تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"قصائد في الحادية عشرة " لأصغر شاعر سوري

"لقد رأيت على ورقة

ثلاثة خطوط

كلّ من هذه الخطوط

مكتوب بخط ولغة شاعر مختلف

ففي الخط الأول

غيمتان  وشجرة

وهي السمة الأولى للشعر

ألا وهي

التعطش لتنسيق الكون

وفي الخط الثاني

ظلام ..نور وآمال

وهو النمط الثاني للشعر

نسميه(المجهول)

ولكي تكتب هذا النمط فلتستعن بقلبك

لا بعقلك

فالقوة تكمن في الخيال

أما الخط الأخير

فلم يكن عليه شيء

ولذلك كتبت هذه القصيدة لأكتب الجزء الأخير

 من أنماط  الشعر...نمط اللانهاية

نمط الأحجية ...نمط الشاعر..."

هكذا يصنف  الطفل الشاعر عبد الباسط الجودي (زملاءه) من الشعراء الكبار مقدما نفسه للقراء على طبق من شعر على "نمط اللانهاية—نمط الأحجية ---نمط الشاعر" في ختام قصيدة تنبئ بولادة الشاعر الكبير الصغير الذي سلم  أوراق اعتماده كسفير لمملكة الشعر من خلال "قصائد في الحادية عشرة" وهو  باكورة  دواوينه الصادر عن اتحاد الكتاب العرب إضافة إلى "انتظار فراشة" المتوقع صدوره بعد أيام عن وزارة الثقافة مما يؤهل الجودي ليكون أصغر شاعر سوري يطبع ديوانا عن الاتحاد أو الوزارة بهذا العمر .

عبد الباسط  الذي تفتقت أولى قصائده في السادسة   أوضح لـ (محطة أخبار سوريا sns)  أن  قصائده كانت تكفي لإصدار مجموعة شعرية عندما بلغ العاشرة , ولم ينسَِ فضل والده الدكتور الشاعر وأصدقائه من الشعراء الذين شجعوا لصقل "الموهبة الفريدة" , معترفا أن قراءاته من الشعر اقتصرت على  قصائد لمحمود درويش  وعبد القادر الحصني , واهتمامه الأكبر بالقراءة  يتجه نحو روايات مشاهير الكتاب  الأجانب , وتحدث  الجودي عن بعض اللوحات والأفلام السينمائية كإحدى أهم محرضات القصيدة لديه ليبدع بترجمة الصورة رسما بالكلمات , ولم تتوقف إبداعات عبد الباسط عند موهبته الشعرية ليخبرنا بحصوله على ذهبية أولمبياد المعلوماتية في الجمعية العلمية السورية , كما أنه رائد على مستوى القطر في هذا المجال , واستبعد  الطفل الشاعر أي تأثير للشعر والشعراء "الذين يتبعهم الغاوون" على مستقبله الدراسي  معتبرا أن لديه توازنا بين هواياته التي هي" جزء من الشخصية ",
 ونفى والد عبد الباسط  د. حسان (وهو  شاعر معروف)  أي  تدخلات بإبداع  الجودي الصغير مستشهدا بكبار شعراء حمص الذين أجمعوا على "خلاف جوهري بين قصيدتي الأب والابن"
و لم يخفِ الجودي الكبير سروره لسلوك ابنه  درب الشعر مشجعا إياه على قصيدة النثر "لأنه صغير على التقيد بوزن التفعيلة وقافية العمودي" , وأشار  د.حسان  إلى مساعدة شاعره الصغير" لانتقاء بعض قراءاته مع أن مكتبة المنزل مفتوحة", ورأى الأب في عدد من قصائد الابن دلالة على موهبة عفوية دون تدخل المطالعات  , وهذا ما أكده الشاعر والناقد المعروف محمد علاء الدين عبد المولى (عضو سابق بهيئة تحرير صحيفة الأسبوع الأدبي) الذي أحال أسئلتنا حول الموضوع إلى  النص الذي قدم به لديوان عبد الباسط , حيث يقول " الشاعر الحقيقي يولد شاعرا جاهزا قبل دخوله في مرحلة الثقافة والمعرفة والمحاكمة الفنية والجمالية ", ورأى عبد المولى  امتلاك أداء أصغر شاعر سوري لخصوصية فذة من حيث أنه " لا يكتب تدريبات على القصيدة كما يفعل المئات من الكبار"  ومن موقع الناقد يكتشف عبد المولى  "وعيا فنيا لبناء النص "  فالجودي الصغير "يعرف كيف يختصر المفردات  ويقتصد في استعمال اللغة  وصولا إلى بناء واع للنص", كما لفت نظر الناقد في نصوص الطفل أمثلة على التناص الشعري ففيها "أفكار وأسماء ولوحات تشكيلية متحولة إلى نصوص شعرية" ليختصر عبد المولى رأيه بالشاعر على  أنه "نفثة عبقرية لطفل غير عادي".
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.