تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تفاصيل اغتيال المبحوح وتعذيبه من قبل الموساد الاسرائيلي

 

 
          فحص أولي نفذته حماس في أعقاب تصفية كبير المنظمة محمود المبحوح قبل نحو اسبوعين في دبي، أظهر مؤخرا تفاصيل تلقي  ضوءا على تحركات المسؤول عن تهريب السلاح الى قطاع غزة في يومه الاخير. ولكن حتى نتائج هذا التحقيق ايضا التي وصلت اجزاء منها الى "هآرتس"، بعيدة عن ان تحل اللغز. من الان فصاعدا الغموض الكثيف حول ملابسات التصفية لا يزال بعيدا عن التبدد. وحتى الاشتباه الاولي من حماس وابناء عائلة المبحوح بان الموساد هي المسؤولة عن قتله، حلت محله تقديرات مختلفة، مفاجئة في أنه يحتمل أن يكون جهاز استخبارات آخر ضالعا في التصفية.
          قائد شرطة دبي، ضاحي خلفان، قال أول أمس لصحافيين عرب انه لا يستبعد امكانية أن تكون اسرائيل صفت المبحوح ولكنه لم يستبعد بالمقابل امكانية ان تكون جهة اخرى تقف خلف موته الغريب. في حماس يعترفون، وليس علنا، بانه لغير قليل من الجهات دافعا للمس بالمسؤول الذي اصبح محورا مركزيا في العلاقات بين ايران وقطاع غزة.
          استخدم هوية زائفة
          حسب تحقيق حماس، فانه في 19 كانون الثاني، في الساعة 9:00 صباحا استقل رحلة EK912، لشركة طيران اتحاد الامارات. وعند الساعة 14:30 تقريبا هبط في دبي. لم تعرف السلطات عن وصوله كونه سافر بهوية زائفة واستخدم أغلب الظن جواز سفر مزيف.
          وبقدر ما هو معروف، وصل المبحوح الى فندق "البستان روتانا" على مسافة بضع دقائق سفر فقط، في سيارة عمومية استقلها في المطار. وهذا فندق فاخر، خمس نجوم، ومن 275 غرفة في الفندق. غرفة 130 كانت بانتظاره. وسجل المبحوح في الاستقبال باسم زائف. لاعتبارات أمنية كعادته طلب مسبقا غرفة دون شرفة أو حتى نوافذ قابلة للفتح. وأودع في خزينة الفندق حقيبة وثائق. بعد ذلك صعد الى غرفته في الطابق الاول ومكث فيها قرابة ساعة، في اثنائها استحم وغير ملابسه.
          بين الساعة 16:30 و 17:00، خرج المبحوح من الفندق. في حماس يعرفون على نحو شبه مؤكد مع من التقى في حينه ولكنهم على ما يبدو غير معنيين بالادلاء في هذه المرحلة بهذه التفاصيل. ومع ذلك، كشف الفحص بانه تناول الطعام خارج الفندق لانه لم يتوفر توثيق بانه زار احد مطاعم الفندق او اوصى بالطعام الى غرفته او حتى الشراب. الافتراض هو أنه عاد الى غرفته في حوالي الساعة 21:00. الفترة الزمنية التي مكث فيها خارج الفندق كانت حرجة، لانه جرت في حينه له أغلب الظن متابعة خفية.
          قائد الشرطة ادعى بان من المعقول ان يكون المبحوح فتح باب غرفته للمعتدين كونه لم تظهر علائم اقتحام. ولكن التقدير في حماس هو أن خلية المصفين كانت تنتظره في غرفته في الفندق. طاقم المتابعة أبلغ المصفين في الغرفة بوصول المبحوح وما ان فتح هذا الباب حتى هجموا عليه.
          في الساعة 21:30 اتصلت زوجة المبحوح بهاتفه النقال. ولم يكن من مجيب، وفي حماس يفترضون بانه في هذه المرحلة لم يكن على قيد الحياة.
          تشريح الجثة
          جثة المبحوح اكتشفت في اليوم التالي . يوم الاربعاء 20 كانون الثاني. ونقلت الى الفحص حيث تبين عليها خمس علائم حرق جراء جهاز كهربائي لغرض التشويش على الضحية. فقد ظهرت علامة للجهاز الكهربائي تحت ابطه وفي صدره. انفه كان ينزف قبل أن يموت وعلى اسنانه ظهرت علائم فرك. واكتشف المشرحون بان سبب الوفاة هو الاختناق، الذي يحتمل أن يكون جاء جراء ضغط من وسادة او وسيلة اخرى. وعلى وسادة في الغرفة ظهرت بقع دم.
          قائد الشرطة المحلية التقى أول امس بالقنصل الفلسطيني في دبي، حسين عبدالخالق، وسلمه تفاصيل أولية عن التحقيق. وشدد على أنه شارك في التصفية حسب تقديره سبعة اشخاص باتت هوية أربعة منهم معروفة للمحققين بالاسم والصورة، بل ان شرطة دبي توجهت الى الانتربول طالبة المساعدة في ملاحقة المصفين الذين كانوا يحملون جوازات سفر اوروبية.
          وكشف مصدر في حماس النقاب أمس لصحيفة "هآرتس" بانه في العام 2003 كان المبحوح معتقلا في مصر على مدى نحو سنة. وحسب هذا المصدر كان مطلوبا ليس فقط من الاسرائيليين بل وفي الاردن وفي مصر. بحيث أنه لا ينقصه أعداء على ما يبدو
 
                                                                                                  .صحيفة هآرتس2/2/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.