يتابعون في اسرائيل بقلق عميق معلومات عن ازدياد سطوة مرض السرطان الذي يعانيه رئيس مصر، والذي أفضى الى تدهور وضعه الصحي.
كان يفترض أن يلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس حسني مبارك في القاهرة. لكن موظفي مكتب الرئيس أجلوا اللقاء مرتين. طلبوا في البدء اجراءه اليوم في شرم الشيخ، لكن طلب أمس ظهرا الى نتنياهو ان يأتي مصر في يوم الاحد القريب فقط.
بيّن التعليل الرسمي الذي جاء عن مكتب نتنياهو ان "اللقاء أجل لاسباب متبادلة تتعلق بالجدول الزمني". لكن متخذي القرارات في المستوى السياسي – الامني في اسرائيل كشفت لهم في الايام الاخيرة معلومات تبين ان مرض السرطان لمبارك زاد سوءا وان وضعه يتدهور من يوم الى يوم. وفي واقع الامر لم يكن الرئيس سليما فترة طويلة: فقبل نحو من أربعة اشهر عولج مبارك في المانيا وجرت عليه عملية لاجتثاث كيس المرارة واستئصال ورم خبيث من الامعاء.
أبلغت الصحيفة اللبنانية "السفير" امس ان مباركا، الذي لم يظهر في الجمهور منذ يوم الاحد، خرج سريعا الى المانيا لاستمرار العلاج الطبي ويتوقع أن يمكث هناك عشرة ايام. واذيعت في مصر أمس اشاعات عن تدهور مفاجىء لوضع مبارك. بل ان ثلاثة من رجال الحياة العامة المصريين هاتفوا مسؤولين كبارا في اسرائيل محاولين فحص ماذا يختفي من وراء تأجيل اللقاء.
لكن مصدرا رفيع المستوى جدا في مصر، يشغل منصبا مركزيا في حلقة المقربين من مبارك، بيّن في حديث الى صحيفة "يديعوت احرونوت" ان "وضع الرئيس على ما يرام تماما. انه موجود في القاهرة ولا يخطط للخروج الى الخارج". وعلى حسب اقوال المصدر، فضل المصريون تأجيل زيارة نتنياهو الى ان تنقضي قضية الرحلة البحرية الليبية: "لا يخطر بالبال أن يلتقي مبارك نتنياهو بعد الصدام بين سلاح البحرية الاسرائيلي وركاب السفينة الليبية، من الفور. صحيح أننا حددنا لقاءا وأجلناه مرتين، لكن هذا يحدث احيانا لاسباب عاجلة".
أجل مبارك ايضا اللقاء الذي حدد له غدا مع رئيس السلطة الفلسطينية. يفترض أن يلتقي الرئيس أبا مازن يوم الاحد لكن بعد أن يستضيف نتنياهو فقط. طلب رئيس الحكومة ان يلقى مباركا قبل أن يقلع للقاء رئيس الولايات المتحدة، لكن الاثنين اتفقا آخر الامر على انه يفضل أن يلتقيا بعد أن يعود نتنياهو من واشنطن. لكن عندما حددا الموعد لم تكن القافلة البحرية الليبية قد نجم شأنها بعد. ينوي نتنياهو ابلاغ مبارك في اثناء لقائهما ما تم في محادثاته في البيت الابيض، وسيطلب اليه ان يقنع ابا مازن ببدء محادثات مباشرة مع إسرائيل.
يفترض أن يفتتح مبارك هذا الصباح شارعا التفافيا الى مطار القاهرة. اذا الغي هذا الحدث ايضا فسيصعب على مقربي الرئيس المصري الاستمرار على رد التقارير عن تدهور وضعه الصحي الذي يشغل الجماعات الاستخبارية في أنحاء العالم.
صحيفة يديعوت 14/7/2010