تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أبجديات "جنيف2"؟!!

 

27/1/2014                         


لم تعد الصورة غائمة أو ضبابية في سويسرا. المشهد فاقع جداً؛ الوفد الذي سافر من دمشق يملك قراره وسيد نفسه ويمثل الدولة السورية وبالتالي الشعب السوري والجيش السوري ويسعى إلى تحقيق أهداف ومصالح هؤلاء في السلام وإعادة الأمن والأمان والاستقرار إلى سورية التي تشهد حرباً عالمية عليها لتدميرها وتخريبها. أما ما يسمى بـ"الإئتلاف" فإنه مجهول النسب والهوية والغاية والهدف.

لا نتجنّى على الوفد الإئتلافي المتلف، فاستعراض بسيط للحقائق وبعضها تظهرها كاميرات التلفزة والتقرير التي تدعمه، يبيّن ويؤكد ذلك؛

وفد الإئتلاف يمثل حقيقة الجهات التي تدعمه وتموله وتسلح الإرهابيين الذين يستند إليهم على الأرض في مواقفه: الولايات المتحدة، السعودية، تركيا، وقطر وفرنسا!! في جنيف كان "المُعلمُ" الأمريكي روبرت فورد يُدخل تلاميذ الإئتلاف إلى قاعة الاجتماعات ويعطيهم التوجيهات والأوامر والتوصيات ليضمن نجاحهم في اختبار الظهور، وكان وزير الخارجية السعودي يقدّم لهم الحقن عبر عبارات الثناء والتمجيد التي تشجعهم على الاستمرار في الجلوس إلى طاولة المؤتمر. أما وزير الخارجية التركي فكان خلف الكواليس يحاول رفع معنوياتهم من خلال التقليل من نجاح وانتصار الدولة السورية. أما نظيره القطري فكان يضرب على جيبه مذكّراً "بالبخشيش" لهم إن هم أبلوا بلاء حسناً.

لماذا كل ذلك؟ السبب بسيط؛ لأن الولايات المتحدة لديها مصالح ذاتية وإسرائيلية، وتريد أن تستخدم هؤلاء ـ شماعة الديمقراطية والحريات ـ لتحقيق هذه المصالح بعدما وجدت أن الحرب على سورية لن تكون نزهة؛ أما السعودية فهي تحاول سحق أي فكر حضاري تنويري في المنطقة لأنه يشكل خطراً على وجودها الوهابي التكفيري المتخلف، بل وتحاول إرهاب المنطقة والسيطرة على الإقليم اقتصادياً وسياسيا ودينياً، لتتسع ولتمدد نفوذ آل سعود ومملكتهم وحدود العائلة. وهل تخفى أهداف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من جراء الاشتراك في الحرب على سورية ومصر وحلم السلطنة السلجوقية العثمانية الذي كان يدغدغ رأسه الأجوف، فيما قطر تبحث عن مجالات أوسع للنفوذ والتأثير ونشر الفكر الإخواني ومشاريع النفط القطري... الخ.

ما يحصل في جنيف أن وفد الجمهورية العربية السورية يفاوض كل هؤلاء وتناقضاتهم ومصالحهم تحت مسمى الإئتلاف وصوره، الذي باعتراف أعضائه أنه لا يمثل أحداً في سورية. ولذلك لم يكن هناك من فرق إن جلس في قاعة المفاوضات أحمد الأجرب أو المالح أو الكيلو، فكلهم لا وزن لهم وإنما لمن يديرهم؛ فهل سورية مستعدة لهذا النوع من التفاوض، وما الذي ستجنيه من هذه العملية المعقدة والمعروفة المصير؟! بالطبع تدرك سورية ذلك، وتدرك تبعات عدم الذهاب إلى جنيف سياسياً ودبلوماسياً أيضاً، ولذلك فإنها لن تخسر إن شاركت في هذه المفاوضات طالما أنها قادرة على الدفاع عن مصالحها وحقوقها وطالما أنها ستضع الفريق الآخر وكل ممثليه في حالة من الإحراج والحمق والحنق الشديدين. فالمنطقي والبديهي والمفروغ منه ـ لمن يفهم ويعي ـ أن الدولة السورية لن تعطي بالسلم ما لم تعطه بالحرب المستمرة عليها منذ ثلاث سنوات. ونظرة واحدة لمقالات وتحليلات الكتّاب والمحللين الذين يدعمون ويساندون الإئتلاف والإرهابيين وحلفهم ويسوقون سياساتهم وخططهم وألاعيبهم، تبيّن أين كانت وأين أصبحت آمالهم وطموحاتهم، ماذا كانت تتحدث وتأمل بياناتهم وبماذا تطالب اليوم؛ الحديث اليوم عن ضرورة ممارسة المجتمع الدولي "الضغوط" "لإجبار" النظام السوري على تقديم تنازلات؛ كان الحديث عن سقوط هذه النظام خلال شهرين...هل نسيتم؟!

الحقيقة أن ما يسمى بالمعارضة السورية ومَن خلفها، باتوا يدركون أنهم لن يدخلوا سورية على دبابة "أحمد الجلبي" الأمريكية أو الصهيوـ وهابية التكفيرية، ولذلك يحاول هؤلاء الدخول إلى سورية عبر "حصان طروادة" الأجرب، ولكن السوريين عيونهم أصبحت مفتحة تماماً وهم يقظين لمثل هذا المكر والخداع، ولاسيما بعد ثلاثة أعوام من الحرب!! بالنتيجة، سنحتاج كسوريين أن نتحمّل قليلاً من الوقت لينتهي الفصل الأخير من المأساة التي نعاني منها!! فالعدو المنكسر والمتراجع والخائب والمهزوم يوجع الضربات قدر ما يستطيع، ولكنها تقود إلى نهايته!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.