تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

غضب أمريكي على إسرائيل والسبب إيران

 

في ادارة اوباما يسود غضب هائل على اسرائيل. السبب: مسؤولون في اسرائيل يدعون علنا الولايات المتحدة الى تحديد جدول زمني للحوار بين واشنطن وطهران. بل ان الرئيس براك اوباما يعتزم البحث في الموضوع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اللقاء الذي سيعقدانه يوم الاثنين في البيت الابيض.
 
"من غير المناسب محاولة تحديد جدول زمني"، قال مايك همر الناطق بلسان مجلس الامن القومي في البيت الابيض "ينبغي رؤية كيف يتم التقدم". هذه الاقوال جاءت في اعقاب دعوة مسؤولين كبار في حكومة نتنياهو تقييد المحادثات مع ايران بموعد زمني محدد. وذلك كي لا تسوف طهران الزمن بحيث يتاح لها التقدم في البرنامج النووي.
هذه التصريحات خلقت في الساحة الدولية الانطباع أن اسرائيل تتدخل وتحاول التأثير على الحوار الذي سيشرع به الرئيس اوباما مع ايران. "نحن نفهم القلق في اسرائيل"، قال مصدر في البيت الابيض، "ولكننا لا يمكننا أن نوافق على ذلك علنا إذ ان هذا سيشوش المفاوضات". في واشنطن اشاروا هذا الاسبوع الى أنه لو صمتت اسرائيل لاتيح تحديد جدول زمني دون أن يظهر هذا وكأن اسرائيل هي التي تقرر ما هي انظمة المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران.
 
في الادارة الامريكية خرجوا بنداء لايران بفتح حوار مباشر معها دون شروط مسبقة. طهران لم ترد رسميا بعد ولكن خلف الكواليس بدأت اعمال جس نبض غير مباشرة لتحديد اطار العمل تمهيدا لمثل هذا الحوار. في واشنطن يعتزمون ادارة جس النبض على نار هادئة حتى حزيران، الموعد الذي ستجرى فيه الانتخابات للرئاسة في ايران، وبعدها تشديد الجهود.
وحسب فرضية العمل في البيت الابيض، فمع اقتراب تشرين الاول – تشرين الثاني سيكون ممكنا اجراء تقويم للوضع والتحديد اذا كانت هناك فرصة للتقدم ام ينبغي الانتقال الى فرض عقوبات مثلما قرر اوباما عمله اذا ما فشل الجهد الدبلوماسي.
 
"لا يوجد موعد نهائي للمحادثات مع ايران"، قال أمس يان كيلي الناطق بلسان وزارة الخارجية، "نحن لن نحدد جدولا زمنيا. نحن نتابع ونفحص التقدم، وبالطبع فان هذا لن يستمر الى الابد". في ادارة اوباما يعتزمون الفحص بشكل جدي ومعمق لامكانية وقف البرنامج النووي الايراني بوسائل دبلوماسية ولهذا فانها ستستثمر في ذلك جهودا عديدة في الاسابيع القريبة القادمة.
في واشنطن يؤمنون بان الحوار مع ايران سيؤدي ايضا الى وقف البرنامج النووي ولكنه سيساعد الجيش الامريكي ايضا على الخروج بسلام من العراق دون اثارة محافل شيعية ايرانية داخل العراق بعد الاخلاء الامريكي. "الجزر" الذي تعتزم الادارة عرضه على ايران كبير ومتنوع: مساعدة اقتصادية سخية، مساعدة امريكية واوروبية في بناء مفاعلات مدنية، تسهيلات دبلوماسية والغاء قسم من العقوبات التي سبق أن فرضت.
 
وكانت الادارة الامريكية أعلنت أنه اذا ما فشل الجهد الدبلوماسي فستفرض على ايران عقوبات متشددة، حسب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون "ستحطم الاقتصاد الايراني". ولكنهم على علم بحقيقة أنه لن يكون سهلا تحقيق أغلبية في مجلس الامن لفرض عقوبات اضافية وذلك بسبب الاعتراض الحازم من روسيا والصين.
 
رئيس الـ سي.اي.ايه ليئون بانتا أجرى زيارة سرية الى اسرائيل قبل اسبوعين ونصف الاسبوع. وجاءت الزيارة للتأكد من أن اسرائيل لا تعتزم مفاجأة الادارة الامريكية بهجوم مفاجىء على ايران.
كانت هذه زيارة عمل اولى يقوم بها بانتا الى اسرائيل منذ تسلمه مهام منصبه قبل نحو شهرين. رئيس الـسي.اي.ايه حل ضيفا على رئيس الموساد مئير دغان والتقى القيادة: رئيس الوزراء نتنياهو، وزير الدفاع ايهود باراك، رئيس الاركان غابي اشكنازي ورؤساء اسرة الاستخبارات الذين استضافوه في عشاءات احتفالية.
 
ولتقديرات الـ سي.اي.ايه وزن كبير في بلورة السياسة لدى الرئيس الامريكي براك اوباما، ووصول بانتا في هذا الوقت كان أيضا اعدادا لاول زيارة لنتنياهو الى واشنطن. الامريكيون قلقون جدا من معنى مواقف نتنياهو تجاه التهديد الايراني وتشبيه التهديد بالكارثة الامر الذي اثار عندهم المخاوف في أن يقود رئيس الوزراء اسرائيل الى هجوم عسكري. وشرح بانتا المنطق خلف مبادرة الحوار من اوباما مع ايران وفرصها في اقناع ايران بهجر برامجها النووية العسكرية. هجوم اسرائيلي على ايران سيكون محملا بالمصائب على استقرار المنطقة – كما يعتقد الامريكيون وكما اوضح بانتا في اثناء زيارته ايضا.

                                                                                                                                                                                                                             صحيفة يديعوت احرونوت 15/5/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.