تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

4 آلاف ساعة عمل أدخلت الأسد موسوعة غنيس

بعد أربعة آلاف ساعة من العمل والنحت بالنحاس خرج الفنان العالمي علي منير الأسد بأضخم لوحة نحاسية في العالم تحكي قصة «سورية مهد الحضارات» دخل بها كتاب غنيس للأرقام القياسية من أوسع أبوابه في الثاني من شهر تموز العام الجاري، حيث بلغ طول اللوحة 50.10 م وارتفاعها 245 سم، وسماكتها 2.5سم، وتزن ما يزيد 2طن، واستغرق تحضيرها حوالي السنة و بمعدل عمل يومي 12- 13 ساعة.

ملخص لتاريخ سورية
 
وتنقسم اللوحة إلى ثلاثة أقسام، القسمان اللذان يشكلان طرفي اللوحة قُسم كل منهما إلى سبع لوحات متساوية ليمثلا في النهاية محافظات سورية الأربع عشرة لكل محافظة لوحة وضعت فيها أهم اللقى الأثرية المكتشفة في تلك المحافظة، أما القسم الثالث في الوسط ويمثل تاريخ سورية الحديثة خلال المئة عام الأخيرة، في المنتصف مركز ثقل اللوحة وضع الفنان صورة للرئيس الخالد حافظ الأسد بالطول الكامل والحقيقي ومن حوله تتوزع صورة للسيد الرئيس بشار الأسد وباسل الأسد وصرح الشهيد تكريماً للشهادة والشهداء،كما تم اختيار رمزين من كل محافظة يمثلان معالم الحداثة، إضافة لرموز وشخصيات هامة في تاريخ سورية كالشيخ صالح العلي، إبراهيم هنانو، وسلطان باشا الأطرش ....وغيرها من الرموز و الدلالات والمعاني. ‏
يحيط اللوحة إطار زخرفي نباتي إسلامي يضم 78 لوحة للمرأة مكتشفة في سورية عبر العصور المختلفة. ونفذت اللوحة بطريقة هندسية بحيث يتم فكها وتركيبها لنقلها بسهولة، وكل قطعة تتصل بالأخرى من خلال مقطع مزخرف على شكل عمود عرضه 22سم يغطي من منتصفه القطعة أو اللوحة السابقة والتالية ويبدو كجزء من جسم اللوحة لتبدو في النهاية بعد وصلها وكأنها لوحة واحدة. ‏
وتعطي اللوحة بما تحويه من لقى أثرية مكتشفة و رموز ودلالات ومعان فكرة تلخص من خلالها تاريخ سورية من 9آلاف سنة وحتى الآن، والحضارات التي مرت عليها من الساميين وحتى وقتنا الحالي.
 
