تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"الجاز يحيا في سورية"يتابع فعالياته بقلعةدمشق

 

محطة أخبار سورية

يتابع مهرجان "الجاز يحيا في سورية" فعالياته الموسيقية إذ شهدت قلعة دمشق ثلاث حفلات متميزة جمعت ثلاثة أنماط مختلفة من معزوفات الجاز فضلاً عن رؤى مختلفة أدت إلى سياقات موسيقية متباينة يوحدها لواء الجاز ويفرقها دمجه مع موسيقات أخرى وتحريره من قوالبه الأصلية.

 

وبمشاركة العازفتين الدنماركيتين كايا زكريا وليز كالبيرغ كروس قدمت فرقة الأطفال التي تشكلت نتيجة ورشات عمل بدأت عام 2006 مجموعة من المقطوعات التي جمعت من خلالها الآلات الشرقية بالغربية ضمن توليفة مميزة من موسيقا الجاز وموسيقا البوب فإلى جانب ثلاثة أعواد هناك الكمانات والبيانو والساكسوفون والغيتار بيس.

 

كما استطاعت هذه الفرقة أن تحقق تواصلاً كبيراً مع جمهور القلعة الذي شارك بالتصفيق الإيقاعي مع المقطوعات المقدمة فضلاً عن محاولة فرقة الأطفال أن تجذب انتباه الحاضرين عبر البدء في إحدى المقطوعات بإيقاعات ناتجة عن ضرب أقدام العازفين بخشبة المسرح ليتابعوا بعدها موسيقاهم التي تستنبط روح الجاز وتمزجه بأصوات الآلات الشرقية.

 

ومن جانب آخر كان لفرقة الأطفال رؤية مغايرة لموسيقاهم من خلال إدخال الصوت البشري عبر مجموعة من الأشعار العربية كانت تلقيها إحدى عازفات الكمان لتأتي الموسيقا كمكمل للحنجرة وامتداد صوتي لها ليس أكثر فالجاز في أساسه ينبع من الداخل ويمتزج مع القلب كما قالت زكريا.

 

في حين قدمت فرقة أندريس بنكه التي تجمع أربعة من أكثر الموسيقيين رواجاً في مجال موسيقا الجاز في الدنمارك رحلة من الموسيقا كما وصفها بنكه ذاته حيث أن المعزوفات المقدمة تجمع بين اللحن المثير والممتع ويجمع الكثير من المساحات الصوتية صاهراً إياها في بوتقة من الموسيقا المفاجئة وغير المتوقعة.

 

كما استطاعت هذه الفرقة أن تجعل من الامتدادات الصوتية للآلات النفخية على وجه التحديد مساراً تنطلق منه بقية الآلات في رحلتها الموسيقية ولاسيما مع إيقاعات ممسوكة وتراتبية في بعض الأحيان وتتحول في أحيان أخرى إلى إيقاعات متأرجحة بغير انتظام بحيث أن الناظم للمقطوعات المقدمة هو الحوار المتواصل بين الساكسوفون والترومبيت.

 

وتضم الفرقة إلى جانب بنكه على الكلارينيت والساكسوفون كلاً من عازف الترومبيت الأمريكي هيرب روبرتسون والعازفين الدنماركيين مارك سولبيرغ على الغيتار وناس ديفيلسون على البيز وبيتر بروون على الدرامز.

 

بينما تمتعت المقطوعات التي عزفتها فرقة إيفيند أرسيت النرويجية برؤية فريدة قادرة على استيعاب وعكس أنواع موسيقية مختلفة بحيث حافظت على شخصية موسيقية مستقلة وحرفية عالية تتنوع وتتلون من الهدوء والحميمية إلى قمة الصخب.

 

والمميز في هذه الفرقة أن قائدها أرسيت أوجد أسلوباً فريداً لعزف الغيتار استطاع أن يقدم من خلاله الموسيقا التي يريدها دون أي قيود موسيقية كما قال وأضاف: لا يوجد قواعد أو تقاليد في عملي فأنا من أحدد تلك القواعد أثناء سير العمل.

 

ويؤكد عازف الغيتار أن الإيقاع هو قلب الموسيقا وهو المساحات التي يبحر فيها العازف لأنه أرض لا نهاية لها وأنا أحاول من خلال فرقتي أن أقدم موسيقا متجددة دوماً وبأصوات مميزة.

 

يذكر أن مهرجان "الجاز يحيا في سورية" منذ بداياته الأولى يهدف لتمهيد الطريق باتجاه تأسيس موسيقا جاز سورية صلبة ومتينة لإغناء المشهد الموسيقي السوري بكل ما يتمتع به من إرث متنوع يتميز بشهرة كبيرة محلياً وعالمياً حيث يشكل هذا الإرث مادة دسمة ومغرية لموسيقيي الجاز السوريين كي يعملوا على تراثهم الموسيقي نحو تطويره باتجاه موسيقا جاز أصيلة وحقيقية.

 

ويركز المهرجان في دورته هذا العام على ثلاث نقاط أساسية هي استضافة عدد من فرق الجاز العالمية من ألمانيا والنرويج والدنمارك وهولندا وسويسرا وغيرها بهدف تقديم تجارب الجاز العالمية المختلفة للجمهور السوري وللمهتمين والمختصين معاً فضلاً عن استضافة عدد من الموسيقيين وفرق الجاز المحلية الشهيرة مثل أوركسترا الجاز السورية وفرقة لينا شماميان وغيرها بغية خلق عملية تعاون حقيقي بين الموسيقيين المحليين والعالميين عبر سلسلة من ورشات العمل التي يستضيفها المهرجان وتقام بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقا بدمشق.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.