تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هنا فلسطين :(قيادات تائهة.. واطفال أسرى ..وحرب على غزة )

 

بقلم د . رفعت سيد أحمد

فى الوقت الذى تنشغل فيه بعض حركات المقاومة بقيادة (حماس ) والسلطة الفلسطينية بالتوقيع على اتفاقات مصالحة بينهم لا معنى ولا قيمة لها (كما جرى فى لقاء القاهرة البائس والأخير !!) ، مع التوقف العمدى منهم عن المقاومة ،(باستثناء اللجان الشعبية والجهاد الاسلامى بجناحها المسلح سرايا القدس) يقوم العدو الصهيونى بقضم مزيد من الأرض وبناء المستوطنات ، وسجن الأطفال والنساء ، وشن الحرب الدامية على قطاع غزة (25 شهيدا حتى لظة كتابة هذا المقال ) وكأنه يوجه صفعة للجميع ، ويخرج لسانه لهم بأن ما حررتموه من الأسرى لا قيمة له وسنعيد اعتقال المئات مجدداً وبخاصة الأطفال حتى يتم إيلام الشعب الفلسطينى وإشعاره بالمهانة ، وهو ما لن يحدث بإذن الله ، خاصة إذا ما صحت قوى المقاومة من سباتها ، واستعادت زمام قرارها من أيدى أجهزة المخابرات العربية ، ومن أيدى الأمريكان وبدأت انتفاضتها الثالثة ساعتها سيفرج عن الأطفال وسيتوقف العدو عن سياساته الجديدة القائمة على أسر النساء والأطفال .

* مناسبة هذا القول هو التقارير بالغة الأهمية التى تصدرها دائرة الطفل فى وزارة الإعلام الفلسطينية شهرياً والتى تحكى عن اعتقال عشرات الأطفال شهرياً (من 30 – 70 طفلاً فى المتوسط) مع تعذيبهم وحجزهم إدارياً فى مخالفة صريحة للمواثيق الدولية كافة ، كل هذا يتم فى الوقت الذى يغرق قادة الفصائل الفلسطينية حتى رؤوسهم فى تلك المصالحات والاتفاقات الوهمية والتى لم تأتِ على ذكر كلمة (مقاومة) ، لقد نسبوها ، وكان للربيع العربى الكاذب، دور فى هذا النسيان للأسف ، إن التقرير سالف الذكر يقدم لنا التقرير إحصائيات مهمة للغاية عن أطفال فلسطين – الأبطال – حيث يقول : يشكل الأطفال حوالي نصف المجتمع الفلسطيني، إذ بلغ عدد الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة 2 مليون طفل أي ما نسبته 48.2% من مجموع السكان في الأرض الفلسطينية للعام 2011؛ 46.1% في الضفة الغربية و51.5% في قطاع غزة.

ويشير التركيب العمري للمجتمع الفلسطيني عامة وللأطفال خاصة إلى أن المجتمع الفلسطيني ما زال فتيا، حيث يشكل الأطفال دون سن الخامسة ما نسبته 14.7% من مجموع السكان المقيمين في الأرض الفلسطينية، و13.4% للأطفال في الفئة العمرية 5-9 سنوات، و12.7% في الفئة العمرية 10-14 سنة و7.3% في الفئة العمرية 15-17 سنة.

ويشير التقرير إلى أن ما يقارب نصف الأطفال لاجئين، إذ حوالي 45.0% من الأطفال أقل من 18 سنة في الأرض الفلسطينية من اللاجئين؛ 28.5% في الضفة الغربية مقابل 68.8% في قطاع غزة.

وبلغت نسبة الأطفال الملتحقين بالمدرسة والمنخرطين أيضا في عمالة الأطفال 5.6%؛ 7.5% في الضفة الغربية و3.0% في قطاع غزة، وبلغت 7.2% بين الأطفال الذكور الملتحقين بالمدرسة مقابل 4.0% بين الإناث. و تشير الاحصاءات الى أنه يوجد 65 ألف طفل، 6.0% من إجمالي عدد الأطفال في الفئة العمرية 5-14 سنة هم أطفال عاملون سواء بأجر أو من دون أجر عام 2010، 8.0% في الضفة الغربية و3.1% في قطاع غزة، ومن الواضح أن نسبة الأطفال الذكور المنخرطين في العمل هي الأعلى، 7.7% مقارنة بالأطفال الإناث اللواتي بلغن نسبة 4.2%.

* هذه هى فلسطين .. وهؤلاء هم أطفالها الأبطال المعذبين فى الأسر أو تحت الاحتلال .. فأين المقاومة لترد لهم الاعتبار ؟ اين (حماس) تحديدا خاصة بعد صمتها غير المفهوم فى اثناء العدوان الاخير على غزة ؟ هل هى جالسة مع أجهزة المخابرات العربية المصرية والخليجية لتتصالح ولتتحاور مع (أبو مازن) عن المصالحة على أساس خيار أوسلو ، الا تدرى إنهم يتصالحون وهم لايزالون فى زنزانة الاحتلال ، من يصبح رئيس الزنزانة ومن يتولى رئاسة وزراءها ، ولم يفكروا للحظة فى الخروج أولاً من الزنزانة وقتل السجان المجرم الذى يحبسهم-جميعا- فيها ، اسمحوا – وكلى أسف – إذا كانت مقاومتكم اليوم محصورة فى هذا الفعل وداخل تلك الزنزانة .. فبئس المقاومة هى ؛ وليتفضل أطفال فلسطين الأسرى مع اطفال ومجاهدى غزة ليقيموا هم مقاومتهم وليعيدوا لنا أسطورة انتفاضة أطفال الحجارة مجدداً .. فهذا وحده هو الطريق وما عداه باطل !! .

 

E – mail : yafafr@hotmail.com

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.