تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نتنياهو في واشنطن :امسكوني

 

نتنياهو في واشنطن :امسكوني
                                                                                                             بقلم: رون مايبرغ
      
          يصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو واشنطن مثل بطة عرجاء؛ كتلك البطات الصينية، المنتفخة والمحمرة، المعلقة في واجهات عرض مطاعم في تشينتاون بسبب ما يمكن ان يحدثه اسبوع واحد من مباحثات الميزانية.
          ان زيارة نتنياهو لامريكا زيارة رسمية اقل من كونها طلبا للجوء سياسي. لو كنت انا نتنياهو، واشك في ان ينجح في قضاء ربع ولاية في منصبه، لتحصنت على سقف البيت الابيض الى ان يضمن له انه لا يجب عليه العودة الى اسرائيل.
          نجح الرؤساء الامريكيون في الماضي في ان يتظاهروا بالعطف على اسرائيل. بيد ان العالم عامة والولايات المتحدة خاصة، غارقان الان في ازمات داخلية وخارجية كبيرة جدا بحيث يبدو احيانا انه لو خلف هجوم او حادثة مخيفة ثقبا اسود في الارض بدل البعوضة التي تطن منذ احدى وستين سنة، فلن تصبح ربطات العنق في البنتاغون مبتلة من الدموع.
يصعب ان نستخلص استنتاجا يخالف هذا كثيرا في هذه الايام في العاصمة الامريكية.
          لم اكن مشاركا في صياغة البرنامج السياسي لبنيامين نتنياهو للزيارة، لكن يبدو لي ان الاشخاص غير الموهوبين الذين يحيطون به صاغوا المقالة الاسرائيلية التاريخية: "أمسكوني".
          كأنه يريد ان يقول: أمسكوني كي لا اضطر الى ان اهدم آخر مبنى قائم في قطاع غزة. أمسكوني كي لا اضطر الى الخروج في عملية انتحارية جوية مضادة لايران. وامنحوني شيئا من القوة على الاقل كي استطيع العودة الى اسرائيل بسلام وأتحدث الى الوزراء في جلسة الحكومة بفخر.
          عاد الملك عبدالله الاردني، وهو واحد من الشخصيات الاكثر انضباطا  في المنطقة، من زيارة للرئيس الامريكي براك اوباما في واشنطن.
          قال قبل اربعة ايام من لقائه لبنيامين نتنياهو قبل عشر سنين كان واحدا من اقل اللقاءات لذة في كل سني حكمه. اضاف الملك انه مستعد لتصديق مقالة ان حكومة يمينية في اسرائيل اكثر قدرة على صنع سلام مع العرب من حكومة يسار.
          فضلا عن ذلك اضاف الملك عبدالله قائلا ان استعداد الرئيس الامريكي براك اوباما للتدخل في قضية النزاع في الشرق الاوسط في سنة حكمه الاولى، سيكون الورقة الكاشفة للادارة الجديدة. اذا لم يوجد تقدم في السنة او السنة والنصف القريبين يقول عبدالله بهدوء، وبصوته الغليظ وانجليزيته البريطانية، فان نتائج النزاع بين اسرائيل و 57 دولة اسلامية ستكون مدمرة على نحو يتجاوز حدود الشرق الاوسط.
          في الايام التي يتدرب فيها اوباما حقا ازاء المرآة على التربيت الرئاسي على كتف نتنياهو، يتلقى تقارير صعبة من رئيس مركز السي. اي. ايه في تل ابيب.
          لا توجد اوهام عند براك اوباما عن الزائر الرفيع المنزلة، لكن يتوقع انه سينقله من الفور لعلاج افراد الشرطة السيئين – نائب الرئيس جون بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ورئيس الطاقم رام عمانويل – ليهمسوا كلمات سحرية، غير اصيلة على نحو خاص، في أذن نتنياهو المطأطىء الرأس. وما يزال يبدو اكثر من كل توجه ان توسل "أمسكوني" أي حرروني من عدم قدرتي على التقدم في مسار السلام، هو أقصى شيء سيبحث عنه نتنياهو في واشنطن، وهذا الطلب الضئيل ايضا لن يستجاب.

                                                                                                                                                                                                                                                 معاريف 14/5/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.