تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سفير اسرائيل في واشنطن يعترف: الازمة مع الولايات المتحدة الاخطر منذ 1975

 

          بنيامين نتنياهو بذل أمس كل جهد مستطاع لحصر حجوم الازمة مع الولايات المتحدة وبث الاحساس بان الامور تسير كالمعتاد. بالضبط في ذات اللحظة في واشنطن على مسافة الاف الكيلو مترات عن اسرائيل اوضح السفير الاسرائيلي بان هذه هي "ازمة ذات حجوم تاريخية".
          ونقل السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورن أمس استعراضات لشخصيات في العاصمة التركية وأجرى محادثة مؤتمر مع القناصل الاسرائيليين في الولايات المتحدة واقتبس عنه احد مستمعيه في وقت لاحق كمن قال ان "علاقات اسرائيل مع امريكا توجد في الازمة الاخطر منذ 1975".
          وألمح اورن بذلك بالازمة التي نشبت قبل 35 سنة حول اتفاق سحب القوات مع مصر والذي لم يوقع. في اعقاب ذلك اعلنت الادارة الامريكية برئاسة الرئيس فورد ووزير الخارجية هنري كيسنجر عن "اعادة تقويم العلاقات مع اسرائيل"، والذي تضمن ضمن امور اخرى تجميد كل ارساليات السلاح، وكذا تم التلميح بان الادارة ستتخذ وسائل حادة اخرى ضد اسرائيل.
          التقدير السائد في محافل اسرائيلية في واشنطن هو ان الازمة الحالية – التي بدأت بقرار اسرائيل اقرار بناء 1.600 وحدة سكن في شرقي القدس بالضبط حين وصل نائب الرئيس الامريكي الى هنا لاستئناف محادثات التقارب مع الفلسطينيين – قد خرجت عن السيطرة. وفي الاسبوع القادم سيشارك نتنياهو في مؤتمر "ايباك" في واشنطن وفي مكتبه جرى أمس بحث داخلي في مسألة اذا كان من الافضل في هذه الظروف الناشئة الغاء الرحلة، ضمن امور اخرى كي لا يتلقى رفضا للقاء من جانب الرئيس اوباما ونائبه.
          في الايام القريبة القادمة، وقبل سفر نتنياهو الى واشنطن سيصل الى اسرائيل المبعوث الامريكي الخاص جورج ميتشيل والذي سيطلب من نتنياهو ردودا على الانذار الذي طرحته الادارة أول أمس. مصدر في الخارجية الامريكية قدر بانه يحتمل أن يعطي نتنياهو الادارة وعودا، ولكنه لن ينشرها علنا كي لا يعرض ائتلافه للخطر.
          وامس انضمت اصوات جديدة الى جوقة المنتقدين لاسرائيل. اثنان من مستشاري اوباما الكبار ظهرا في برامج الضيافة ليوم الاحد واجريت معهما مقابلات موسعة في الموضوع. "تبدو هذه كخطوة محسوبة وهذا ما يثير القلق"، قال ديفيد اكسلورد، مستشار الرئيس اوباما للشؤون السياسية والاستراتيجية واحد المقربين جدا منه. "هذه خطوة هدامة جدا، تقوض الجهود الهشة لاحلال السلام في منطقة اشكالية".
          اما الناطق بلسان البيت الابيض روبرت غيبس الذي أجرت معه شبكة "فوكس" مقابلة فقد استخدم تعابير لا تقل حدة حين قال ان احداث الاسبوع الماضي "تضعضع الثقة"، واضاف بان الولايات المتحدة تتوقع الان بان تأتي اسرائيل "بافكار بناءة تسمح باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين". وكرر الناطقون ما قاله نائب الرئيس بايدن حين قال ان سلوك نتنياهو وحكومته يعرض امن الجنود الامريكيين في العراق، في افغانستان وفي الباكستان للخطر.

          يخيل أن هذه الانتقادات لم تصل الى مسمع نتنياهو الذي في بداية جلسة الحكومة أمس اقترح علينا جميعا أن نهدأ. وقال: "فتحنا اليوم الصحف وقرأنا كل أنواع التحليلات والتقديرات. اقترح قبل كل شيء الا ننجرف وان نهدأ. نحن نعرف كيف نعالج مثل هذه الاوضاع – برباطة جأش، بمسؤولية، بجدية. وقعت هنا حادثة مؤسفة تمت بنية طيبة وكانت مسيئة، وبالتأكيد ما كان ينبغي لها أن تحدث... ولكن الاهم هو الفهم بان لدولة اسرائيل والولايات المتحدة مصالح مشتركة، ونحن سنعمل حسب المصالح الحيوية لدولة اسرائيل". غير أنه الى جانب المحاولات لحصر حجوم الازمة، فان نتنياهو نفسه واع لبرميل البارود المتفجر الذي يجلس عليه، وقام أمس بمحاولة ابعاد عود ثقاب آخر عنه. فيوم الخميس القريب القادم كان يفترض ان يعقد مركز الليكود للبحث في قرار نتنياهو تجميد البناء في المستوطنات. وخشي رئيس الوزراء أن يتخذ قرار يضعه في حرج آخر حيال الادارة ويفاقم الازمة ولهذا فقد طلب تأجيل الاجتماع، وأستجيب طلبه.

 

                                                                                    صحيفة يديعوت 15/3/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.