من يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية يظن أن الخلاف محتدم بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، وأن الائتلاف الحكومي الاسرائيلي الحالي قد ينهار، لكن الواقع أن ما يجري هي "أفلام تكتيكية" تعرض على الرأي العام العالمي بشكل عام، وعلى الرئيس الأميركي باراك اوباما بشكل خاص..
يريد نتنياهو إستفزاز ليبرمان وكذلك ليبرمان أراد إستفزاز نتنياهو، ولكن لا خلاف جوهري بينهما إذ أن كلاً منهما يعمل ضمن صلاحياته والإتفاق الائتلافي. وهما يريدان أن يظهرا أمراً واحداً وهو أن ليبرمان يرفض أي تنازل بخصوص الملف الفلسطيني، وهو ضد تمديد تجميد البناء في المستوطنات، وضد أي تنازل فيما يتعلق بالحصار على القطاع، وهناك خطة لحزبه ولا يقبل بأقل منها ويحاول نتنياهو بالمقابل إظهار أنه لا يستطيع أن يلبي جميع مطالب اوباما، وأن إئتلافه اليميني صعب.. وحاول إجراء إتصالات مع حزب "كاديما" لجس نبض الحزب للإنضمام إلى الإئتلاف الحكومي لكن زعيمة الحزب تسيبي ليفني ترفض ذلك.
كما أن إيهود براك يحاول عبر إتصالات شكلية مع حزب كاديما إظهار أنه ينوي ضم كاديما إلى الحكومة، ولكن جهوده باءت بالفشل. وهو في الواقع لا يريد ضم كاديما لان ذلك ليس من مصلحة حزبه أو مصلحته الشخصية.
تقرير وصل من واشنطن أفاد أن اوباما كان يصر على ضم كاديما إلى الحكومة الاسرائيلية، لكنه الآن نسي الأمر، ولا يريد أن يتدخل في الشأن الاسرائيلي، ويريد إرضاء نتنياهو، وكذلك اللوبي الصهيوني في اميركا وخاصة في هذه المرحلة الحساسة، قبيل الإنتخابات النصفية للكونغرس الاميركي.
مصادر صحفية مطلعة أكدت أن طرح الملف الفلسطيني على طاولة البحث للحكومة الاسرائيلية لن يؤدي إلى إنهيار الإئتلاف الحكومي بتاتاً لأنهم جميعاً متفقون على المبادىء الأساسية للحل وأهمها: لا تنازل عن القدس أو المستوطنات في الضفة، ولا إعتراف بحق العودة للاجئين، ولا عودة لحدود 4 حزيران 1967، ولا تنازل عن السيادة الأمنية الشاملة على الضفة الغربية، ويجب إعتراف الجانب الفلسطيني بيهودية دولة اسرائيل.
لذلك يمكن القول أن الخلافات بين ليبرمان ونتنياهو مصطنعة إذ أن حزبيهما لا يستطيعان تخلي الواحد عن الآخر، ولأنه ليس هناك أي بديل للحكومة الحالية، التي ستبقى "ثابتة" لسنتين إثنتين قادمتين على الأقل إلا إذا لم يقع خلاف حاد حول مواضيع دينية حساسة جداً (سيتم تناولها لاحقاً..).
