شيء غريب حقاً أن يقيم المركز الثقافي الروسي معرضاً لعدد من الفنانين الروس تحت مسمى (معرض الفنانين الروس المشهورين) وهم الذين لا يملكون معلومة واحدة عن المحترف التشكيلي السوري ولا حتى العربي.
قبل الذهاب إلى حفل الافتتاح كنا متفائلين بسوية الأعمال التي يمكن مشاهدتها والاستفادة من تقنياتها والاطلاع على تجربة تشكيلية طالما وُصفت بتقدمها على التجربة العربية عموماً ولاسيما أن الفنانين الروس المشاركين (يفغيني بورماكين، ألكسندر بانيوكوف، نينا بانيوكوفا) تم وسمهم بـ (المشهورين) إلا أننا لم نكن نتوقع أبداً أن تأتي أعمالهم في أحسن الأحوال (اتباعية).
اللافت في المعرض أن اللوحات المشاركة والتي يتجاوز عددها 50 عملاً تنحو باتجاه فني واحد وهو الواقعية التعبيرية من خلال إبراز التفاصيل الدقيقة للعناصر واعتماد التقنية ذاتها تقريباً (الزيتي على القماش) مع اقتصار الموضوع على الطبيعة الصامتة أو الحية التي اعتمدت على الإبهار باللون والضوء وكأن المطلوب من اللوحة أن تكون ديكوراً.
وللأمانة تمتعت لوحات /يفغيني بورماكين/ بتشكيل جميل وتقنية عالية إلا أنها كلوحات ألكسندر ونينا خلت من القوة الجمالية وابتعدت عن التذوق الجمالي واقتربت من المنحى التجاري.
والأمر المدهش أننا عندما أجرينا حواراتنا الاعتيادية معهم كأي نشاط تشكيلي نواكبه تفاجأنا بأن الفنانين لم يكلفوا خاطرهم قبل أن يزوروا سورية بأن يطلعوا ولو بشكل عابر على مستوى الفن التشكيلي السوري أو العربي، مع أن عدداً من أعمالهم تطرق إلى الشرق حيث وجدنا بين لوحات يفغيني أربع لوحات عن المغرب التي زارها العام الماضي.
في حين ظهرت بين أعمال نينا لوحة يتيمة عن المغرب وعندما سألناها عن البقية قالت " إنها بيعت في لبنان إلى جانب عدد من اللوحات عن روسيا".
وإذا علمنا أن ألكسندر هو زوج نينا فإننا ندرك أن الفنانين المشاركين الثلاثة كانوا قد زاروا الشرق سابقاً واستمدوا منه إيحاءات تصلح أن تكون مادة تشكيلية يمكن بيعها للشرقيين ولكن بتوقيع فنانين روس أُطلق عليهم اعتباطاً مُسمى مشهورين!!
وفي ضوء ذلك يمكن لنا أن نسأل: إذا كان هؤلاء مشهورين فكيف ستكون سوية أعمال ومخزون ثقافة من يمكن أن يُطلق عليهم (فنانون مغمورون)؟!..
