تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فلة.. باربي.. مدلول حي على نفسية أطفالنا

يعتاد أطفالنا هذه الأيام على الغنج والدلال حتى ألعابهم (باربي، فلة، سيوف بلاستك..) باتت تعبر عن هشاشتهم وعدم تماسكهم الروحي والجسدي على عكس أبناء أيام زمان ممن كانوا يشبون على اللعب بالموسى والخنجر والسيف والترس وغيرها فكانوا مثال الفتوة والشجاعة.
هكذا كان ختام المحاضرة التي ألقاها أمس (محمد معتز السبيني) في ثقافي أبو رمانة والتي حملت عنوان (نظام الفتوة بدمشق فى أواخر العهد العثماني.. زكرتية الشام).
 
وقال السبيني: إن كلمة فتوة مشتقة لغوياً من (الفتاء) وهي الشباب ولاسيما أن الشباب مصدر الحيوية والصحة والنشاط الحقيقي ومبعث القوة والرجولة مضيفاً أن كلمة الفتوة العربية فصيحة ولها مدلولان بالعامية الأول (قبضاي) وهي لفظة تركية أصلها قباداي ومعناها الخال الغليظ ويقصد بها طبقة الشجعان والثاني (زكرت) وهي لفظة عربية مشتقة من الذكر الذي يتصف بالشدة على عكس المرأة التي تتصف بالنعومة.
 
ووصف (السبيني) أصحاب الفتوة (القبضايات والزكرتية) بطبقة الشباب الشجعان في الأحياء الدمشقية كافة الذين تجلت فيهم عادات الفروسية من شهامة ونجدة للضعيف وصدق في القول وبسالة في مواجهة الصعاب ودقة الملاحظة ووزن الكلمة واحترام ذوي الهيئات من الناس وتمثيل الرجولة بأبهى صورها مع المحافظة على التقاليد الموروثة.
 
وأشار السبيني إلى أن طبقة القبضايات كانت لها مكانة مرموقة من قبل أفراد حيهم وبقية الأحياء ولها عادات وتقاليد خاصة ومجالسهم مشحونة بالرسميات وما يعرف اليوم بالإتكيت.
أما عن كيفية اكتساب وتملك الفتوة المعروفة والثقافة فأوضح السبيني أنهم كانوا أميين وتخرجوا من مدرسة الحياة والتجربة وأثبتوا ذاتهم من خلال الحوادث والمواقف، مرجعاً ثقافة بعضهم إلى الروايات والملاحم الشعبية التي رسخت فيهم أدبهم الخاص مثل سيرة الملك الظاهر بيبرس وعنترة بن شداد وغيرهما مما كان رائجاً خلال العصر العثماني.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.