لوحظ في الفترة القليلة الماضية نشاطاً أو تحركاً كبيراً لرئيس وزراء السلطة الوطنية في رام الله الدكتور سلام فياض تمثل في رعاية وافتتاح العديد من المشاريع العقارية والتجارية والصناعية على طول مساحة الوطن، حتى أنه يشارك في افتتاح مهرجانات رياضية وآخرها كان حفل تدشين ملعب الخليل لكرة القدم، إذ حضره وحضر المباراة الاحتفالية التي جرت في مدينة الخليل.
وبالإضافة إلى ما ذكر، فإنه أيضاً يخصص ميزانيات ما لدعم أصدقائه والموالين له، وأعضاء حزبه (الطريق الثالث)، وها هي العضو الثاني في الحزب حنان عشراوي تعين لتكون عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن حزب الطريق الثالث بصورة عملية، وشكلياً /حسب الكوتا /فهي تمثل القدس، والمرأة، والمسيحيين في آن.
وقد استطاع فياض إبعاد حاتم عبد القادر عن وزارة شؤون القدس من خلال إجباره على تقديم استقالته وقبولها، وتحويل مسؤولية هذه الوزارة له، أي لفياض نفسه.
وقام فياض مؤخراً برصد 6.5 مليون دولار لدعم مؤسسات القدس الموالية له والتي تدعم خططه، إذ أعطى كل مؤسسة منحة تتراوح ما بين 3 – 5 آلاف دولار ولمرة واحدة. كما أعطى صديقه ماجد أبو عيشة (الذي هدمت بلدية القدس الاسرائيلية عمارته بعد أن خالف قانون رخص البناء) مبلغاً وقدره 950 ألف دولار. وسيوزع أيضاً خلال الفترة القادمة مبلغاً آخر وقدره 6 مليون دولار على مؤسسات القدس بحجة دعم الوجود العربي في المدينة.
كل هذه النشاطات من أجل دعم وتعزيز مكانته جماهيرياً استعداداً للانتخابات القادمة، وللتأكيد للرئيس عباس أنه قوي شعبياً.
وتخلص فياض من عبد القادر الذي لديه ميزانية خاصة من دولة قطر لدعم التعليم والصحة في القدس ولدعم مكانته بعد أن طلب من عبد القادر تحويل هذه المساعدة المالية القطرية للحكومة الفلسطينية برئاسته مباشرة، فرفض حاتم عبد القادر ذلك، وبالتالي لم يخصص فياض أي ميزانية لوزارة شؤون القدس، ووضع عبد القادر نتيجة ذلك في وضع صعب فاضطر لتقديم استقالته وتم قبولها..
يعمل فياض من أجل أن يبقى قوياً، ويظن أن "الأموال" قد تعزز مكانته، وهو مدعوم بالطبع من قبل المجتمع الدولي، وهناك من يداهنونه من حركة "فتح" للحصول على مكاسب خاصة جداً، وهو يطمح في أن يحصل حزبه على عدد كبير من المقاعد في الانتخابات الفلسطينية القادمة.
