تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

كلينتون: المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين تستأنف في القمة الاسبوع القادم

وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أعلنت يوم الجمعة بان اسرائيل والسلطة الفلسطينية ستستأنفان المفاوضات المباشرة بينهما على اقامة دولة فلسطينية في 2 ايلول. ومع ذلك، سيرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو البحث في حدود الدولة الفلسطينية قبل اجمال الترتيبات الامنية. ويقول نتنياهو في محادثات مغلقة: "في اللحظة التي تكون فيها ترتيبات امنية تضمن الا تطلق الصواريخ على تل أبيب سيكون ممكنا الوصول بشكل سريع الى اتفاق شامل".

          هذا وستدشن المحادثات المباشرة في قمة من يومين تعقد في واشنطن، بعد جمود سياسي لاكثر من سنة ونصف. وفضلا عن نتنياهو وعباس، دعا الرئيس الامريكي براك اوباما الى القمة الرئيس المصري حسني مبارك، وعبدالله ملك الاردن ومبعوث الرباعية طوني بلير. في 1 ايلول سيلتقي اوباما مع كل واحد من الزعماء على انفراد، وبعد ذلك تعقد وليمة عشاء مشتركة.

          بعد يوم من ذلك يعقد احتفال تدشين المفاوضات في وزارة الخارجية، برعاية وزيرة الخارجية كلينتون ومشاركة كل الزعماء. وسيتضمن الاحتفال اغلب الظن خطابات للزعماء ومحادثات اولية عن جولة المفاوضات الاولى، والتي ستجرى بعد ذلك بوقت قصير.

          وزيرة الخارجية كلينتون والمبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل اوضحا في نهاية الاسبوع بان المفاوضات ستجرى بهدف الوصول الى تسوية دائمة واقامة دولة فلسطينية في غضون سنة. وحسب اقوالهما فان المفاوضات ستعنى بكل المسائل الجوهرية – القدس، الحدود، اللاجئين، ترتيبات الامن، المستوطنات والمياه.

          وشددت كلينتون على أن "المفاوضات ستجرى دون شروط مسبقة". يدور الحديث عن انجاز لرئيس الوزراء نتنياهو الذي طالب ذلك منذ اشهر طويلة. كما انه في بيانها في نهاية الاسبوع لم تذكر كلينتون مستقبل تجميد البناء في المستوطنات، والذي سينتهي في 26 ايلول. كما أن بيان الرباعية الذي نشر بالتوازي، لم يتضمن دعوة مباشرة لتجميد البناء في المستوطنات وفي شرقي القدس، بل مجرد ذكر لبيانات الرباعية السابقة والتي كانت فيها دعوة لتجميد البناء. وقالت كلينتون: "مهم ألا يمس نشاط الطرفين مساعي السلام بل يساعدها".

          عندما سئل ميتشل عن تجميد البناء في المستوطنات اجاب بان "موقفنا بالنسبة للمستوطنات معروف جيدا ولم يتغير. فليكن واضحا بان الاعلان عن التجميد في تشرين الثاني الماضي كان عملا ذا مغزى".

          ورحب رئيس الوزراء الاسرائيلي  بالدعوة الامريكية لبدء المفاوضات المباشرة. وقال نتنياهو ان "اسرائيل تريد محادثات جدية وشاملة. تحقيق اتفاق سلام هو تحد صعب ولكنه ممكن. نحن نصل الى المحادثات بارادة حقيقية للوصول الى اتفاق سلام بين الشعبين، في ظل الحفاظ على المصالح الوطنية لاسرائيل وعلى رأسها الامن".

          وقبيل بدء المفاوضات المباشرة من المتوقع ان يلتقي منذ هذا الاسبوع رئيس الفريق الاسرائيلي المفاوض المحامي اسحق مولكو ونظيره الفلسطيني صائب عريقات. وسينضم الى الاثنين الدبلوماسي دافيد هيل، نائب المبعوث ميتشل.

