اعتاد ضباط الجيش الاسرائيلي الكبار على لقاءات سنوية مع وزير الدفاع لاطلاعهم على الامور، ولكنهم سمعوا منه أمس تقديرا مقلقا على نحو خاص: "في ظل غياب تسوية مع سوريا"، قال ايهود باراك للضباط، "من شأننا ان نصل معها الى مواجهة بالقوة من شأنها ان تشتعل لدرجة حربا شاملة".
لقاء باراك أمس مع الطاقم القيادي الاعلى في الجيش الاسرائيلي – ضباط برتبة عقيد فما فوق، عقد في قاعدة سلاح الجو في حتسور كجزء من اجراء اعتيادي.
ولكن الامور التي قالها باراك كانت بعيدة عن ان تكون اعتيادية. فهو يدعي منذ زمن بعيد بأنه يجب استئناف المفاوضات مع دمشق، ولكن تحذيره بالنسبة لحرب شاملة استثنائي في حدته.
"مثلما في الواقع المعروف في الشرق الاوسط، سنجلس فور الحرب مع سوريا في مفاوضات لنبحث بالضبط في ذات الامور التي نبحث فيها مع السوريين منذ 15 سنة"، اضاف باراك. "الشرق الاوسط هو حي صعب. لا يوجد هنا رأفة للضعفاء ولا توجد فرصة ثانية. التسوية السياسية ليست حلم الطرف الاخر. سيكون هذا خيار أهون الشرور. اذا قدر الطرف الاخر بأنه يمكن انهيار اسرائيل، استنزافها او اغراءها الى الفخ – فانه سيفضل ذلك".
في محادثات مغلقة يقول باراك ان بتقديري معقول اكثر الوصول في هذه اللحظة الى اتفاق مع سوريا مما مع الفلسطينيين. تقديره هذا اطلقه سواء على مسمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ام على مسمع الامريكيين. وفي سياق حديثه بعث باراك برسالة تهديد الى الحكومة اللبنانية وقال انها "مسؤولة عن كل ما يفعله حزب الله. توجد لمنظمة حزب الله هوية داخلية لبنانية، الى جانب صلتها المعروفة بسوريا وايران"، وهدد باراك قائلا انه "اذا ما تعرضت اسرائيل الى الاعتداء فلن نقيد انفسنا باهداف حزب الله وحدها".
اما بالنسبة لايران، فقال باراك ان بلاد احمدي نجاد تشكل تهديدا مركزيا على كل نظام عالمي واقليمي. وان "كل الخيارات على الطاولة"، من ناحية اسرائيل.
"الولايات المتحدة يفترض ان تقود جهودا دولية لعقوبات ضد ايران منذ الشهر القادم"، اشار باراك امام الضباط واضاف "وليس لدينا القدرة لتوقع مدى نجاعة العقوبات. كما ان احتمال ان يربط الامريكيون الصينيين ودول اخرى بالعقوبات ليس كبيرا على نحو خاص، في ضوء التطورات الاخيرة بين الصين والولايات المتحدة".
صحيفةمعاريف2/2/2010
