تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الولايات المتحدة: نتنياهو تعهد بتجميد الاستيطان في القدس

الاتصالات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية لم تبدأ رسميا بعد، ولكن رجال الرئيس براك اوباما يطلقون منذ الان تهديد مبطنا للطرفين: "اذا ما اتخذ احد الطرفين في اثناء المحادثات خطوة تهز الثقة بين الطرفين سنلقي عليه كامل المسؤولية على تشويش المفاوضات"، جاء أمس في بيان خاص نشرته وزارة الخارجيةالامريكية. ولكن البيان لم يتضمن فقط تهديدا بل ان الامريكيين أثنوا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لقراره ألا يكون أي بناء في حي رمات شلومو في القدس في السنتين القريبتين" – فأثاروا بذلك حفيظة رجاله الذين سارعوا الى الاعلان بأنه لم يذكر أي تعهد بشأن البناء في العاصمة.

          "اسرائيل دخلت شرك جدي، وينبغي ان تقع معجزة كي نخرج من محادثات التقارب هذه سليمين"، اعترف أمس مقرب من مكتب رئيس الوزراء. "كل ايلي يشاي يمكنه الان ان يخلق أزمة، وفي كل لحظة معينة يمكن ان يبرز عمل اسرائيلي يفسره الامريكيون كـ "عمل يهز الثقة".

          في بيانه يوم أمس صرح الناطق بلسان الخارجية الامريكية فيليب كرولي عن اطلاق محادثات التقارب بين الاسرائيليين والفلسطينيين بوساطة امريكية. واشار كرولي الى البادرات الطيبة التي تمت حتى الان بل وتكبد عناء التفصيل فقال: رئيس السلطة ابو مازن أعلن بأنه سيعمل على منع التحريض من كل نوع، اما رئيس الوزراء نتنياهو فصرح امام الادارة بتجميد البناء في رمات شلومو "على مدى سنتين على الأقل" – التعهد الذي كشفت النقاب "معاريف" عنه لاول مرة قبل اسبوعين.

          صيغة البيان وان كانت لاقت مصادقة الطرفين – الاسرائيلي والفلسطيني – قبل نشرها، الا انها بالتأكيد نجحت في اثارة الغضب في اليمين. الوزير عوزي لاندو، الذي يوجد في زيارة رسمية في كوستاريكا وهندوراس، هاجم بشدة رئيس الوزراء وقال: "اذا ما سمعته كان صحيحا، فان هذا خطأ جسيم للغاية، وهذا ما أنوي قوله لرئيس الوزراء".

          وسارعت محافل في محيط نتنياهو الى نشر بيان أعلن فيه، بثلاث طرق مختلفة، بأنه لم يقطع للامريكيين أي تعهد في موضوع القدس. في البداية أشير الى أن الحديث يدور عن بيان جديد: "رئيس الوزراءالاسرائيلي  أعلن منذ زيارة نائب الرئيس بايدن الى البلاد في آذار 2010 بأنه بشكل عملي ستستمر اجراءات التخطيط لرمات شلومو سنة على الاقل، اما البناء العملي فلن يبدأ الا بعد بضع سنوات"، كما جاء في البيان.

          وفي السياق أكدت أوساط رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن نتنياهو سيكون مستعدا لان يبادر الى بادرات طيبة تجاه الفلسطينيين في اثناء محادثات التقارب، "ولكن هذه لن تتعلق بسياسة البناء والتخطيط في القدس". وأخيرا أفادوا في محيط نتنياهو "بأنه  أوضح على مدى الطريق بأن البناء والتخطيط في القدس سيستمران كالمعتاد، بالضبط مثلما كان في كل حكومات اسرائيل في الـ 43 سنة الاخيرة، ولم يقطع أي تعهد اسرائيلي في هذا الموضوع".

          بدون مفاوضات مباشرة

          وجاء في بيان وزارة الخارجية الامريكية ايضا ان محادثات التقارب بدأت عمليا وستستمر الاسبوع القادم ايضا مع عودته الى المنطقة للمبعوث الخاص جورج ميتشل الذي عاد أمس الى الولايات المتحدة. وستستأنف المباحثات في صيغة "قفزات" بين القدس ورام الله، حيث النية هي لانهاء هذه المرحلة في غضون أربعة أشهر والانتقال الى مرحلة المحادثات المباشرة.

          ويعتزم الفلسطينيون طرح مواضيع تتعلق بحدود الدولتين، اما اسرائيل فتعتزم الحل أولا لكل مسائل الترتيبات الأمنية. ومع ذلك، فان محافل في محيط رئيس الوزراء اعترفت بأن نتنياهو وافق على بدء البحث "في مواضيع جوهرية معينة في اطار محادثات التقارب".

          صائب عريقات، رئيس الفريق المفاوض الفلسطيني، اوضح أمس في ختام اللقاء الثالث لابو مازن وميتشل بأن في هذه المرحلة لا توجد أي نية لاجراء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل الى ان يتوقف البناء في المستوطنات. "المحادثات ستجرى مع الطرف الامريكي" كما أعلن عريقات

                                                               صحيفة معاريف

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.