تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هوامش ثقافية لأحمد جاسم الحسين يخطئه قلم مصارع

 

استغربت مثلما استغرب كثيرون كيف تتم إعادة حلقة مهن الأدباء من برنامج هوامش ثقافية بعد ثماني حلقات من بثها وقد كانت الحلقة الأولى من البرنامج، بخاصة أن الحلقة السابقة لها أوقف بثها كما أفادتنا الفضائية السورية نتيجة (خلل فني) وهي حجة لم تعد مقنعة في عصر أحدث الحواسيب، وما حيّر المشاهدين أن الحديث انقطع حين كانت الروائية (روزا ياسين حسن) تتحدث عن علاقتها مع المفكر المعروف بو علي ياسين...
مثل غيري من المتابعين لبعض ما يظهر في الفضائية السورية من برامج ثقافية انتظرت حلقة ووجدت أخرى...وقلت في نفسي : فعلها التلفزيون مرة أخرى في خطأ تنسيقي بامتياز...!
وعطفاً على ما قالته الزميلة (فاديا مصارع) التي لم تعرف اسم الروائي وغيرت كنيته من (العلوش) إلى (العربش) سألت نفسي هل هذا خطأ مطبعي؟ وقلت بالتأكيد لا، فرسم كلمة العلوش مختلف عن العربش!
ربما كانت الزميلة تتنقل من محطة إلى أخرى ولم تعرف الاسم، أما كون المقدم أستاذاً جامعياً فهذا مما يدعو للاستغراب لأن المعدّ والمقدم أحمد جاسم الحسين عمل معدّاً ومقدماً للبرامج الثقافية في الإذاعة لسنوات طويلة قبل أن يدخل سلك التدريس وكنت ممن استضافهم في برنامجه الإذاعي مكاشفات قبل سبع سنوات...
وربما لم توفق الزميلة ( مصارع) فيما أرادت، فكان لها أن تتساءل عن سمات المقدم الجيد، وهل كان مقنعاً، وهل قاد البرنامج نحو سكة النجاح وكان هناك خلاصة للحلقة ، وهل كان حضوره لطيفاً أم غليظاً، وهل كان صوته منفّراً، وهل كانت إدارته للحوار ناجحة وطريقة مقاطعته للضيوف ودخوله في الحوار شكل إضافة للأفكار الرئيسية، وهل كان عادلاً في سماع وجهة نظر الضيوف، وهل أخذ وقتاً أكثر من وقت الضيوف أم أنه كان ذكياً فيما قاطع به؟
بصراحة أنا مع فكرة أن يكون معدّ البرنامج هو مقدّمه لأنه يعرف أين يبدأ وأين ينتهي ولعل الفضائيات قد تجاوزت عهد التلقين من الكنترول والمذيعة
 ( المنيكان) وأشيد هاهنا بتجربة الفضائية السورية لاسيما في البرامج الثقافية.
 
ولعل مما أثار دهشتي استغراب ناقدة البرنامج أن د. المقداد ليس بكاتب فهل قدر البرامج الثقافية أن تتحفنا بالضيوف من المبدعين؟ وهل النقد بعيد عن عالم الكتابة والمقداد ناقد معروف...!
أليس من حق المشاهد أن يستمع إلى بعض المهتمين والمحللين في ما يثير من قضايا؟ وفي حدود معرفتي بالمقداد فإن الكتابة تشكل جزءاً من مصدر رزقه ، وعلى أية حال في بلدنا لا يوجد كاتب يمتهن الكتابة فحسب، كل مواطن يعمل في عشرات المهن وأظن أن زميلتنا مصارع منهم!
أما (إبراهيم العلوش) أو ( العربش) بلغة زميلتنا مصارع فكانت استضافته ضرورية لأنها كشفت لنا كيف يكون حال الكاتب حين يعمل في مهنة بعيدة عن مهنته مع تحفظي على طريقة تحليلاته وإجابته، التي افتقدت للإقناع.
ولا يمكن أن ننسى أن مقدم البرنامج قاصّ وناقد معروف وفاعل في الحركة الثقافية منذ زمن طويل مما جعل تقديمه للبرنامج مختلفاً عن سواه، لأنه عارف بأوجاع الكاتب ومعاناته.
إنني بعد متابعة لعدد من حلقات البرنامج وجدت فيه أنه يتناول قضايا اعتدنا أن تبقى في زاوية مهملة أو مهمشة مثل ( المقاهي الثقافية التي استضافت خالد خليفة ورشا عمران وحلقة صراع الأجيال التي استضافت خليل صويلح وسمر يزبك وعلاقة المبدع بالصحافة التي استضافت عزت القمحاوي ونعمة خالد وحلقة دور اتحاد الكتاب التي أثارت جدلاً كبيراً حيث استضافت رئيسة اتحاد كتاب تونس وعبد القادر الحصني).
ومن هذا المهمش يستمد البرنامج الكثير من قيمته لأننا مللنا تنظيرات بعض الكتاب وخداعهم الفكري في البرامج الحوارية التي تعتمد على استضافة النجوم فحسب، دون أن يكون هناك أي جهد في الإعداد، بل تكتفي بالاستفادة من اسم الضيف وشهرته، ونحن بأمس الحاجة لأن نتعرف إلى الكتاب وهم يعيشون بيننا لنكتشف جوانب منسية من حياتهم، وهذا الذي وجدناه في هوامش ثقافية، حتى الآن على الأقل، بخاصة بعد أن ظهر البرنامج في حلته الجديدة بطاقم فني مختلف أضاف للبرنامج نكهة فنية مختلفة زادت من خصوصيته، وقد تأكدت قناعتنا بأن تلك الهوامش أقرب للمتون منها للهوامش.
 
 
 
د. محمد جمال طحان
 
 
 
 
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.