تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تُعلن عن تشكيل كوماندوز إنترنت لمهاجمة المواقع العربيّة

ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية، ان الجيش الإسرائيلي شكل وحدة جديدة لمواجهة المرحلة القادمة التي تستعد لها إسرائيل جيدا بناء على التطور التكنولوجي، وذلك لمواجهة أخطار الانترنت وإمكانية اختراق الهاكرز/القراصنة للمواقع الإسرائيلية، والتي تشمل مكاتب حكومة بنيامين نتنياهو والمؤسسات العامة وصولاً الى الجيش والتي قد تسبب اضرارا كبيرة للدولة العبرية، بحسب المصادر الرسمية في تل أبيب.

وقالت الصحيفة، ان هذه الخطوة جاءت في اعقاب تزايد اقتحام مواقع الإنترنت الحكومية وغير الحكومية والحساسة جدا في الدولة العبرية. واضافت، ان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) الجنرال عاموس يدلين، قام بتشكيل هذه الوحدة التي أطلق عليها 8200، لتكون تحت مسؤولية جهاز الاستخبارات، واسند مسؤوليتها إلى مسؤول الوحدة التكنولوجية في جهاز الاستخبارات.

واشارت الصحيفة الى ان هذا الموضوع اصبح من اولويات الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة واختراق العديد من المواقع الإسرائيلية من قبل الهاكرز. حيث تمّ إدراج هذا الموضوع في التمرين العسكري الواسع الذي قامت به الحكومة الإسرائيلية الشهر الماضي والذي سُميّ بـنقطة تحول 4.

وتعتبر اسرائيل أنّ المرحلة القادمة ستشهد حربًا واسعًة من خلال اختراق أنظمة المعلومات الإسرائيلية المختلفة، وكذلك إمكانية السيطرة على وسائل الإعلام والتأثير عليها. لذلك فإن مهمة الوحدة الجديدة ستكون منع إمكانية اختراق أنظمة الحاسوب الإسرائيلية والمواقع ووسائل الإعلام، وبنفس الوقت، مهاجمة المواقع التي وصفتها المصادر الإسرائيلية بالمعادية.

ورأى خبير الإنترنت الإسرائيلي، د.تال بافيل، أنّ الأزمة السياسية والدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل، تزامنت مع أزمة أخرى تشهدها ساحة الشبكة العنكبوتية، مشيرا الى انه لم تمر ساعات قليلة على انتشار نبأ السيطرة على سفينة مرمرة ومقتل عدد من ركابها، حتى جاء الرد التركي على شكل هجوم الكتروني هدفه اختراق مواقع الانترنت الإسرائيلية. وكانت النتيجة في اليوم الأول للهجوم الذي لا يزال مستمراً، اختراق 54 موقعاً إسرائيلياً، بضمنها موقع المطرب يزهار اشدوت، على يد 19 من الهاكرز الذين وضعوا على صفحة الشاشة في المواقع المخترقة، علمي تركيا وفلسطين، والى جانبهما كلمات معادية لإسرائيل، ومتضامنة مع الفلسطينيين في غزة.

واوضح بافيل، ان عدد المواقع الإسرائيلية المخترقة وفقاً لمعطيات إسرائيلية وصل إلى ما يزيد عن ألف موقع منذ اندلاع أزمة قافلة السفن. وبحسبه، فإنّ الملفت للنظر في موجة اختراق المواقع الإسرائيلية هو الدور المحوري الذي يلعبه الهاكرز الأتراك، الذين يستهدفون اختراق مواقع تجارية أو خاصة، ومواقع أخرى مثل موقعي فريقي مكابي تل أبيب وهبوعيل تل أبيب في كرة القدم.

وفي ظل عدم استهداف المواقع الحكومية الإسرائيلية، واقتصار حملة الاختراق على المواقع الصغيرة نسبيا، وعدم استهدافها للمواقع الحكومية، يشير بافيل إلى حقيقة كون هذه المواقع الحكومية أكثر حصانة من الناحية التقنية، قائلا انه لا يمكن عادة اختراقها بسهولة وبدون تنسيق مسبق بين مجموعة كبيرة من الهاكرز. في حين أنّ اختراق المواقع الخاصة الصغيرة يتم بسهولة نسبية، وبواسطة برامج اختراق بسيطة قد يحصل عليها المتصفح بسهولة.

في المقابل، أعلنت مجموعة هاكرز إسرائيلية باسم فريق غلعاد أنّها قررت الرد على حملة اختراق المواقع الإسرائيلية التي تزامنت مع أزمة قافلة السفن، بمهاجمة أو اختراق مواقع تركية تعتبرها مؤيدة للفلسطينيين. وكان ذات القراصنة الإسرائيليين قد اخترقوا مواقع عربية العام الماضي بعد تعرض موقع بنك إسرائيل لعملية اختراق من قبل هاكرز عرب.

تجدر الاشارة الى انها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مواقع الانترنت الإسرائيلية للاختراق من قبل هاكرز مسلمين او عرب. اذ سبق ان تعرضت مئات من المواقع الإسرائيلية لعمليات اختراق وقرصنة، أثناء حرب لبنان الثانية في 2006، ثم إبان حرب الرصاص المصبوب في غزة أواخر 2008، وأوائل 2009. ومن أبرز المواقع التي تمّ اختراقها خلال الحرب على غزة: موقع مصرف (ديسكونت)، وموقع صحيفة يديعوت احرونوت، الأمر الذي دفع العديد من الأوساط الإسرائيلية إلى التحذير من تصاعد حملة اختراق المواقع الإسرائيلية لتطال مواقع حكومية وحزبية واقتصادية وصحافية، في حال استمرار الأزمة الحالية وتفاقمها.

صحيفة يديعوت احرونوت

ترجمة: غسان محمد

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.