التقى الرئيس المصري حسني مبارك أمس في قصره في القاهرة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في لقاء ثنائي لنحو ثلاث ساعات.
بعض من الحديث كان ثنائيا وعني اساسا في الموضوع الفلسطيني، حاول فيه نتنياهو اقناع مبارك بممارسة نفوذه على ابو مازن للموافقة على محادثات مباشرة.
لمبارك ابن 82 كان أمس يوم نشاط مليء: فقد بدأه بالمشاركة في مناورة عسكرية مختلطة لمتدربي السلك الدبلوماسي من دول العالم العربي. بعد ذلك انتقل الى قصر الاتحادية في القاهرة والتقى الوسيط الامريكي جورج ميتشل، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء نتنياهو. ومع انه مر عليه يوم مليء بالفعاليات، بدا مبارك في اللقاء ممتازا، ولم يبدو عليه – على الاقل كما يدعي الاسرائيليون – أي بادرة تؤيد ما نشر عن تردي حالته الصحية. "فقد بدا فائقا"، قالوا أمس في الحاشية الاسرائيلية. وعلم أنه في المحادثات تساءل المصريون لماذا تنشغل وسائل الاعلام الاسرائيلية بالحالية الصحية الى الرئيس مبارك. فأجابهم الاسرائيليون بان مبارك هو سوبرستار في اسرائيل، والاسرائيليون يحرصون جدا على سلامته.
وحسب مصادر سياسية رفيعة المستوى في القاهرة في اللقاء بين الزعيمين قال مبارك لنتنياهو انه "يؤيد مبدأ عقد مفاوضات مباشرة، ولكنه لن يفرض على ابو مازن التوصية للشروع في محادثات مباشرة". وحسب المصادر، تبنت مصر موقف السلطة الفلسطينية بموجبها المفاوضات المباشرة "بحاجة الى أدلة مسبقة من جانب رئيس الوزراء نتنياهو". وبالتوازي اعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، الذي التقى أمس الوسيط الامريكي ميتشل بان "المحادثات المباشرة لن تكون الا بعد أن ترفع اسرائيل التزاما خطيا لابو مازن وتعرض تقدما في موضوع الحدود، الامن وتجميد المستوطنات".
وأوضح نتنياهو في حديث مع الرئيس المصري بانه سيكون مستعدا لبادرات طيبة اخرى بعد أن يدخل الفلسطينيون في محادثات مباشرة وليس كشرط لانعقادها.
وعلم امس من مصادر في القاهرة بان رد ابو مازن في موضوع المفاوضات لن يتم الا بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية في نهاية الشهر. وذلك بناء على طلب ابو مازن الحصول على "مظلة عربية" عندما يقرر رفع مستوى المفاوضات مع اسرائيل.
هذا وقد جرى لقاء مبارك – نتنياهو أمس في ظل الخطة التي عرضها وزير الخارجية افيغدور ليبرمان (ونشرت لاول مرة في "يديعوت احرونوت") لفك ارتباط كامل لقطاع غزة عن اسرائيل مقابل رفع الاغلاق. واثارت الخطة غضبا كبيرا في مصر، واضطر رئيس الوزراء نتنياهو الى الايضاح لمبارك بان الخطة نشرت دون علمه المسبق. وقبل بضعة اشهر طرح الوزير اسرائيل كاتس خطة مشابهة لفك ارتباط عن غزة ووزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط رد بغضب: "لا تحلموا بان تلقوا علينا غزة".
بعد اللقاء بين الزعيمين عقد لقاء في محضر أوسع، بمشاركة رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان، وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ورئيس مكتب مبارك. ومن الجانب الاسرائيلي حضر المستشارات اسحق مولكو وعوزي اراد، السكرتير العسكري يوحنان لوكر ورئيس شبكة الاعلام نير حيفتس. وكانت الاجواء في اللقاء جيدة جدا.
يديعوت 19/7/2010
