تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السيسي ومغامرة الترشح للرئاسة!!

            

                                                                                                                                        27/1/2014

أما وقد تمّت ترقية وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى رتبة مشير وتم تقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية، فقد أصبح الجنرال أمام خطوة واحدة ليكون الرئيس القادم لجمهورية مصر العربية. نتمنى كل الخير للشقيقة مصر والاستقرار والازدهار. ولكن المسألة ليست مسألة أمنيات، بقدر ما هي سياسات وبرامج وخطط تقود إلى هذا الاستقرار وتصنعه وتحافظ عليه وتطوره.

المشير السيسي سيواجه هموماً ومشاكل صعبة وكبيرة وكثيرة وهو يعرف ويدرك ذلك، ولهذا السبب ربما طالب بالحصول على ترشيح المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعلى التفويض الشعبي. دعم المجلس الأعلى للقوات المسلحة له يمكن أن يستمر بعد تقديمه الترشيح، لكن التفويض الشعبي الذي يبدو جارفاً الآن، لا يمكن الركون إليه إذا لم تتحقق مطالب الشعب وهي كثيرة ومزمنة وقاسية ومعقدة، وتمتد من تأمين لقمة العيش والحدّ من البطالة إلى تأمين المساكن وتحسين الاقتصاد والوضع العام والازدهار للشعب المصري. وهذه الأمور قد تبدو على الورق بضع كلمات بسيطة، ولكن عند التطبيق ومحاولة تحقيق هذه الانجازات فالأمر يستغرق سنوات من العمل المضني والشاق والمبرمج والسياسات... الخ، والناس عادة لا تنتظر ـ وصاحب الحاجة أرعن ـ وهي على حقّ، وتريد أن يتصرف المسؤول وكأن في يمينه مصباحاً سحرياً أو أنه يملك عصاة موسى، وهو بالطبع ليس في يمينه ولا في شماله أياً منهما.

لبّ الموضوع هو أنه عندما كان وزير الدفاع المصري هو الفريق أول عبد الفتاح السيسي، كانت الناس تذهب وتشتكي إليه وتعلّق آمالها عليه لحلّ مشاكلها، وإنْ لم تُحلْ. كان الفريق أول جزءاً من الحل، من الحلم، من الأمل، ومن الحكمة ومن الغد المنتظر. الآن أصبح المشير السيسي ـ باعتبار أنه الرئيس القادم ـ طرفاً مباشراً بعدما أصبح رئيساً تنفيذياً، أصبح مطالب بتحقيق المطالب الشعبية كلها ومواجهة وهزيمة الإرهاب ومواجهة الإخوان المسلمين وكل أشكال الضغوط والتخريب التي يمارسونها. أصبح السيسي تحت دائرة المتابعة والتقييم والمحاسبة، وتحت الضوء الكاشف لكل حركة يقوم بها، وهذا سيجعل المرحلة المقبلة صعبة جداً عليه، لماذا؟!

لأن المشير السيسي أصبح حلم مصر وأملها، ومستقبلها الذي أصبح مربوطاً منذ الآن بمستقبله، وأي انكسار لهذا الحلم والأمل أو أي تراجع له يعني الخوف واللعب بمستقبل مصر ذاتها لأن التماهي بين السيسي والجيش المصري والشعب المصري أصبح كبيراً جداً وهذا عامل قوة للثلاثة بقدر ما هو عامل تهديد وخطر.

سيقول الكثيرون ممن لا يريدون السيسي رئيساً إن الخطوة التي أقدم عليها والأخرى التي سيقدم عليها بالترشح للانتخابات والفوز بها، هي انقلاب جديد أو عودة لحكم العسكر، لم يعد لذلك قيمة بعد الآن. بالمقابل سيزداد أنصار السيسي وكل من لديه أمل يحلم بتحقيقه "بمعية" المشير، تمسكاً به وإصراراً على دعمه. لم تعد التسميات مهمة ولا التوصيفات لما حدث وما سيحدث. الموضوع سيحسمه الوضع على الأرض والنتائج التي سيتم تحقيقها من خلال إدارة السيسي وفريقه وبرنامجه الذي سينفذه. فالإدارة بالنتائج، والمستقبل رهن هذه النتائج، وكل ثانية من الأشهر القليلة القادمة ستقدّر بالذهب. فرص النجاح كبيرة وموجودة وراجحة، ولكن المهم كيفية استثمارها واستنهاض الروح الشعبية خلف قائد ـ أي قائد ـ السيسي الآن، ينتظره كل غيور على مصالح مصر ودورها العربي والإقليمي والدولي في الداخل والخارج.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.