تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحاج عبد الغني العثمان .. ذاكرة حية لأحداث القرن العشرين


يعتبر الحاج عبد الغني العثمان أحد أكبر المعمرين في سورية حيث يقارب عمره ال 109 سنوات  يتمتع بذاكرة حديدية فهو يحفظ القرآن الكريم و ويتذكر كل الأحداث التي مرت على سورية في القرن الماضي، بدءاً من الاحتلال العثماني مروراً بالاحتلال الفرنسي والاستقلال والوحدة وحتى الوقت الراهن ويسرد قصة طفولته بتفصيل غريب ينظم الشعر المحكي ويحفظ قسماً كبيراً من أسماء أولاده وأحفاده حيث يقارب عدد أفراد ذريته ال 500 شخص .

يعتبر من أوائل سكان بلدة الغدفة ( 15 كم شرق المعرة ) حيث رحل إليها مع أسرته منذ حوالي 90 عاماً، لا يدخن ولا يشرب المنبهات و لا يخفي تعلقه بالبرغل والمحاشي والكباب والرز بالحليب يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من الأمراض التي ترافق التقدم بالسن كأمراض الضغط والسكري والقلب والخرف ولا يقبل بأن يساعده أحد ولو حتى بصعود الدرجات المؤدية إلى منزله في الطابق الثاني أما في الأفراح فلا يرضى أن يدبك إلا ( على الأول ) .

محطة أخبار سورية زارت الحاج عبد الغني في منزل ولده نور الدين الكائن في مدينة معرة النعمان حيث حدثنا عن تلك السنوات الطويلة التي عاشها بكل ما حفلت به من أحداث . 
في حديثه عن فترة الإحتلال العثماني يقول :"لقد عاصرت ثلاثة سلاطين :عبد الحميد وعبد المجيد ورشاد وأذكر أنهم ساقوا ألف رجل من قرى المعرة ليحاربوا القبائل اليمنية التي استعصت عن دفع الجزية للعثمانيين وكان اليمنيون متحصنين بسور حيث قتلوا 500 رجل من الجيش العثماني من بينهم عمي، كما أن الوحوش قتلت قسماً منهم وكاد الجوع يفتك بالقسم الباقي فقد كانت المؤن ترسل إليهم على العربات فيسطوا عليها اليمنيون.

وحكى لي رجل من سكان المعرة اسمه الشيخ عبد الله رحمه الله كان ضمن الجيش العثماني بأنهم من شدة الجوع كانوا يبحثون عن جيف الجمال ويمسحون عنها الدود ويأكلونها "،ويتابع الحاج عبد الغني سرده للقصة "بعد حصار عدة أيام استسلم اليمنيون للجيش العثماني عندها جاء رسول وسلم قائد الجيش رسالة فعندما قرأها الضابط مد يده إلى طربوشه وقذفه بالهواء وهو يصيح( شابوش يا عسكر إلى بلادكم جاء أمر التسريح من فوزي بيك ) وكان بمثابة وزير دفاع الدولة العثمانية وأعرف رجلاً من قرية معصران ( 15 كم شمال شرق المعرة ) أعدمه العثمانيون أمام السرايا الحكومية في المعرة حيث كان يتم إعدام كل من يهرب سبعة مرات من التجنيد والضابط الذي شنقه اسمه أنور باشا " . 
وعن فترة الاحتلال الفرنسي يقول :"كان الفرنسيون يعطون أجراً للعسكر وهناك الكثير ممن تطوع في الجيش الفرنسي وكان الفرنسيون يخافون كثيرا من الجتا ( الثوار ) المنتشرين في جبل الزاوية وكان إبراهيم هنانو شيخ الجتا وكان الفرنسيون يقولون إن السوريون هزموا رصاصنا بحجارتهم".
وعن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يقول "أتذكر جيداً جمال عبدالناصر ذلك الرجل التقي بقي رئيساً عدة سنوات كان كل الناس يحبوه".
ويذكر لنا الحاج عبد الغني أنه في أوائل القرن الماضي عندما كان عمره عشر سنوات "مر على البلاد أيام جوع شديدة جداً حيث كان والدي يذهب إلى الجبل ويحضر البلوط فتطحنه أمي وتصنعه أقراصاً لنأكلها وهناك أناس ماتوا جوعاً منهم رجل اسمه ( دودان الشحود ) وكذلك ابنه" .
حين وقع العدوان الصهيوني على غزة تأثر الحاج عبد الغني بما شاهده على التلفاز فنظم قصيدة أسمعنا منها الشطر التالي :"بوش وشارون خربوا البلاد ... وأنت تعلم بالعباد.... الله يا رب الأرباب لاتخيب أمالي فيك". 
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.