تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الوضع على أرض الواقع في سورية يسير بعكس ما يتمناه أعداؤها

بقلم جاك خزمو

رئيس تحرير مجلة البيادر المقدسية

 

توجه الملايين من أبناء الشعب السوري إلى صناديق الاقتراع للتصويت في إستفتاء عام حول رأيهم في مشروع الدستور الجديد، في حين واصلت السلطات الأمنية المختصة جهودها لملاحقة ومطاردة فلول المسلحين، وخاصة أولئك الذين تسللوا عبر الدول المجاورة إلى سورية ليعيثوا فيها دماراً وقتلاً وتخريباً. وقد استسلمت مجموعات مسلحة عديدة منهم وبدأ الحسم العسكري يحرز تقدماً كبيراً في العديد من البؤر الساخنة مثل بابا عمرو وغيرها ، وخاصة في محافظة حمص، والمناطق القريبة من الحدود التركية.

ما يتحقق على أرض الواقع في سورية يثير غضب المتربصين بها، والذين تمنوا وما زالوا يتمنون سقوط سورية، إذ أن الأمور تسير بعكس ما يريدونه ويرغبون فيه ويتمنوه، لذلك نرى أنهم يعقدون المؤتمرات الفاشلة تحت أسماء ومسميات، ويدلون بتصريحات تعبّر عن غضبهم لفشلهم في تحقيق مبتغاهم، وتعكس الحالة النفسية التي يعيشونها إذ أن المليارات من الدولارات التي صرفت لتحقيق اهدافهم ذهبت أدراج الرياح، ولم تحقق لهم سوى الخزي والعار، وقد تحقق لهم في المستقبل معاناة كبيرة إذ أنهم قد يدفعون ثمن تآمرهم ضد سورية التي أثبتت أنها عصية على كل المؤامرات، وأن الشعب السوري متماسك وصلب، وواعٍ، وموحد، وقوي، وقادر على مواجهة أية مؤامرة ويسقطها، كما أسقط وأفشل العديد منها عبر السنوات والعقود والقرون الماضية.

 

ميّزات الدستور الجديد

مشروع الدستور الجديد الذي صوّت لصالحه الشعب السوري يوم الأحد هو دستور حضاري إلى حد كبير ويمتاز بأمور عدة ومن أهمها:-

·        يضمن التعددية السياسية.

·        المساواة الكاملة في المواطنة وفي كل الحقوق.

·        يوفر حرية التعبير.

·        الرئيس ينتخب مباشرة من الشعب السوري.

·        يوفر التعليم المجاني، وكذلك يضمن العلاج الصحي المجاني لكل مواطن. (التعليم المجاني حتى في الجامعات السورية الرسمية كلها).

·        فترة ولاية رئيس الجمهورية محددة بسبع سنوات، ولا يحق إنتخابه أكثر من ولايتين متتاليتين.

·        تأمين حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية.

 

هذا الدستور سينقل سورية إلى دولة ديمقراطية، مدنية، حضارية، وستكون سورية المثال الذي سيحتذى به في منطقة الشرق الأوسط، وهو دستور يتفوق على دساتير العديد من الدول المتقدمة والتي توصف بالدول الديمقراطية.

ومن أهم بنود الدستور هي المحافظة على المكتسبات الوطنية التي حققتها سورية عبر مسيرتها السابقة، وأضاف إليها أموراً جديدة لتعزيز المكتسبات، وللحفاظ على الوحدة، وعلى مواقفها الوطنية العروبية، ووقوفها إلى جانب خط المقاومة المشروعة ضد الاحتلال، وضد أعداء الأمة.. ووصف بعض القانونيين هذا الدستور بأنه من أفضل الدساتير المعمول بها في العالم الآن.

 

الحسم العسكري

لا تستطيع سورية، كما هو الحال مع أية دولة في العالم، أن تسكت وتتفرج على تدفق مسلحين إرهابيين من دول الجوار ليعتدوا على المواطنين، ويصادروا حالة الأمان التي كانت تمتاز بها سورية. لقد قالت سورية منذ اليوم الأول للأحداث إن ما تتعرض له هو مؤامرة، وأن هناك أطرافاً خارجية تعمل للمس بالوحدة الوطنية، وبث ونشر الفتنة الطائفية، وبعد مرور تقريباً عام كامل، فإن العالم بدأ يدرك ويعترف بأن ما تقوله سورية صحيح. وأن هناك مسلحين إرهابيين، وليسوا معارضين سوريين كما يتم وصفهم من قبل الإعلام المضلل الذي يشارك في هذه المؤامرة.

