تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

دفتر الوطن و التجارة بالألم

محطة أخبار سورية

أبدأ باقتراح... صندوق شفاف لتبرعات رجال الأعمال وكل السوريين بهدف إعادة المهجرين من داخل وخارج سورية للعودة إلى منازلهم.

أما رجال الأعمال فيكون بصورة معلنة بحيث يتم الإفصاح عن المبالغ التي تبرع بها كبار رجال الأعمال.. أما كل السوريين فهو مبلغ نقتطعه من الرواتب غايته مشاركة وجدانية بحيث يشارك الموالي والمعارض.. المنحاز وغير المنحاز في جهد صادق لإعادة المهجرين ومساعدة المتضررين أقول هذا الاقتراح ونحن نتابع بكثير من الخيبة تجارة الألم التي تجري الآن على جراح السوريين تحت عنوان «المساعدات الإنسانية»!!

لسنا شعباً يعتاش على الصدقات.. وربما في حالة الكوارث الطبيعية فإن المساعدات واجب ضروري لكننا الآن أمام كوارث إنسانية صنعت بأيدينا.

وبكثير من الوضوح إن استثمار المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية هو عمل قذر لأنه بناء مصالح وأرباح على آلام الناس وحاجاتهم.. إنها باختصار تجارة سياسية فاسدة.

وهنا لدينا ثلاث ملاحظات رئيسية حول المساعدات الإنسانية إضافة إلى أن السوريين ينبغي ألا يكونوا محل مزايدات الصدقات الإنسانية فإن أولى الملاحظات التي ينبغي الانتباه إليها أن السوريين أظهروا بعد عام من الأزمة أنهم أكثر حرصاً على وطنهم من جميع الأطراف وأن السوري إنسان لا يترك بيته مختاراً.. فمقارنة مع طول الأزمة أعداد من هم في مخيمات الجوار أقل من «أحلامهم» بكثير.

ثم إننا مقصرون في محاولة إعادتهم إلى منازلهم حيث لم نلمس حتى الآن أي جهد جدي لذلك وبدا لنا أن المسؤولين لم يتجاوبوا حتى مع المحاولات الأهلية لتقديم المساعدات ولعل د.إبراهيم دراجي عبّر عن عدم هذا التعاون بطريقة بليغة عندما قال موجهاً كلامه للمسؤولين: «إننا نقوم مجاناً بما ينبغي أن تقوموا به وأنتم تأخذون أجراً».

أما الملاحظة الثالثة.. أن المجتمع السوري الذي اعتاد على التكافل الاجتماعي لم يشهد مبادرات ذاتية واضحة المعالم وهذا نقطة ضعف مهمة.

وأظن أنه آن الأوان بل - تأخرنا - بإنجاز مبادرات سورية تحاول أن تضمد جراحاً ما زالت مفتوحة على المجهول.

أقوال صارخة:

ليس للملكِ أن يغضبَ، لأن القدرة من وراء حاجتهِ.

وليس لهُ أن يكذبَ، لأنه لا يقدرُ أحدٌ على استكراههِ على غير ما يريدُ.

وليس له أن يبخل، لأنه أقلُ الناسِ عذراً في تخوف الفقرِ.

وليس له أن يكون حقوداً، لأن خطرهُ قد عظُمَ عن مجاراةِ كل الناسِ وليس لهُ أن يكونَ حلاّفاً، لأن أحق الناسِ باتقاء الأيمان الملوكُ، فإنما يحملُ الرجلَ على الحلفِ إحدى هذه الخصال: إما مهانةٌ يجدها في نفسه، وضرعٌ وحاجةٌ إلى تصديقِ الناسِ إياهُ.

وإما عي بالكلامِ، فيجعل الأيمان لهُ حشواً ووصلاً.

وإما تهمةٌ قد عرفها من الناسِ لحديثهِ، فهو ينزلُ نفسهُ منزلةَ من لا يقبلُ قولهُ إلى بعد جهد اليمين.

وإما عبثٌ بالقولِ وإرسالٌ للسانِ على غيرِ رويةٍ ولا حسن تقديرٍ، ولا تعويدٍ له قولَ السدادِ والتثبت.

 عبد الفتاح عوض

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.