          هدف اللقاء هو البحث في ترتيب المواضيع التي ستطرح في المحادثات، بتشكيل طواقم وكذا بمكان ادارة المحادثات. وقال ميتشل يوم الجمعة ان اسرائيل والسلطة ستحددان بينهما كيفية ادارة المفاوضات في كل واحدة من المسائل الجوهرية. في ضوء الخلافات بين الطرفين، سيكون ضروريا اغلب الظن اقتراح جسر أمريكي منذ المواضيع الفنية.

          موظف كبير في الادارة الامريكية قال أمس لـ "هآرتس" ان المبعوث ميتشل ومسؤولين امريكيين آخرين كانوا ضالعين بشكل مكثف في المحادثات. وقال المسؤول الامريكي: "نحن نعتزم الجلوس داخل غرفة المفاوضات. وعند الحاجة لن نتردد في أن نطرح على الطاولة اقتراحات جسر".

          رئيس الوزراء نتنياهو يعتزم ان يدير بنفسه المفاوضات وان يستعين بطواقم ضيقة فقط. وقال نتنياهو في محادثات مغلقة ان نجاح المفاوضات سيأتي من تفاهمات تتحقق بين الزعيمين. وقال نتنياهو: "سأرغب في الوصول الى مبادىء متفق عليها مع القيادة الفلسطينية ولن تكون حاجة الى طواقم عديدة مع مئات الجلسات".

          وحسب موظفين كبار في اسرائيل  مطلعين على مضامين محادثات نتنياهو مع الادارة الامريكية، اوضح نتنياهو سواء للرئيس اوباما أم لوزيرة الخارجية كلينتون أم للمبعوث ميتشل بانه سيكون مستعدا لقطع شوط طويل نحو الفلسطينيين في مسألة الحدود، ولكنه يرغب قبل ذلك في اجمالي موضوع الترتيبات الامنية. وقال نتنياهو لكبار مسؤولي الادارة الامريكية ان "الحدود ستتقرر حسب الترتيبات الامنية التي احصل عليها".

          اصرار نتنياهو على البحث في بداية كل شيء في مسألة الامن وفقط بعد ذلك في مسألة الحدود يتعارض والموقف الفلسطيني الذي يطالب بتشكيل طواقم مفاوضات تبحث في مسائل الحدود والامن بالتوازي.

          ويطلب نتنياهو بان تكون الدولة الفلسطينية التي ستقوم في أي اتفاق مجردة، وان تكون رقابة على معابر حدودها لمنع دخول الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، وان يكون تواجد عسكري اسرائيلي على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية، على الاقل لفترة 10 – 15 سنة.

          في محادثات التقارب رفض نتنياهو بثبات البحث في مسألة الحدود. وعلمت "هآرتس" بان المبعوث ميتشل اقترح على نتنياهو اجراء لعبة ادوار في اطارها يعرض الامريكيون عدة اقتراحات لحدود الدولة الفلسطينية ولكل سيناريو يعرض نتنياهو مطالبه الامنية. وحسب موظف اسرائيلي كبير رفض نتنياهو هذا الاقتراح ايضا.

          في ضوء موقف نتنياهو بعثت الادارة الامريكية الى اسرائيل قبل بضعة اسابيع بمستشار الرئيس دنيس روس. والتقى الاخير بوزير الدفاع باراك وبمسؤولين في الجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع كي يفهم بالدقة ما هي المطالب الامنية لاسرائيل.

          اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قررت يوم الجمعة الموافقة على استئناف المحادثات "لحل كل مسائل المفاوضات". المسؤول عن الاعلام في السلطة الفلسطينية ياسر عبد ربه اصدر بيانا رسميا عن السلطة في ختام جلسة عاجلة عقدت في رام الله. وحسب عبدربه فان كل فشل من جانب اسرائيل للتجميد التام للبناء في المستوطنات سيعرض المحادثات للخطر. كما ان رئيس الفريق المفاوض في السلطة الفلسطينية صائب عريقات ان عدم تمديد تجميد البناء سيؤدي الى وقف المفاوضات    

                                                                                                                             هآرتس 22/8/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.