أبناء الشعب السوري طالبوا السلطات بوضع حد لظاهرة المسلحين وخاصة في حي من أحياء حمص، وهو حي "بابا عمرو" الذي أعلن المسلحون عن اقامة "إمارة" فيه. وها هو الجيش السوري يحسم الأمر بهدوء وبعمليات نوعية ومميزة، ولم يقم بعمليات شاملة كما تدّعي وسائل الاعلام، بل بعمليات تستهدف المسلحين فقط، وتتفادى إيقاع الإصابات بالمواطنين، بيد أن المسلحين يقومون بقتل المدنيين لإلصاق التهمة بالجيش، ولكن الأمور بدأت تتضح للجميع. حتى أن رئيس الاستخبارات العسكرية الأميركية قال وبكل صراحة، بعكس ما تقوله وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، أن عناصر القاعدة تسللت إلى داخل "المعارضة السورية"، وهذا إعتراف بأن ما تتعرض له سورية هي مؤامرة لتدميرها، ولذلك لا بدّ من حسم ذلك، وتوفير الأمن والأمان للمواطن السوري. ومن المتوقع أن تتواصل سياسة الحزم في التعامل مع الإرهابيين حتى يتم توفير الأمن للمواطن السوري، وحتى طرد آخر متسلل من سورية. وقد تستمر عملية الحسم لفترة زمنية قصيرة.

 

الإنتخابات آتية بعد فترة قصيرة جداً

بعد إقرار الدستور الجديد في عملية استفتاء واسعة، فإن الخطوة القادمة هي إجراء انتخابات برلمانية، ومن المتوقع أن تتم هذه الانتخابات في أوائل شهر حزيران على أكثر تقدير إن لم تكن قبل ذلك التاريخ. ومن هنا يمكن القول أن مسيرة الإصلاح تسير بخطوات واسعة وسريعة لتحقيق ما يطلبه المواطن العادي، وما يسعى إليه الرئيس الدكتور بشار الأسد، وهذه الانتخابات ستكون نزيهة جداً، وستفتح سورية الأبواب للمراقبين الدوليين للمجيء إلى سورية لمشاهدة عملية الإنتخابات، ولتثبت للعالم أن سورية الحديثة قد قطعت شوطاً كبيراً في بنائها، وأن الإدعاء بعد ذلك بأن هناك معارضة تطاتلب بالإصلاح، هو إدعاء كاذب لا يريد الخير لسورية، بل هو جزء من المؤامرة عليها.

ما يميّز هذه الإنتخابات أن أحزاباً عديدة ستشارك فيها، ولأول مرة بعد تأسيسها. وأن لجنة قضائية مستقلة هي التي ستشرف على هذه الانتخابات.

 

تصاعد وتيرة الهجمة الخارجية

بعد كل ما يجري على أرض الواقع فإن تصاعد وتيرة نشاطات المتآمرين على سورية متوقع جداً.. ولكن مهما عملوا والتقوا وصرحوا به، فإن ذلك لن يؤثر على سورية ما دام الشعب السوري يقرر ما يريده، ويسير إلى جانب وطنه، لا بل يحافظ عليه ويرفض كل المؤامرات والتدخلات الخارجية.

الأصوات الغاضبة المتآمرة سترتفع وستطالب بشتى مطالبات التدخل لكن ذلك لن يحقق شيئاً، وفي النهاية ستخبو هذه الأصوات وستسكت. مع أن المؤامرة ستتواصل، لأن سورية لا تتعرض لمؤامرة منذ عام، بل منذ أعوام عديدة، ولكن هذه المؤامرة ستفشل كما فشلت المؤامرات السابقة. وستكون سورية بألف خير، وستكون دولة ديمقراطية مثالية، وهذا ما ستؤكده الأيام ورغم أنف لا بل أنوف كل الخصوم والأعداء.

 

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.