أظهرت الأعمال النحتية في ملتقى النحت في مدينة حسياء الصناعية قدرة الحجر التدمري على التعبير ليخرج عن صمته معلنا عن عراقة تدمر و شموخ زنوبيا التي ناب عنها العديد من الأعمال الدالة على قوة و عظمة المرأة العربية دون أن ينال ذلك من جمالها و أنوثتها لتبقى رمزا للخصوبة والعطاء .
وفي خطوة مفاجئة زار محافظ حمص المهندس محمد إياد غزال الملتقى منتصف ليلة أمس وتجول بين أعمال النحاتين الشباب الذين يضعون اللمسات الأخيرة على منحوتاتهم .
واطلع على الكتل النحتية المستوحى معظمها شكلا و مضمونا من المكان الحاضن للملتقى , فبرزت كتلة الإنسان المجنح الطامح بالطيران مدججا بالدرع كرمز للصناعة , إضافة إلى رسالة إبداع حملها الجمل القادم من صحراء تدمر , وغيرها من رسائل التحدي و التصميم وقوة الإرادة التي بدت واضحة على ملامح كتل فنية تصرخ في وجه الفراغ .
واستعرض المحافظ أفكار الفنانين المتجسدة على أرض الملتقى تماثيل تضع أوزارها , فحفل المشهد بلقاء أصالة الماضي و إبداع الحاضر , من خلال لوحات تتناغم فيها حلاوة الحلم مع قساوة الحجر .
وطغى على الجولة حديث النحت و الفن و الثقافة عموما أثناء حوار السيد المحافظ مع الفنانين المشاركين - كل على حدة- حول عمله الفني , مما ترك ارتياحا لدى فنانين نفضوا لتوهم غبار التعب بعد يوم عمل مضنٍ دام كما كل يوم ما لا يقل عن 12 ساعة .
وفي الوقت الذي أثنى فيه المحافظ على " الأعمال الفنية المميزة والجريئة " أبدى إعجابه بمبادرة المدينة الصناعية في حسياء لإبلائها الجانب الثقافي هذا الاهتمام "رغم الحجم الكبير لمشاغلها ". و لفت المهندس غزال إلى تميز عنوان الملتقي الجاذب الذي يزاوج بين عراقة التاريخ التدمري مع حاضر مدينة حسياء الصناعية المبشر بمستقبل استثماري و اقتصادي واعد .
واعتبر أن المنحوتات التي اشتغل عليها الفنانون أعطت العنوان الكبير حقه (الملتقى الوطني الأول للفن و النحت من تدمر إلى حسياء ) , و ذلك من خلال وجود أعمال معبرة ضخمة , مشيرا إلى تأثر بعض الأعمال بروح المكان .
من جانبه أكد صاحب فكرة الملتقى مدير المدينة الصناعية المهندس خالد عز الدين "ريادة حسياء بربط الثقافة والجمال بالصناعة والاستثمار" كأول مجمع صناعي سعى إلى جمع الفن مع الصناعة .
وألمح عز الدين إلى إمكانية تكرار إقامة ملتقيات وفعاليات من هذا النوع في المدينة الصناعية مستقبلا في ظل النجاح الذي حققه الملتقى الوطني الأول للنحت. يذكر أن الملتقى الذي بدأ 8 آب الماضي من المتوقع أن ينتهي خلال الأيام القليلة القادمة خاصة و أن معظم الفنانين فرغوا من أعمالهم الإبداعية في الملتقى.