تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

القندورة .. درة الأزياء الشعبية في إدلب


تتنوع الأزياء الشعبية في محافظة إدلب وتتعدد بتعدد مدن وبلدات المحافظة ولكن تبقى القندورة وهي الزي الشعبي لمدينة سراقب درة تلك الأزياء وأجملها تصميما فهذه القطعة الفنية وصلت أسعارها إلى مبالغ مرتفعة وأصبح لها تجارها المختصون ودخلت عدة متاحف كقطعة فنية يدوية نادرة .

في حديثه عن القندورة يقول الباحث في شؤون التراث عبد الله برغل لمحطة اخبار سورية " لا يوجد لكلمة قندورة  معنى محدد لا في العربية ولا في السريانية وأغلب الظنَّ أن تسميتها اشتقت من كلمة الغندورة وهي الفتاة الجميلة اللينة الأعطاف معتمدين في ذلك كون معظم القبائل العربية تقلب القاف غيناً لذلك لا نستبعد أن تكون القندورة مأخوذة من الغندورة فالتباهي بها من عمل الصبايا كما أنها من الأساسيات التي تخرجها العروس يوم عرسها " .

وعن آلية تصنيع القندورة يضيف الباحث برغل " كان يستغرق العمل في تصنيعها يدويا قرابة ستة أشهر وتستهلك حوالي 1200 ساعة عمل حقيقية وكانت النساء يلبسن القندورة  بإصرار عند الخروج من المنزل وذلك احتراماً للشرط الإسلامي في اللباس والذي يقول بأن يكون لباس المرأة غير شفافٍ ولا يرسم ملامح جسدها فخيطتْ القندورة فضفاضةً سوداء اللون سميكة القماش  والمستخدم فيها من الأقمشة نوعان: إما الدُبك وهي تسمية شعبية لنوع من قماش الكاباردين الإنكليزي أو نوع من الساتان اللامع وكلاهما غالي الثمن هذا بالإضافة إلى الكلفة العالية للحرير الباهظ الثمن الذي تطرز به القندورة لأنه طبيعي وشديد النقاء " . 
وعن أنواع القندورة يقول الباحث "  لها نوع واحد فقط يسمى السكة والسكة هي المربع الذي يقع في وسطه قبة القندورة ولكن لهذا الاسم تفصيلات مثل:( قيس بطاق) وهو الإفريز الذي يحد هذا المربع من جانبيه ويكون مؤلفاً من قطبة تجاور الأخرى أو (قيس بطاقين) ويكون نفس الإفريز مؤلفاً من قطبتين متعامدتين والمقصود بالقيس هو القياس لدقة المسافة بين القطبة والأخرى أما من حيث الخياطة فهناك الطلس وهي الأعلى ثمناً وتكون المربعات فيها كلها مملوءة بالحرير وهي مخصصة للصبايا وذوات الشأن العالي أما العجائز وغير المقتدرات مادياً فتكون المربعات في القندورة مفرغة من الخياطة بالحرير تخفيفاً للكلفة المادي " .
وعن تزيينات القندورة يقول شؤون التراث "تنتمي تزيينات القندورة إلى فن الأرابيسك كونها نقوش على خلفية محايدة تكون سوداء حصرا وتختلف عنه كونها لم تعتمد الأقواس الإسلامية ولا فن الأشكال الهندسية المتداخلة وإنما إعتمدت المربعات الصغيرة والكبيرة وهذا أقرب إلى الفن البيزنطي ولا غرابة في ذلك فالقندورة نشأت في بلاد تنتشر فيها العمارة البيزنطية بشكل واسع ولعلنا نرى في بعض النقوش القديمة ما يشبه أشكال الزينة المشغولة في القندورة ونجد هذا التشابه في القندورة الفلسطينة التي لاتختلف كثيرا عن السراقبية إلا في إمتداتد النقوش حتى الركبتين تقريبا "  .
ويضيف " و تزيينات القندورة عبارة عن مربع يغمر الصدر والظهر والكتفين ورؤوس الأكمام وهذا المربع الكبير عليه من الداخل مربعات صغيرة تتوضع رأسياً تسمى الطوابع والنقوش التي تتواجد خارج هذا المربع تسمى النقش إلا من الأمام فرأس هذا النقش من الأسفل يسمى الناعورة وقد تزين القندورة بعض الألوان لا على التعيين وتسمى الأشكال وليس لها قيمة فنية مقصودة وإنما تأتي عفوية وبألوان غير مدروسة يغلب عليها الأبيض والأصفر أما اللون الأساسي

 المستخدم في القندورة فهو الحرير الأحمر حصراً " .
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.