تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مؤتمر فتح :وجهة نظر اسرائيلية

 

يكتب شلومو بروم ان الرئيس محمود عباس نجح في عقد المؤتمر بعد 20 عاماُ من عقد المؤتمر الأخير في تونس , حيث ان الرئيس ياسر عرفات امتنع عن ذلك , ولهذا عقد المؤتمر حالياُ يعتبر نجاحاً للرئيس عباس الذي نجح رغم المعارضة القوية داخل حركة فتح وخاصة معارضة كتلة قدامى الحركة التي تخوفت من فقدان نفوذها ومراكزها بالحركة.
الرئيس عباس والمقربون له يرون ضرورة حيوية في المؤتمر على إعتبار ان ذلك سيكون مرحلة ضرورية في عملية الإصلاح للحركة وإستنهاضها حيث انها اصبحت في نظر الجمهور الفلسطيني حركة تعاني الضمور والترهل والفساد والصراعات الداخلية، ومن وجهة نظر الرئيس عباس هذه هي الطريقة الصحيحة لإعادة نشاط مؤسسات الحركة كاللجنة المركزية والمجلس الثوري، وجعلها قاعدة إنطلاق جديدة له، ومصدر قوة وشرعية خاصة وانه لم يحصل على موافقة المجلس التشريعي ليستمر في منصبه كرئيس ثم ان هذا من مصلحة جيل الوسط والشبان ليحصلوا على مراكز قوى وينحوا جانباً القيادة القديمة .
 
السؤال المطروح هو: هل هذه الخطوة ستنجح فعلياً وتحقق الطموحات التي تستند عليها، وهل ستخمد الصراعات الداخلية ام ستؤججها؟  والصورة حالياً هي أن هنالك نظرة جديدة تجاه حركة فتح التي ظهرت مجددأ على الساحة الفلسطينية وبحلة جديدة كحركة ناشطة ورشيقة  ومفعمة بالحياة، وهنالك شرعية للقيادات الجديدة التى تبوأت أماكنها،  ولكن من جهة أخرى وتحت وطأة الضغوطات إضطر الرئيس عباس الى إضافة ممثلين لم يتم إنتخابهم وضمن ذلك 500 أضيفوا في اللحظة الأخيرة وهذا ما شجع إنطلاق الإدعاءات التى تكفر بشرعية ما حدث،  والى جانب ذلك كون حركة حماس منعت غالبية ممثلي حركة فتح من السفر المؤتمر بالضفة الغربية، فذلك أضاف الى بذرة عدم الشرعية , ومع ذلك تمكن الرئيس عباس من التغلب على المعارضة الخارجية التي يقودها فاروق القدومي الذي حاول إعاقة المؤتمر بإطلاق إتهامات نحو البعض بضلوعهم بمقتل الرئيس ياسر عرفات .
 
مع ذلك لم ينجح الرئيس عباس في تحويل الحركة الى آلية لرأب التصدعات الداخلية بالحركة، والصراعات بين القيادات في المناطق الفلسطينية، وبقيت صورة حركة فتح كحركة متناحرة ومتحاربة، وهذا ما أدى لى تمديد المؤتمر لعدة ايام أكثر مما كان مخططاً له والإقتراعات تأجلت عدة مرات   وذلك لسببين اساسيين :
1-   تهديدات محمد دحلان ومؤيديه بمقاطعة الإنتخابات بسبب ان الممثلين عن قطاع غزة تغيبوا .
2-   تخوف القيادات القديمة وجيل الوسط بالحركة من الجيل الشاب وخاصة دحلان ومؤيديه.
 
في نهاية المطاف كان الإنتصار الواضح للجيل الشاب والقيادات المحلية بالضفة والقطاع مثل مروان البرغوثي الذي مازال قابعاً في السجون الإسرائيلية ومحمد دحلان وجبريل الرجوب وتوفيق طيراوي بينما شخصيات من القيادات القديمة أبعدت خارجاً مثل أحمد قريع (ابو علاء) الذي شغل منصب رئيس الوزراء وتراس وفد المفاوضات مع تسيبي ليفني في حينه .
ويبدو الآن ان الرئيس محمود عباس دعم مركزه بالحركة الى جانب محمد دحلان الذي حصل على التأييد رغم الإتهامات ضده وبشكل خاص الإتهامات ضده بعدم صد حركة حماس , كانت هنالك ايضاً إتهامات بشأن عدم نزاهة الإنتخابات ووجود أخطاء في عملية الفرز الى جانب الإدعاءات بعدم وجود تمثيل نسائي كاف ووعود الرئيس عباس بإضافة اربعة ممثلين جدد كجزء من صلاحياته .
إسرائيل بحاجة لشريك فلسطيني للمفاوضات تكون لديه المصداقية والقدرة على إتخاذ القرارات وتطبيقها ولذلك فنتائج المؤتمر مهمة جداً بالنسبة لها على إعتبار أن الأمر سيحدد الكثير بالنسبة للمستقبل وبالنسبة للنظرة لحركة حماس .
 
الرئيس عباس تمكن في الفترة الأخيرة من تدعيم مركزه في أعقاب تقوية مؤسسات السلطة الوطنية في الضفة الغربية والإصلاحات في قوات الأمن الفلسطينية بمساعدة الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والأردن، وهذا ما أدى الى إزدياد الإستقرار والأمن العام، وساعد على حرية التنقل التي مكنتها الحكومة الإسرائيلية ويؤدي ذلك أيضاً الى تحسن الأوضاع الإقتصادية ورفاهية السكان، وهذه الإنجازات دعمت جزئياً مكانة الرئيس عباس الذي إتهم بأنه أغفل المصالح الفلسطينية ولم يحقق أية إنجازات من خلال المفاوضات , بينما حركة حماس وصفت بأنها تعمل لتحقيق المصالح الوطنية وتقف بكبرياء بمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.
 
أما التصريحات والنقاشات بشأن المقاومة والتي صدرت عن حركة فتح فقد تمت تغطيتها إعلامياً بشكل واسع في إسرائيل  مع أن الحركة عادت وأكدت أنها ملتزمة بخيار السلام والعملية السلمية ولكن في حال فشل المباحثات فمن حق الفلسطينيين إستخدام المقاومة بأشكالها  ومع ذلك أكد الرئيس عباس ان المقاومة هي مقاومة شعبية على شاكلة المظاهرات ضد جدار الفصل .
 
ونتائج المؤتمر أشارت الى المواقف التقليدية بشأن الاتفاق مع إسرائيل وهي دولة فلسطينية في إطار حدود 1967 والقدس عاصمتها الى جانب حل قضية اللاجئين على اساس القرار 194 وبروح المبادرة العربية ورفض دولة فلسطينية بحدود مؤقتة .
هذه المواقف تفسر في إسرائيل على انها متصلبة ولا تدل على إستعداد لمرونة تودي للوصول الى الحل الملائم .
     

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.