تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أيام عالبال.. عرض مسرحي يمجد الأرض والإنسان والهوية الفلسطينية

قدمت فرقة أجراس العودة الفلسطينية مساء أمس الجمعة في قلعة دمشق عرضاً مسرحياً استعراضياً حمل عنوان (أيام عالبال) ضمن احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009.

وركز العرض الذي امتد ساعة ونصف على تأكيد هوية فلسطين العربية باستنهاض تراثها وفلكلورها الذي يتكامل مع التراث العربي الغني وإضاءة ملامح الحياة الفلسطينية في مختلف بلدات فلسطين ومناطقها من خلال الإلمام بجميع ألوان الطيف التي تشكل جوهر الشعب الفلسطيني.
 
وشمل العرض المترافق مع الأغنية والموسيقا الوجدانية التي تختصر الإرث الفلسطيني على ست فقرات كان أولها (البحارة) وهي لوحة غنائية راقصة تروي تفاصيل البحر في حيفا وعكا ويافا وقصة الصياد الذي يغامر للبحث عن لقمة العيش ثم فقرة (السامر) التي تروي غناء ورقص البدوي في صحراء النقب وألوان ثقافته من خلال مسامرته للرمال إضافة لفقرة (الحنّاء) التي تصور حلم أي فتاة في الزواج وارتداءها ثوب الزفاف الأبيض حيث تردد أغاني (الحنّة) الكثيرة والمتعددة حسب المدن والقرى الفلسطينية.
 
وبعدها تم تقديم فقرة (الحصاد) التي تسرد حياة الفلاح الفلسطيني وعلاقته بالطبيعة ثم فقرة (الحداء) التي تمثل الشاعر المتمرد الحنون الذي يحمل القوافي ويلعب بمفردات الكلمات متنقلاً بين قرية وأخرى راوياً أخبار العامة والخاصة.
 
أما فقرة (الجهادية) فتؤكد على التمسك بالأرض والتأهب للدفاع عنها في وجه أي اعتداء.
ويقول (فؤاد نهار) معد ومخرج العمل في تصريح خاص لـ (محطة أخبار سورية SNS): إنّ (أيام عالبال) هو توثيق للذاكرة والتراث الفلسطيني ولاسيما الفلكلور ونقله من جيل إلى آخر، مضيفاً أن إسرائيل تحاول بعد أن اغتصبت الأرض وشردت أهلها أن تسرق تراث هذه الأرض ونسبه لها.
 
وضرب نهار مثالاً على ذلك حيث قال: إن مضيفات شركة العال الإسرائيلية للطيران يلبسن الزي الفلسطيني وتحديداً زي منطقة البيرة الفلسطينية، كما أنهم سرقوا الفلافل الفلسطينية والجبنة العكاوية وغيرها وراحوا يشاركون بها في المعارض العالمية تحت مسمى أنها إسرائيلية وهذه السرقة واضحة وظاهرة للعالم كله.
 
في حين قال مدير فرقة أجراس العودة (حسام الخطيب): إن ما ينقص الفرقة هو الدعم المادي وهذا ما يؤثر على عروضها مؤكداً أن كل أعضاء الفرقة متطوعون.
 
وأضاف (الخطيب) الذي يشارك في العمل كعازف كلارنيت أيضاً إن (أيام عالبال) عمل جماعي يهدف لإسقاط طقوس أبناء الشعب الفلسطيني بحسب مناطقهم كما يكرس العمل موضوع الشهادة وحق العودة بطريقة فنية.
 
وأوضح الخطيب أنه لا يمكن اختصار الثقافة والتراث الفلسطيني بعمل مدته ساعة ونصف ولكن العمل يقدم لمحة بسيطة عن هذا التراث والفلكلور.
 
من جانبه قال مصمم الرقصات (نصر الخطيب): إن هذا العمل هو أول تجربة لي كعمل فلسطيني وقد واجهت صعوبة في بداية العمل لكن العمل الجماعي هو ما ساعدنا في الخروج بنتيجة إيجابية وصحيحة.
 
وأضاف الخطيب: إننا عرضنا (أيام عالبال) سابقاً في مهرجان دمشق الدولي السنة الماضية وفي المركز الثقافي بكفرسوسة وفي الأردن موضحاً أننا في كل عرض كنا نعتمد على تلافي الأخطاء وتحسين الأداء من خلال الملاحظات التي يقدمها المختصون.
 
أما الطفل (أحمد محمد البدر) وهو طالب في الصف الثامن الإعدادي فقال: أؤدي دور الشهيد (محمد الدرة) من خلال مشهد يصور كيف تقوم القوات الإسرائيلية بقتل الأطفال.
ويضيف (البدر) الذي يبلغ 14 عاماً: إنني في كل مرة أمثل هذا الدور أشعر بالخوف والحزن اللذين شعر بها الشهيد (محمد الدرة) وهو في مواجهة أزيز الرصاص ومن ثم استشهاده.
يشار إلى أن فرقة أجراس العودة تأسست في لبنان عام 1980ثم انتقلت إلى سورية عام 1982 وأخذت على عاتقها التركيز على موضوع الترابط والتفاعل الثقافي بين فلسطين ومحيطها العربي بهدف إبراز وتأكيد هوية فلسطين العربية من خلال تقديم الأغنية الوجدانية التي تجمع الإرث العربي ليتواصل مع الإرث الإنساني وللتأكيد على هويتها فيه.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.