحتجاجات وكذلك إيصال المعلومات ونشر البيانات بل وطرح المبادرات.
اختلاف الاستخدام وفي حين ينحى وزير العدل البحريني منحى اجتماعياً في غالبية أقواله وتعليقاته، فهو يخاطب البحرينيين قائلاً: لا أريد أن أخرج من جو الفاصل، لكن هل لنا أن نتحدث عما يربطنا بعضنا ببعض بدلاً من النقاش عن اختلافنا؟. فلنتحدث بعض الوقت عن روابط مجتمعنا.
ويجتهد وزير الخارجية البحريني في إعلام متتبعيه على صفحات تويتر عن مكانه والمهمة الموكلة به، حتى أصبح أهل البحرين يعرفون أخباره من صفحته بدون الحاجة للإعلام الرسمي أو الدولي.
في تويتر أيضاً معارضون للحكومة لا يكفون عن التحريض ضدها وانتقادها على مدار الساعة، حتى أن من يتتبعهم يشك أنهم ينامون.
وتصاعد استخدام تويتر كوسيلة للتواصل السياسي يجعله ينافس وسائل الإعلام المختلفة في التأثير، فأحداث مفصلية حدثت في الشهر الماضي كان لصفحات المعارضة والمسؤولين السبق في إعلانها قبل وسائل الإعلام المختلفة.
وأحدث تويتر نقلة مهمة في عالم الإعلام ونشر الأخبار، حيث يعد الأداة الأسرع والأسهل لنقل الأخبار بمصداقية بدون تضليل أو حجب، وظهرت هذه الأهمية مع التغييرات السريعة التي يشهدها العالم سياسياً وطبيعياً واجتماعياً، حيث لعب دوراً أساسياً في التغييرات السياسية التي لا يزال يشهدها العالم العربي والتي انطلقت من تونس ومصر، ولا تزال تجري في ليبيا وأماكن أخرى، حيث اعتمد كمصدر للخبر، وأداة لكشف الحقائق، ومنبراً لأصوات الضحايا.
أما تويتر في البحرين فهو ساحة افتراضية للسجال الطائفي والحزبي والسياسي الآن، إلا أنه سجال بنهايات مفتوحة لا نتائج له، لكنه يشير بشكل واضح إلى تنامي دور مواقع التواصل الاجتماعي في صنع التأثير على أرض الواقع.
فهناك من يعتقد بأن العلاقة بين الإعلامَي (التقليدي والبديل) ليست بالمسألة الجديدة، لكن الجديد هو التغيير الذي أدخلته مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات على أنماط التفكير، مطلقة الثورات أو مساهمة في إطلاقها، ويمكن القول أن العلاقة بين النموذج الأول والثاني هي عبارة عن "زواج عرفي".
آراء"العربية.نت" استطلعت آراء بعض رواد التويتر حول مصداقية المعلومة التي يحصلون عليها عبر تويتر فجاءت الردود متباينه. ففي حين ترى نور طالبة جامعية 21 سنة أن الأساس هو اختيار مصدر المعلومة من على تويتر، فإنها تثق بصفحات الشخصيات المعروفة بغض النظر عن موقعها.
ويعتقد علي (25 سنة) وهو سائق تاكسي أن الإنتريت لا يزال مليئاً بالأكاذيب التي تفتقر للوثائق التي تثبت مصداقيتها. وفي نفس الاتجاه يذهب محمد (30 سنة) وهو رجل أعمال، إلا أنه يؤكد أنه يخضع معلومات تويتر إلى ميزان التقييم عبر ما يتم نقله في وسائل الإعلام المعروفة عن نفس الموضوع.
هذا الكلام لا يروق لوفاء (33 سنة) وهي موظقة إذ تصر على أن مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها تويتر أكثر حرية من وسائل الإعلام التي تخضع لرقابة تحريرية وفنية.
