تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

(الهيزعية) السياسية

محطة أخبار سورية بقلم : ثابت السالم الهيزعية في اللهجة الحورانية هي تلك الهمروجة التي تتميز بالصراخ والضجيج (غالبا إلى غير طائل). هذه هي حال ما تمخض عنه مهرجان جامعة الدول العربية- روسيا. لماذا؟؟ قرأ وزيرا خارجية قطر وروسيا بيانا-اتفاقا- من خمسة بنود: وقف أعمال العنف من أي جهة جاء. إشراف مراقبين محايدين على وقف هذه الأعمال. الاتفاق على مبدأ عدم التدخل الأجنبي في سوريا. إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد. الاسترشاد بقرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة بشأن سوريا. إذا نوقشت هذه البنود بندا بندا، سوف نخلص إلى التالي: من هي القوة التي يمكنها أن تعطي الأمر إلى قوى المعارضة المسلحة لوقف إطلاق النار؟ هل هي المجلس الوطني ،الذي تحديته في مقالة سابقة، أن يخرج مظاهرة في الشارع وهو الذي شكل مكتبا عسكريا لم يعترف به الجيش الحر؟ هل هي هيئة التنسيق التي (لاتمون) على مسلح واحد؟ إذن الذي قد يمكنه أن يصدر أمرا كهذا هو من يشرف على تسليح الجيش الحر وهو أعلن مباشرة رفضه لهذا الاتفاق. هذا من جهة المعارضة، أما النظام فهو يعلن دون مواربة أنه لن يجري حوارا طالما أن (الإرهابيين) ما زالوا في البلاد، وهذه هي عمليات القصف والاجتياح ر مستمرة في ادلب وسواها حتى بعد صدور القرار . أما البند الثاني فهو لن يتحقق إن لم يتحقق البند الأول. البند الثالث هو بحق ما يمكن اعتباره نصرا لدبلوماسية لافروف وهو انجاز يحسب له. قلنا على الدوام أن الجعجعة الأمريكية والغربية عموما في هباتها الساخنة والباردة لم تكن بعيدة للحظة عن الموقف الروسي لأن هناك قطبة خفية مازالت هي المتحكمة بمواقف هذه الدول التي وضعت آمالا عراضا عند الكثير من الشخصيات المعارضة التي خيل إليها أنها تملك المفاتيح السحرية في الربط والحل، فكان أن زرعت الأوهام عند الكثير من السوريين الذين اعتقدوا أن (جان دارك) قادمة لا محالة لتخليصهم من ربقة النظام. ولعل أكثر التصريحات إثارة للسخرية والشفقة هو ما قاله أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي حين صرح بأن ما تم التوصل إليه هو أقصى ما يمكن أن تحققه الجامعة العربية. البند الرابع لا يحمل في طياته أية مشكلة فهو يطالب بتوفير المساعدات الإنسانية للسوريين وهو جل ما سعت إليه روسيا وأخيرا ألمانيا وهو ما لن يمانع النظام فيه. خامسة الأثافي هي البند الخامس الذي لم يطلب صراحة بتطبيق القرارات العربية والأممية وإنما "الاسترشاد" بها ، إذن هي ليست شرطا ملزما في هذا الاتفاق وهي في حقيقة الأمر الحد الأدنى في مطالب المعارضة. أما الإعلان عن الدعم المشترك لمهمة كوفي أنان التي تدعمها روسيا والصين والغرب، فهو يشير بجلاء كامل الى أن مهمته لن تتجاوز الأفكار التي احتواها الاتفاق الروسي-العربي، وهذا ما يفسر الحرص الشديد للدول الغربية على وحدة المعارضة عسى أن يصبح هذا الاتفاق المعد في ستة مطابخ على الأقل (دول مجلس الأمن والجامعة العربية) قابلا للتنفيذ. من هنا تصبح المعارضة السورية ،بكل تنظيماتها وأفرادها، مطالبة بالتوقف عن مهاجمة روسيا التي يعتبر موقفها في جوهر الأمر، صورة طبق الأصل عن موقف الأمريكان والغرب لكن دون رياء، وعليها أن تتعامل مع روسيا باعتبارها دولة (بزنس) وكومسيونات فهي ليست الاتحاد السوفييتي السابق، كما أنها مطالبة بدراسة عميقة للموقف السياسي الدولي كي تفعل المناسب الذي يمكنها من تحقيق أهداف الانتفاضة بأقل الخسائر. انت البلد

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.