مع الاعلان عن انطلاق المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل بمشاركة مصر والاردن في احتفال تقيمه الادارة الامريكية لهذا الغرض ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخلال زيارته مؤخرا لدولتين خليجيتين عربيتين معنيتين بدعم السلطة الفلسطينية قد تلقى نصيحة من عاهلي الدولتين تقول له وبكل وضوح : " تفاوض مع الاسرائيليين على كل شيء ولكن اياك والتنازل او التفاوض حول القدس، فهي عربية اسلامية، ولا يحق لك أن تتفق على أي شيء بخصوصها لأنها قضيتنا قبل أن تكون قضيتك"!!
وأكدت هذه المصادر أن الرئيس عباس حاول اقناع الدولتين بدعم صندوق القدس.. وقد كان الجواب ان الدعم المالي جاهز، ولكنه لن يحول أي فلس الى صندوق الجامعة العربية الا بعد وضع آلية صرف لهذا الدعم، ويعني هذا أن السلطة الفسطينية لن تكون الجهة المنفذة لخطة الدعم او لصرف الأموال المخصصة لدعم عروبة القدس.
وأبدت مصادر فلسطينية قلقها من عدم اهتمام جورج ميتشيل شخصياً بموضوع التفاوض غير المباشر، إذ أوكل المهمة الى مساعده ديفيد هيل.. الذي بدوره يلتقي مع الرئيس عباس في حين ان نتنياهو يترك أمر التفاوض مع هيل الى مساعديه ومستشاريه فقط.
وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة ان الملف الفلسطيني هو من أولويات الادارة الأميركيةفي المرحلة الحالية فقط للتغطية على الانسحاب "المشرف" و"الهادئ" من العراق، والملف النووي الايراني، و"الارهاب" في افغانستان ، والملف التركي اذ ان الادارة الأميركية قلقة جداً من ابتعاد الحليف التركي عنها، وهي تسعى الآن الى "تصحيح" العلاقة وتقريب وجهات النظر، واعادة المياه الى مجاريها في العلاقة التركية الاسرائيلية.
وعدم كون الملف الفلسطيني في سلم اولويات الادارة الأميركية، فان هذا بحد ذاته يُقلق جداً الرئيس الفلسطيني عباس الذي "راهن" على ادارة اوباما اكثر من اللازم، وبدأ يدرك ان هذا الرهان خاسر ولكن ما باليد حيلة!!
