تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

كتاب "إبن حماس" باللغة العبرية سذاجة تبرير الخيانة

تأليف مصعب بن يوسف

ترجمة من الانجليزية: دفنا ليفي

 

كتاب "إبن حماس" لمؤلفه مصعب حسن يوسف يقع في حوالي 265 صفحة من الحجم المتوسط، يسرد فيه المؤلف من خلال أكثر من سبعة وعشرين فصلاً قصة تعاونه مع أجهزة الأمن الاسرائيلية المختلفة منذ أن كان في الثامنة عشرة من عمره.

"الأمير الأخضر"، وهو الاسم الحركي له الذي أطلقته عليه المخابرات الاسرائيلية له، مدلولاته بالنسبة لأجهزة الأمن الاسرائيلية، فالأمير للدلالة على أنه ابن الشيخ حسن يوسف، أحد مؤسسي حركة حماس في الضفة الغربية، ومن كبار قادتها، ولفترة ما الناطق باسمها، والأخضر للإشارة الى علم حركة حماس الأخضر.

في كتابه "إبن حماس" يسرد المؤلف بدايات طريقة نحو التعاون مع المخابرات الاسرائيلية بدءاً من عمليات اعتقاله، ومن ثم تجنيده للعمل مع الأجهزة الأمنية الاسرائيلية في مواجهة عمليات وقادة حركة حماس، وفي هذا المجال ينوه المؤلف إلى الحظوة التي نالها من جانب حركة حماس، وخاصة الذراع العسكري لها، مما مكنه من الاطلاع على أخطر الأسرار، وبالتالي، كما يقول، تمكين الاسرائيليين من إحباط العديد من العمليات الانتحارية والقاء القبض على منفذيها قبل قيامهم بتنفيذها.

ويدعي المؤلف في كتابه أن تعاونه مع المخابرات الاسرائيلية في مواجهة حماس وقادتها وعملياتها جاء من وجهة نظر مخالفة لوجهة النظر الاسرائيلية، فهو أراد من وراء ذلك (حسب إدعائه) الحد من إراقة الدماء وتخفيف المعاناة عن الطرفين، ذلك لأنه مر بفترات صعبة شاهد من خلالها وعايش بعض الممارسات التي لا يتصورها عقل داخل حركة حماس، وضرب مثالاً على ذلك عمليات التعذيب البشعة التي تقوم بها الحركة ضد معارضيها أو ضد الاسرائيليين أو المتعاونين معهم.

من وجهة النظر الاسرائيلية يعتبر تجنيد مصعب حسن يوسف لصفوف الأجهزة الأمنية إنجازاً لا  مثيل له في تاريخ هذه الأجهزة، فقد مكنه موقعه كإبن لشخصية كبيرة في حركة حماس من تزويد الاسرائيليين بمعلومات مهمة جداً أهمها كشف الخلايا الانتحارية، ومحاولات الحركة تصفية مسؤولين كبار في اسرائيل مثل شمعون بيرس والحاخام عوفاديا يوسف.

وفي الكتاب يقول مصعب حسن يوسف أن توجهه نحو الأجهزة الأمنية الاسرائيلية جاء نتيجة لتطورات وأحداث عصفت بها حياته الشخصية خلال أكثر من عقد من الزمان، بالإضافة إلى أن هذه الأحداث حولت من معتقداته الدينية التي انتقل فيها من الاسلام إلى المسيحية.

وباختصار، فإن الكتاب في مجمله ما هو إلا سيرة حياة ابن حماس في صفوف الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، ويكشف المؤلف في بعض فصوله عن عدد من مغامرات هذه الأجهزة وعملياتها ضد حركة حماس.

والكتاب في نظرة تقييمية هو محاولة يسعى المؤلف من خلالها أن يروج عبر روايات سطحية وساذجة  أن الاسرائيليين ليسوا أعداء للفلسطينيين، ويقول أن هذا النزاع لا حل له على الإطلاق لان جذوره، تمتد عميقاً في التاريخ للعداء بين هاجر وسارة.

وفي معرض بحثه عن أعدائه الحقيقيين يصل المؤلف إلى نتيجة مفادها أن الفلسطينيين هم أعداء أنفسهم، ويضع استفسارات غيبية مفادها أنه حتى لو زالت اسرائيل من الوجود، وتشتت اليهود مرة أخرى في العالم كله، فسيبقى الفلسطينيون في اقتتال دائم فيما بينهم.

والكتاب نشر باللغة الانكليزية وتمت ترجمته الى العبرية .

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.