شارك الفنان جهاد سعد الكاتبين جان داية ونزار بريك هنيدي في مناقشات ندوة كاتب وموقف التي حملت عنوان (نظرة معاصرة في شخص جبران خليل جبران) في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة.
وقال (جان داية) إن الباحثين ألصقوا بجبران مواصفات أقرب للأساطير مبتعدين فيها عن الحقائق مضيفاً أن استنتاجه هذا جاء بعد دراسته لفكر جبران ونشاطه السياسي من خلال كتابي (عقيدة جبران) و(لكم جبرانكم ولي جبراني).
وأوضح (داية) أن النصوص الجبرانية قادرة على إعادة بث طيف هائل من المعاني الجديدة التي لا يتحدث عنها سوى جبران لافتاً إلى أن النص الجبراني لم ينل الدراسة الكافية.
فيما صنف داية جبراناً في خانة المؤسس الحقيقي لرؤية الحداثة والكاتب الأول لقصيدة النثر في اللغة العربية من خلال تطويره للنثر الشعري الفني وكتابته للقصص القصيرة جداً والمفهوم الجديد الذي أعطاه للشعر.
أما عن علاقة جبران باللغة العربية فوصفها داية بالمهمة جدا وقال: إن جبران كان يرى فيها أداة لنقل الفكر والأدب والشعور والفلسفة.
في حين اعتبر (نزار بريك هنيدي) مؤلف كتاب (هكذا تكلم جبران) أن جبران جرب جميع أجناس الكتابة الأدبية ونجح في امتحان الزمن وقال: إن أعمال جبران ما زالت متدوالة بشكل كبير حتى الآن وأكبر دليل على ذلك أن الصين وأميركا طبعت مليون نسخة من كتابه (النبي).
وأوضح هنيدي أن جبران كاتب إنساني تتعلق منظومته الفكرية بالوجود الإنساني وقال: إن فكر جبران كان معنياً بوجود الإنسان في الكون وطموحه إلى العدل والخير والجمال مضيفاً أن اهتمامه بالعروبة كان على هامش تجربته الإبداعية الكبرى.
من جانبه رأى الفنان (جهاد سعد) الذي لعب دور جبران في مسلسل (الملاك الثائر) أن شخص جبران اكتنز فوضى خلاقة وغلطة في تاريخ البشرية وقال: إنه أحبّ صياغة نفسه ليعيد صياغة الإنسان ودفع ثمن ذلك الكثير من الآلام.
وأنكر سعد على جبران أن يقدم أي جديد في الأدب والفكر وقال: لكن جبران قدّم روحه التي هي أغلى ما في الوجود.
وأوضح الفنان سعد أن جبران يحتاج للكثير من التفسير والشرح وهذا يتطلب وقتاً وجهداً فاللغة التي كان يتحدثها نظر إليها كما يجب أن تكون وليس كما هي الآن.