الأرقام العربية .. متواضعة ‏
 
ويقول الفنان العالمي علي منير الأسد: إن الهدف من إنجاز هذا العمل هو أنني أردت أن أقدم شيئاً يليق بسمعة سورية وعراقة تاريخها، فالأرقام التي سجلها الوطن العربي وكذلك سورية في موسوعة غنيس متواضعة لا تمثل الوطن ولا ترقى لمستوى سورية الحضاري بكل ما يحمل من معانٍ، فسورية أكبر من أن تسجل أكبر قرص شنكليش أو أطول سيخ كباب ... مع الاحترام الشديد للجهد الإنساني الذي بذل بهذه الأعمال، ويجب أن نقدم أعمالاً تعيش أكثر من 100 سنة على الأقل. ‏
أما حول مراحل تحضير اللوحة قال: بأنه توضع بالدرجة الأولى خطة للأشياء التي ستتضمنها اللوحة وهي تلك المفردات التي تم تجميعها والمذكورة آنفاً، ثم يتم شف أو نقل التصميم على ورق الكالك أو الزبدة ويلصق على اللوح النحاسي بسماكة 1.5 -3 ديزييم، بعدها تتم عملية الكز باستخدام قلم عادي حتى يرتسم الشكل بشكل كامل ويبدو نافراً من الطرف المعاكس، وباستخدام أدوات خاصة تتم عملية التنفير بالضغط اليدوي فقط، ومن ثم الدق وبعدها تملأ اللوحة من الخلف بالمعجونة لحمايتها من الصدمات ولكي تحافظ على شكلها، ويلصق خلفها لوح من الخشب، وتنتهي العملية بمرحلة التنظيف من الشوائب ومن ثم التعتيق باستخدام مادة الزرنيخ لإعطاء ظل أو لون آخر للنحاس، وتطلى اللوحة بأكملها بطبقة من الورنيش كي لا تتأثر بالعوامل الطبيعية. ‏
شروط غينيس ‏
ولدخول العمل عالم كتاب غينس اشترط القائمون عليه أن يكون طول اللوحة 50 متراً، وارتفاعها 2م، ودرجة النفور مختلفة من مكان لآخر، وأن لا يكون فيها لصق أو تلحيم، وأن تكون مشغولة يدوياً بنسبة 90% . وفي هذا الإطار قال الفنان: نفذنا كل ما طلبوه وزدنا على الطول 50.10م، والارتفاع 2.45م، لكنهم وضعوا الكثير من الشروط لا تتعلق باللوحة، وفي نهاية المطاف بلغ حجم العقد الذي وقع مع فريق غينس 14 صفحة تضمن الكثير من التفاصيل التعقيدية والتعجيزية التي تتعلق بكيفية نقل واستقبال فريق غنيس الذي حضر إلى مدينة القرداحة للاحتفال بهذا الحدث وغيرها من الشروط التي لا مجال لذكرها الآن... لكن بالإصرار والعزيمة والمتابعة تمكنا من الوصول إلى الهدف. ‏
تقصير ‏
ولابد من الإشارة أنه كان هناك تقصير كبير في تغطية هذا العمل فالكثير من الناس لا يدرون عن اللوحة أي شيء، ولم يعلموا أن سورية دخلت كتاب غينس بهكذا عمل، في حين طنطنت وسائل الإعلام وعقدت حلقات الدبكة بالشوارع في مناطق أخرى احتفالاً بالدخول بعالم غينيس بأكبر صحن حمص أو أكبر جاط تبولة ويقول الفنان علي الأسد: المحزن وما يحز بالنفس أن اللوحة تهم وزارات عدة لكن لم تلتفت الوزارات لهذا العمل، وكنت أتمنى اقتناء اللوحة من إحدى تلك الجهات ووضعها إما في إحدى صالات مدينة الأسد الرياضية أو في ساحة من ساحات اللاذقية، لأن هذا العمل عدا عن أنه تاريخي وتوثيقي له علاقة بالعمل السياحي أيضاً، وواثق بأن أناساً كثيرين من أبناء سورية لم يزوروا هذه المحافظات الـ (14)، بهذا العمل استقدمنا تلك المحافظات إلى المشاهد. ‏
وأشار الفنان : عند تسليمي وثيقة غينس اشترطت أن يكتب عليها القرداحة واللاذقية وسورية لأن اللوحة من القرداحة كفرد ومن اللاذقية كمجتمع ومن سورية كوطن، فاللوحة ليست ملكيتي بل ملكية جميع أبناء الوطن. ‏
وأضاف: بأننا قادرون أن نسجل الكثير من الأعمال الفريدة في العالم والتي يمكن أن تحمل اسم سورية،وأفكر بإنجاز أكبر نسخة للقرآن الكريم مشغولة أيضاً بالنحاس وبالطريقة نفسها. ‏
شارك الفنان علي منير الأسد بأكثر من 40 معرضاً داخل القطر وخارجه في لبنان و روسيا وتركيا وبلغاريا، لكن أهمها بالنسبة له معرض الصالة الزجاجية في بيروت، ويقول: بأن المشاركة في المعارض تعطي الفنان فرصة للاطلاع على فكر الآخرين وهم يطلعون على فكره وإنتاجه، فالمشاركة شرط أساسي للنجاح، بالتالي العمل يمكن رؤيته بأعين عديدة ومختلفة ما يساهم في تعميق التجربة وصقل الموهبة، والمعارض جيدة لكن شريطة أن تكون على سوية جيدة. ‏
وثيقة غينيس ‏
يذكر بأن الفنان العالمي علي منير الأسد استلم وثيقة غينس في الثاني من تموز للعام الجاري ضمن حفل حضره الممثل التنفيذي لموسوعة غينيس في الشرق الأوسط وشرق أوروبا القاضي طلال عمر والذي قال: إن الفنان احتل المركز الأول في الموسوعة كأول فنان صنع أضخم لوحة نحاسية بشكل كامل ولا يوجد فيها أي لصق أو تلحيم، وأوضح أنه من شروط دخول الموسوعة أن تكون نسبة 90% من اللوحة مصنوعة يدوياً، وهذه اللوحة مشغولة يدوياً بنسبة 100% تقريباً. ‏
وأخيراً ‏
الفنان علي منير الأسد من مواليد «القرداحة» /1958/ وعضو نقابة الفنون الجميلة في دمشق، وعضو اتحاد التشكيليين العرب، فرع اللاذقية، صدر له كتاب «أمواج» ويتضمن دراسات في النقد الأدبي والفلسفة، كما صدر له ثلاثة دواوين شعرية وهي «تراب بحجم الجسد»، «براري الابتسامات»، «جلجامش يبكي أنكيدو»، وأقام معارض فردية وجماعية داخل وخارج القطر، كما أن أعماله مقتناة داخل القطروخارجه، وقد كُرم في مهرجان «العجيلي» الرابع للرواية العربية في «الرقة».‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.