تحليل نتائج جولة ميتشل الحالية

1.    سلمت القيادة الفلسطينية رسالة التعهدات الفلسطينية (الخطية) الموجهة إلى الإدارة الاميركية والتي أعلنت فيها الموافقة على استئناف المفاوضات غير المباشرة (مفاوضات التقارب) استناداً لرسالة التعهدات الاميركية. وكذلك أعلنت السلطة الفلسطينية التزامها بالمضي قدماً في هذه المفاوضات، والعمل على تحقيق إنجاز للانتقال إلى المفاوضات المباشرة.

2.    أكد ميتشيل أن مواضيع البحث هي الحدود والأمن كما اتفق سابقا، وأن موضوع المياه الذي طرحته القيادة الاسرائيلية كي يكون ضمن مواضيع البحث الأولى قد أَجّل إلى مرحلة لاحقة، وإلى المفاوضات المباشرة حول قضايا الحل النهائي.

3.    ضرورة التزام الادارة الاميركية بتعهداتها كما جاء في رسالة رسمية موجهة الى الرئيس عباس، وتضمنت هذه التعهدات:

·        عدم قيام اسرائيل ببناء مزيد من المستوطنات في القدس، أي عدم وجود عطاءات بناء جديدة.

·        منع اتخاذ إجراءات أحادية الجانب من قبل اسرائيل وخاصة فيما يتعلق بهدم المنازل في حي سلوان بالقدس، أو الاستيلاء على مزيد من المنازل في منطقة الشيخ جراح.

·        أن يكون التفاوض مرتبطاً بفترة زمنية محددة، وفي نهايته يتم إعلان إقامة الدولة، أي بعد سنتين على أكثر تقدير.

·        أن تقوم اسرائيل بإلغاء ممارساتها القمعية على الأرض، وتقديم حسن نوايا لاثبات نواياها الجادة في تحقيق السلام الشامل.

وسلمت القيادة الفلسطينية للمبعوث الاميركي ميتشيل ملفاً ضم قائمة بإجراءات اسرائيل الأخيرة والمعرقلة للمفاوضات غير المباشرة، والتي اعتبرتها السلطة الفلسطينية إجراءات مستفزة.

وذكرت المصادر الفلسطينية أن جورج ميتشيل نقل للقيادة الفلسطينية أخباراً مفادها أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذ، وبالتشاور مع أعضاء المجلس الوزاري المصغر عدة قرارات مهمة ومن بينها:-

1.    عدم الاعلان عن عطاءات بناء مستوطنات جديدة في القدس العربية، وأن هذا القرار لن يعلن عنه، بل سيطبق من دون ضجة، أما ما أقر بناؤه في السابق أو هو قيد الإنشاء فلا يمكن وقفه أو تجميده.

2.    منح طريق لربط المدينة الجديدة التي ستبنى شمال رام الله بين بير زيت ورام الله وتدعى "روابي" وهذا الطريق طوله 800 متر فقط، وهي ضمن أراضي "جـ". أي تحت السيادة الأمنية الاسرائيلية من أجل عدم عرقلة إقامة هذه المدينة.

3.    تسليم بعض مناطق "جـ" للسلطة كي تصبح مناطق "ب" أو "أ".

4.    السماح للسلطة الفلسطينية بإقامة مراكز "شرطة" في القرى والبلدات ذات التوصيف (مناطق ب) لان هذه المناطق تخضع فقط للسيادة الادارية وليست الامنية.

5.    إزالة المزيد من الحواجز العسكرية الاسرائيلية لتسهيل الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين.

6.    إطلاق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال..

ومن المتوقع أن يبلغ نتنياهو ميتشيل باتخاذ مثل هذه القرارات خلال لقائه به اليوم.

أكّد الجانب الفلسطيني أنه يفاوض الإدارة الاميركية، وميتشيل بالتحديد، وأن على الادارة الاميركية تنفيذ ما قطعته من التزامات للسلطة الفلسطينية.

ووعد ميتشيل أخذ رأي القيادة الفلسطينية حول الموضوعين الأولين: الحدود والأمن. وأكد أن الادارة الاميركية تؤيد وجود قوات دولية على الحدود المعترف بها بين الدولتين رغم ان اسرائيل لا تقبل بذلك.

وحصل  ميتشيل على رد القيادة الاسرائيلية حول الأمن والحدود. وقالت مصادر اسرائيلية وفلسطينية ان موقف نتنياهو  أكثر تشدداً مما كان عليه قبل اسبوع، وهذا يعود إلى لقاء الرئيس الاميركي مع 37 عضو كونغرس هم "يهود" ومن الحزب الديمقراطي. وقد اعترف الرئيس اوباما بأنه أخطأ في رؤيته لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، واكد في الوقت نفسه دعمه ومساندته للأمن الاسرائيلي، ولن يسمح لأحد بأن يمسه أو يخترقه.

وأكدت مصادر عديدة أن إجراءات حسن النوايا الاسرائيلية لن تمنح مرة (أو دفعة) واحدة للجانب الفلسطيني بل عبر مراحل حتى تبقى هذه المفاوضات غير المباشرة "حيّة" وقائمة.

وكما قيل سابقاً فإن اسرائيل ترفض العودة الى حدود الرابع من حزيران، وتعتبر الجدار القائم هو الحدود بالاضافة إلى القدس ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية، وكذلك منطقة غور الاردن، والمستوطنات في الضفة لن تزال، بل سيتم تبادل أراضيها مع أراضي داخل اسرائيل (نسبة البناء) تتراوح بين 5 – 7.5 بالمائة.

ميتشيل سيأخذ الرأي الاسرائيلي وسيعود بعدها إلى واشنطن لدراسة ما يطرح لعل وعسى توصل إلى طرح حل وسط في جولته القادمة الاسبوع القادم.