تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اتصالات لعقد لقاء إسرائيلي – فلسطيني أول لترتيب شروط المفاوضات المباشرة

          تجري الادارة الامريكية اتصالات مع اسرائيل ومع السلطة الفلسطينية على امكانية عقد لقاء ثلاثي، على مستوى منخفض، يعنى بتحديد شروط البدء (Terms of Reference) وجدول الاعمال للمفاوضات المباشرة. في اللقاء سيشارك على ما يبدو المبعوث الامريكي جورج ميتشل، مبعوث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى المفاوضات، المحامي، اسحق مولكو ورئيس دائرة المفاوضات في م.ت.ف د. صائب عريقات.

          اذا قبلت اسرائيل الاقتراح الفلسطيني باللقاء، فستكون هذه الاتصالات السياسية المباشرة الهامة الاولى بين اسرائيل والسلطة منذ تسلم نتنياهو مهام منصبه كرئيس وزراءفي اسرائيل.

          وعلمت "هآرتس" بان السلطة الفلسطينية هي التي طرحت الاقتراح لعقد لقاء ثلاثي. اذا وافقت اسرائيل على الاقتراح، فان اللقاء سيعقد الاسبوع القادم مع وصول ميتشل الى المنطقة. الفلسطينيون معنيون بان يعنى اللقاء بتحديد قاعدة، مرجعية، جدول أعمال وجدول زمني للمحادثات المباشرة، والبحث في مستقبل تجميد البناء في المستوطنات.

          وقال نتنياهو أمس في جلسة وزراء الليكود انه "يحتمل أن يكون بدء للمحادثات في منتصف آب. هذا لا يزال غير مؤكد وسيتضح في الايام القريبة القادمة". الرئيس شمعون بيرس التقى امس في القاهرة بالرئيس المصري حسني مبارك وأعرب الرئيسان عن تأييدهما لعقد المحادثات المباشرة. وقال بيرس ومبارك ان "البعد الزمني حرج وحذار على الطرفين أن يفوتا نافذة الفرص الناشئة الان".

          الفلسطينيون معنيون بانعقاد اللقاء الثلاثي، والذي سيتيح لهم ان يعرضوا على الادارة الامريكية تقدما نحو المفاوضات المباشرة، ولكن بدون استئناف المفاوضات بكاملها وبدون لقاء الزعيمين، علنا وبالتصوير. ويدرس نتنياهو الاقتراح، ولكنه يفضل في هذه المرحلة لقاءا مباشرا مع ابو مازن يتيح له عرض انجاز سياسي يتمثل باستئناف المسيرة السياسية التي كانت في حالة جمود في السنة والنصف الاخيرتين. واوضحت الادارة الامريكية بانه اذا وافق الطرفان على مثل هذا اللقاء، تمهيدا لبدء المفاوضات المباشرة، فان الولايات المتحدة لن تعارض.

          ويواصل ابو مازن في هذه الاثناء الايضاح بانه لن يتنازل عن شروطه لبدء المفاوضات المباشرة. وأمس التقى في رام الله بالنائبة السابقة داليا رابين وقال لها انه تلقى اسنادا من الجامعة العربية للمحادثات المباشرة ولكنه يطالب نتنياهو بقبول المبدأ في أن المفاوضات على اقامة دولة فلسطينية ستقوم على اساس حدود 67، مع تبادل للاراضي. وقال ابو مازن لداليا رابين: "اريد أن اتوجه الى مفاوضات مباشرة ولكني لا اريد مفاجآت". واضاف بان على المفاوضات ان تعنى قبل كل شيء بالحدود والامن.

          في لقائه مع وزراء خارجية الجامعة العربية في القاهرة، يوم الخميس الماضي، روى ابو مازن بانه تلقى تلميحات من الادارة الامريكية بان نتنياهو وافق على ادارة المفاوضات على اساس حدود 67. وروى ابو مازن على لقاء عقده في 27 تموز في عمان مع دافيد هيل، نائب ميتشل، في اثنائه وضعه هيل في صورة لقاء اوباما – نتنياهو.

          "طلبنا من ميتشل ان يوافق نتنياهو على المرجعية التي في اساسها موافقة على مبدأ الدولتين للشعبين في حدود 4 حزيران 1967، مع تبادل للاراضي بقدر محدود ومتفق عليه من حكومة اسرائيل"، قال ابو مازن لوزراء الخارجية العرب. "وقال هيل لي ان الرئيس اوباما عرض ذلك على نتنياهو في لقائهما في البيت الابيض، في 6 ايلول والجواب الذي تلقاه نتنياهو هو الذي دفعه الى أن يطلب الانتقال الى المحادثات المباشرة في اقرب وقت ممكن". اما في مكتب نتنياهو فنفوا أمس ذلك.

          نتنياهو لا يزال لم يعرض بشكل رسمي على الفلسطينيين الشكل الذي هو مستعد لاجراء المفاوضات المباشرة بموجبه. ولكن من تصريحاته الاخيرة تبرز عدة نقاط مركزية: نتنياهو مستعد لان يحدد جدولا زمنيا لاستكمال المفاوضات ويعتقد بانه يمكن عمل ذلك في غضون سنة؛ كما أنه مستعد للبحث في كل المسائل الجوهرية للتسوية الدائمة – القدس، الحدود، اللاجئين، المستوطنات، الامن والمياه؛ وهو معني بان تجري معظم المحادثات بينه وبين ابو مازن، على الشكل الذي جرت فيه المحادثات مع اولمرت؛ وهو مستعد لان يشرك ميتشل في المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين لحل المصاعب التي تظهر، ولكن ليس في كل اللقاءات.

          عدة نقاط اخرى تبرز هي أن نتنياهو معني بان يستمر تطبيق الاتفاق عدة سنوات ويتم بالتدريج. ونيته هي بالاساس انسحاب الجيش الاسرائيلي من مناطق الضفة، فقط بعد بناء الثقة.

                                                                                               هآرتس 2/7/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.