تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إسرائيل تعرض حلا انتقاليا يشمل 90%من الضفة

 

محطة أخبار سورية

كشفت مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعد مشروعاً لعرضه على الفلسطينيين في المفاوضات المباشرة يقوم على التوصل إلى اتفاق "إعلان مبادئ جديد" شبيه باتفاق أوسلو عام 1993.

 

وقالت المصادر إن المشروع يقوم على انسحاب إسرائيلي من مساحة واسعة تصل حتى 90 في المئة من الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، وإجلاء أكثر من 50 ألف مستوطن من قلب الضفة إلى الكتل الاستيطانية.

 

كما رجحت مصادر فلسطينية مطلعة أن تستضيف القاهرة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما قال مصدر مصري موثوق به إن "المفاوضات ستعقد في القاهرة في حال حضور الرئيس باراك أوباما ليشهد انطلاقها".

 

وأوضحت المصادر بحسب ما نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية أن نتنياهو ابلغ مبعوثين غربيين التقاهم أخيرا أن الوضع الحالي غير مناسب للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لذلك فإنه سيقدم مشروعاً للتوصل إلى اتفاق انتقالي جديد، لكنه "واسع ومغر" للفلسطينيين.

 

وأضافت المصادر أن نتنياهو يعتقد أن عرضه سيكون مغرياً للفلسطينيين لأنه يمنحهم مساحة واسعة من الضفة مع إخلاء عدد كبير من المستوطنات، من دون أن يلزمهم بالتوقيع على إنهاء الصراع أو وقف مطالبهم بالجزء المتبقي من الضفة الغربية والقدس. وقالت إن العرض يتكيّف أيضا مع مواقف حركة "حماس" التي ترحب بأي انسحاب إسرائيلي جديد ما لم يكن ملزماً باتفاق يتنازل بموجبه الفلسطينيون عن الأجزاء المتبقية من الأرض المحتلة عام 1967.

 

وتعتقد مصادر غربية في رام الله أن نتنياهو يسعى إلى التوصل إلى حل انتقالي مؤقت لكنه طويل بسبب القلق المتنامي في أوساط اليمين الإسرائيلي من عودة فكرة حل الدولة الواحدة على جدول الأعمال بعد فشل حل الدولتين، وتقول إن إحدى الأفكار المطروحة في الأوساط المقربة من نتنياهو هي إقامة صيغة ما للعلاقة بين الدولة الفلسطينية الوليدة ذات الحدود المؤقتة والأردن.

 

وفي الجانب الفلسطيني يقول مسؤولون ان لديهم قلقاً من أن يتحول الحل الموقت إلى نهائي. ولم يستبعد البعض ان تقبل القيادة الفلسطينية العرض الإسرائيلي في حال ارتباطه بالحل النهائي ضمن جدول زمني معين للمفاوضات. لكن مسؤولين فلسطينيين يقولون انهم واثقون من أن نتنياهو يعد إلى حل مؤقت يتحول مع الزمن إلى حل نهائي بقوة الأمر الواقع. وقال مسؤول رفيع أن أكثر ما يقلق الرئيس عباس هو ان يتلقى عرضاً مؤقتاً وهو يدرك أن من يقف وراءه يسعى إلى جعله نهائياً بقوة الأمر الواقع.

 

لكن البعض يرى ان الأمر يستحق الدخول في تجربة جديدة ربما تقود مستقبلاً إلى حلول خلاقة، خصوصاً أن الفلسطينيين لا يملكون الكثير من أوراق القوة بعد تراجع الرئيس باراك أوباما عن وعوده بوقف الاستيطان، وبعد فشل الانتفاضة المسلحة وقبلها الانتفاضة الشعبية وما بينهما من مفاوضات طويلة وعسيرة مع حكومات المركز في إسرائيل.

 

ويرى مراقبون أن العرض الإسرائيلي يضع عباس أمام خيارات صعبة، ففي حال رفضه العرض، فإن إسرائيل ستواصل الضغط عليه ولن تقدم له أي تسهيلات في الضفة. وفي حال قبوله، فإنه سيغامر بالدخول إلى منطقة مجهولة مليئة بالاحتمالات، وفي مقدمها الاحتمال الأكبر وهو تحويل الحدود المؤقتة إلى نهائية.

 

لكن البعض الفلسطيني يرى فيها فرصة لتقوية وتعزيز مقومات الدولة الفلسطينية، خصوصا أن العرض لا يتضمن أي تنازل عن الأجزاء المتبقية من الأراضي المحتلة عام 1967، ومن ضمنها القدس التي ستظل في الجانب الإسرائيلي في الحل الانتقالي الجديد.

 

وكانت القاهرة مركزاً لمفاوضات مكثفة أجراها الرئيس حسني مبارك مع كل من الرئيس محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تناولت مرجعية المفاوضات وتوفير متطلباتها وفرص عقدها، خصوصا أن مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام ديفيد هيل سيتسلم الرد الفلسطيني في هذا الخصوص الأحد المقبل.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.