تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحرب الاعلامية على سوريا:من المنفصل عن الواقع الأسد أم هيغ؟

محطة أخبار سورية

 

 

 

واحدة من استراتيجيات الحرب الإعلامية  المستخدمة ضد سوريا هي اتهام الرئيس السوري بشار الأسد بأنه منفصل عن واقعه، وغير عقلاني وغير مسؤول"، وهناك أمثلة وفيرة عن توظيف هذه الإستراتيجية، ضد جميع أعضاء محور المقاومة، ولذلك فإنه من المشجع أن نرى كيف كشف الرئيس الأسد هذه الإستراتيجية من خلال إطلاقه هجوم مضاد في حديثه مع صحيفة الصنداي تايمز..

 

على سبيل المثال،  لم يجب  الرئيس الأسد على  هذه الاتهامات، بل على العكس قلب الأمور رأسا على عقب، وأعادها مرة أخرى إلى مصدرها:

 

"أولا، بما خص انه بعيد عن الواقع قال: "سوريا تقاتل خصومها منذ عامين، وهي لن تفعل ذلك إلا إذا كان لديها دعم كبير من الجمهور... الناس لن يدعموك إذا كنت منفصل عنهم وعن واقعهم".

 

 وأضاف الأسد" يشير استطلاع للرأي اجري في المملكة المتحدة مؤخرا أن البريطانيين يريدون البقاء خارج المعركة في سوريا، ولا يحبذون إرسال إمدادات عسكرية للمتمردين، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الحكومة البريطانية تدفع الاتحاد الأوروبي لرفع الحظر عن بيع الأسلحة إلى سوريا، فهذا ما يسمى "الفصل عن الواقع" أي عندما تتصرف وفقا لمصالحك ووجهتك وليس وفقا للقاعدة الشعبية لديك.

 

وهنا يكون الأسد قد استخدم المصطلحات نفسها التي يصفه بها أعداؤه، أي عندما يقول إن الحكومة البريطانية "غير ناضجة" و "ساذجة" ولا تتصرف "بمسؤولية"، انه يصور الخطاب الغربي بأنه غير عقلاني، ويضفي صفة المرض النفسي التي عادة محفوظة لدول التحدي مثل سوريا وإيران:

 

"المشكلة مع هذه الحكومة هو أن خطابها غير ناضج ويسلط الضوء على البلطجة والهيمنة، فانا صريح، كيف يمكننا أن نطلب من بريطانيا لعب دور لحل الازمة في سوريا، في حين تبدو عازمة على عسكرة هذه المشكلة؟ هذا ليس منطقيا. أعتقد أنهم يعملون ضدنا وضد مصلحة المملكة المتحدة نفسها. هذه الحكومة تعمل بطريقة ساذجة، وغير واقعيةط. إذا كانت تريد أن تلعب دورا بارزا، عليها أن تتصرف بطريقة أكثر عقلانية ومسؤولة "

 

أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيج فقال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية: "إنه في حال استمر الصراع في سوريا فإن دولا مثل العراق ولبنان والأردن ستعانى، بالإضافة إلى المعاناة التي يلقاها الشعب السوري، الذي قتل منه 70 ألف شخص خلال عامين على أيدي قوات بشار الأسد".

 

فمنطق هايغ يقول: توفير السلاح للجماعات الطائفية والمسلحين الإرهابيين السلفييين- التكفيريين سيخفف من حدة التوترات الطائفية في البلدان المجاورة.

 

وكما لو أصابته حالة من فقدان الذاكرة ، أشار هيغ إلى أنه ليس لبريطانيا مصلحة في تقديم المساعدة العسكرية للمتمردين في سوريا، وعندما طلب منه الجواب على اسئلة الاسد حول "كيف يمكن أن نتوقع وقف العنف في حين تزداد الإمدادات العسكرية للإرهابيين" أجاب هيغ: "نحن نرسل الغذاء والبطانيات لمساعدة الأشخاص الذين نزحوا من منازلهم...

 

وبعد لحظات، ألمح هيغ إلى أن بريطانيا ستكون على استعداد لتحويل طبيعة المساعدات التي ترسلها من البطانيات الى أسلحة حتى لو وقعت "بأيدي تنظيم القاعدة"، وعلى ما يبدو، عندما يواجه العالم أزمة إنسانية كبرى يذهب خلالها عشرات الآلاف من الضحايا، فإن أفضل طريقة لإيجاد الحل هي فرض المزيد من عسكرة الأزمة وتسليح الجماعات المسؤولة جزئيا عن الأزمة.

 

وبات الأمر أكثر وضوحا عندما قالت الصحفية  بصوت عال "لكن الأسد محق" "ليس هناك ضمانة بأن تسليح المتمردين ينهي الصراع"، فكرر هيغ قوله: "يجب أن نفعل ما في وسعنا لإنقاذ الشعب... فقد حصل الأسد على العديد من الفرص في العامين الماضيين لكنه رفض".

 

الجميع يسيء فهم الرجل فالذي قاله عن التدخل العسكري البريطاني الحالي والمستقبلي في سوريا هو شكل من أشكال "المؤامرة الدولية" و"الوهم الشامل".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.