بعد أن منع الاتراك طائرات سلاح الجو الاسرائيلي التي كانت في طريقها الى بولندا من المرور في مجالهم الجوي، يتعاظم الان التخوف من أن توسع أنقرة الحظر الشديد ليشمل الطائرات المدنية ايضا – وذلك في أعقاب اقوال غامضة اطلقها اردوغان امس.
وكشف يوسي يهوشع في "يديعوت احرونوت" اول أمس النقاب عن ان تركيا منعت طائرات سلاح الجو كانت في طريقها الى بولندا من المرور في مجالها الجوي. وفي اعقاب النشر سئل أمس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في أثناء وجوده في مؤتمر جي 20 في تورينتو حول القرار باغلاق المجال الجوي التركي امام طائرات اسرائيلية. فقال اردوغان: "هذا شيء حصل على خلفية الاحداث الاخيرة. وقد سبق أن اعلنا عن ذلك". ولكنه بقي غامضا بالنسبة لمسألة أي حجم يتخذه الحظر. واضاف: "سبق أن قلنا انه اذا ما لبت اسرائيل مطالبنا فان هذا سيشكل خطوة هامة للعودة الى المسار الايجابي. ولكن اذا لم تفي اسرائيل بمطالبنا، يجدر بها الا تنسى ان صداقتنا قد مست".
بعد وقت قصير من تصريحه سارع مصدر في الحكومة التركية الى الايضاح بان الحظر هو فقط على الطيران العسكري ولا يتعلق بالطيران المدني. واضاف المصدر بان الحديث لا يدور عن "حظر جارف" وان كل طلب من جانب اسرائيل سيدرس بذاته. بيان التهدئة الذي جاء من وزارة الخارجية في انقرة بعد عدة ساعات من تصريحات اردوغان أدى فقط الى تنفس جزئي للسلطة.
في اسرائيل فضلوا امس تخفيض نبرة ردود الفعل على تصريحات اردوغان، ولكن القلق خلف الكواليس كبير. وزير المواصلات في اسرائيل كاتس وجه امس المحافل المهنية في وزارته الى فحص كل الشائعات المتعلقة بهذه المنشورات والاستعداد فورا لكل سيناريو اذا ما تبين ان هذه المنشورات صحيحة. ومع ذلك، فقد وجه الوزير سلطة الطيران المدني بالعمل كالمعتاد في كل ما يتعلق بالاقلاع والهبوط للطائرات من تركيا الى اسرائيل، دون وضع أي عراقيل.
"نحن ملزمون بان نكون جاهزين لكل تطور"، قال امس مصدر طيران كبير. صحيح أن الاتراك اعلنوا الان بان مجالهم الجوي مغلق فقط امام الطيران العسكري الاسرائيلي، ولكن اذا ما اغلق مجالهم الجوي امام كل طائرة اسرائيلية فمعنى الامر "اعلان حرب" – كما تدعي محافل في سلطة الطيران.
وشرحت مصادر في سلطة الطيران أمس بان اغلاق المجال الجوي امام الطيران المدني هو خطوة متطرفة للغاية، ولا سيما عندما تكون تركيا هي عضو في اليورو كونترول، الهيئة التي تشرف على المواصلات الجوية في اوروبا باسرها وكذا في دول اخرى. وحذرت هذه المحافل من أن "خطوة كهذه تتخذ تماما قبل حرب شاملة". وفي شركات الطيران الاسرائيلية "ال عال"، "يسرائير" و "اركيع" ايضا فضلوا البقاء في الظل في كل ما يتعلق بالامر. ولكن في كل هذه الشركات بدأ منذ الان المسؤولون التنفيذيون بفحص الخرائط وتخطيط مسارات طيران بديلة في حالة تحقيق الاتراك بالفعل خطوة استثنائية.
تركيا تشكل محور طيران مركزي للطائرات التي تقلع وتهبط في اسرائيل – اكثر من 60 في المائة من الرحلات تقلع او تهبط في مطار بن غوريون تمر اليوم من فوق تركيا. تغيير مسار الطيران بحيث تمر الطائرات فوق رودوس، مكدونيا ولوبليانا بدلا من تركيا سيطيل زمن الطيران، وبالطبع كلفته ايضا. طيار وخبير طيران قدر أمس بانه في الطريق الى مقاصد في اوروبا ستطول الرحلة بنحو 30 دقيقة، اما في الطريق الى مقاصد في الشرق الاقصى فستطول الرحلة بنحو ساعة.
واشار الخبير الى أن الطائرات التي تقلع من اسرائيل ملزمة بان تحصل على إذن من الاتراك بالمرور في مجالها فقط اذا كان مقصدها هو تركيا. في كل الحالات الاخرى فان اليورو كونترول هي التي تعطي الاذن. وقدر قائلا: "لا افترض ان الاتراك سيتخذون مثل هذه الخطوة حيال هذه المنظمة. امر كهذا لا يمكن ان يمر بالصمت". مصدر في سلطة الطيران أجمل الامر وقال: "لم نفكر اننا سنحتاج الى تخطيط طيران التفافي على تركيا ولكن هذه الدولة اصبحت معادية وحسنا أننا تلقينا تحذيرا عما يمكن أن يحصل".
يديعوت 29/6/2010
