تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

معرض "إبداعات خطية" في صالة رفيا في فندق الـ"فورسيزونز"

 

محطة أخبار سورية

تستضيف صالة رفيا في فندق الـ"فورسيزونز" في دمشق معرض "إبداعات خطية" بمبادرة وتنظيم من الفنان منير الشعراني. يشارك في المعرض، كل من السوداني تاج السر حسن، والمصري عصام عبد الفتاح، والعراقي وسام شوكت.

وربما كانت تجربة كل من الشعراني وتاج السر حسن متقاربة زمنياً، لكننا نجد اختلافاً كبيراً في الأسلوب، فحيث يهتم الشعراني (مواليد 1952) كثيراً بتصميم لوحته، التي تقترب من الكمال، يُفضل تاج السر حسن (مواليد 1954) اختيار الخطوط المغربية، لتبقى لوحته وكأنها آتية من بعيد، أو كأنها مخطوطة مكتشفة في مكتبة منسية. وعلى حين نلاحظ أن لوحات عصام عبد الفتاح (1962) تقترب من تقليد أسلوب الشعراني، يلجأ وسام شوكت (1974) إلى أسلوب جديد، وإن كان يشكو بصرياً من بعض التعقيد، خاصة للمشاهد العربي، الذي يهتم بقراءة العبارة المكتوبة التي تبدو صعبة في لوحاته لولا أن المعنى مكتوب إلى جانب اللوحة.

والأمر الملفت في المعرض هو امتداد أعمار الفنانين المشاركين على مدى أكثر من جيلين، إذا أخذنا في الاعتبار أن أكبرهم هو الشعراني من مواليد بداية خمسينيات القرن العشرين، وأصغرهم شوكت من مواليد منتصف سبعينيات القرن العشرين، ما يدل على استمرار الاهتمام بالخط العربي، والعمل على تطويره كلوحة تشكيلية كاملة تعتمد فقط على الخط دون أدنى استعارة من الفنون الأخرى. وهذا ما أراده الشعراني باختيار الأسماء المشاركة في المعرض، فهو طالما وقف ضد الأسلوب الحروفي الذي يمزج بين الخط العربي وأساليب فنية مختلفة، تجريدية أو تعبيرية، في لوحة واحدة، خاصة عندما لا يكون الفنان المعني قد أتقن مسبقاً أساليب وأساسيات الخط العربي.

في اليوم الثاني للمعرض، الخميس 20 مايو، عُقدت ندوة شارك فيها كل من الشعراني وحسن وشوكت، وقد تحدث الشعراني عن المدرسة العثمانية التي "ألقت في غياهب النسيان الخطوط الكوفية". وكان فيها تركيز على التجويد أكثر من التجديد. وكانت هنالك محاولة استخدام الديواني الجلي والرقعة، كذلك محاولة استخدام النستعليق فاشلة.

أما تاج السر حسن، فقد أشار إلى أن سوريا تعد من مواطن جماليات الخط، بوجود عدد كبير من الخطاطين الرواد والمحدثين. وأشار إلى أن الخط عبر ثلاثة عشر قرناً وتزيد، ومن الأندلس إلى الصين، اعتمد على نسخ الكتب.. لكننا نعيش الآن العصر الذهبي للخط العربي، يفوق في أهميته حقبة نهاية القرن التاسع عشر إبان العهد العثماني.

وقال حسن متسائلاً "الخط نوع من الرسم، المهارة فيه مطلوبة تماماً. فهل ظهرت خطوط غير الخطوط المعروفة؟". الإجابة: ما من خطوط ظهرت ونافست تلك القديمة، ففي الخطوط القديمة من القيم الهندسية كثير مما يفتح آفاق التطوير بشكل الخط، وبالخامات الممكن استخدامها.

وعقب الشعراني على كلام حسن بالقول "لم يتطور الخط فقط على الورق، بل على الحجر والنسيج والخزف، وغير ذلك. وكل نوع من الخامات يتطلب نوعاً مختلفاً من هيكلية الخط الذي هو كالهيكل العظمي الذي يمكنك إكساءه بما تريد من الخامات".

الفنان العراقي وسام شوكت قال إن الغاية من اشتراكه في المعرض هو الإجابة على كوني "مارست لمدة طويلة كخطاط كلاسيكي. وسألت نفسي لماذا أمارس عمرها مئات السنين. وكثيرون يعتبرون الخط حرفة أكثر منه فناً. وهذا النتاج حصيلة ثماني سنوات من التجارب، حتى وصلت إلى قناعة في استخدامها في عمل فني". وأضاف شوكت "الوصول إلى التجريدية في اللوحة الحروفية مطلوب، لكن تأسيساً على إتقان الخط الكلاسيكي".

ورد الشعراني على سؤال حول موقفه من الاتجاه الحروفي، فقال "هذه التسمية خادعة، فلا شيء واضحاً يجمع الفنانين الذين يمارسون هذا النوع. لكنه ذكر خالد الساعي ومحمد غنوم كونهما يتقنان قواعد الخط".

نذكر أن المعرض مستمر حتى منتصف يونيو القادم.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.