تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

غسان الشامي كتب في عام 2006 :شياطين وليد جنبلاط

مصدر الصورة
SNS-موقع غسان الشامي عل الفيسبوك




انتبهوا..إنها قاعدة في مسيرة وليد جنبلاط السياسية والنفسية,حيث لا يصل إلى هذا السقف المرتفع حتى السقوط في تصريحاته واتهاماته وشتائمه المعلنة والمبطنة إلاّ إذا كان محشوراً، وفي الزاوية تحديداً،لذلك كان طيلة الفترة الماضية في ذروة القلق السياسي والشخصي بما يشبه كرسياً هزازاً من طراز عتيق.

حسناً فعل حزب الله خلال الفترة الماضية حين تغاضى عن اتهامات وليد جنبلاط تاركاً إياه يتقافز من تصريح إلى آخر دون أن يعره التفاتاً,،كي تخرج جميع شياطينه دفعة واحدة.

في السابع عشر من حزيران عام 1982 ركب وزير السياحة اللبناني مروان حمادة،ما غيره، سيارة السفير الأمريكي المصفحة، روبرت ديلون وبصحبته سكرتير السفارة الأول ريان كروكر وذهب إلى وليد في المختارة موفداً من قبل فيليب حبيب والياس سركيس، حيث كان البيك في قصره يراقب ويستقبل( غصباً عنه?!) الجنود والضباط الإسرائيليين وشيمون بيريز,لإقناعه بالانضمام إلى لجنة السلامة العامة، وبعد الاجتماع بسركيس اجتاز جنبلاط (رئيس الحركة الوطنية!!) طرقات بيروت وصولاً إلى منزله في المصيطبة، حيث كان من تبقى من أركانها ينتظرونه بعد انتقادات وتململ بأنه لم يطلق طلقة واحدة على الإسرائيلي في الجبل، فبادرهم بحدة ( لم أكن قادراً على مقاتلة آلة الحرب الإسرائيلية بمفردي، ودوري هو الدفاع عن طائفتي لا إحصاء الشهداء).(راجعوا كتاب آلان مينارغ- أسرار حرب لبنان).

طبعاً..وقفات العز بعيدة عن البيك، وتراث سلطان باشا الأطرش،ابن الطائفة نفسها لا يعنيه، فابن القريّا، الذي ما هان عليه جور الفرنسي حمل بواريده العتيقة وتصدى لآلة الحرب الفرنسية دون أن يفكر بالدفاع عن طائفته بل عن الوطن،كما لم يلتفت إلى تراث أهالي مجدل شمس ومسعدة في رفضهم ونضالهم بالأظافر في سبيل هويتهم العربية ضد الإسرائيلي, .. إنها أعلى نسبة من النفاق السياسي لا ريب ومن الاهتزاز الأخلاقي.

أخبرني أحد الأصدقاء، والكلام على ذمته، أنه بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان قيل للراحل حافظ الأسد أن جنبلاط يضع رجلاً في إسرائيل والأخرى عندنا, فأجاب بهدوء..هاتوا رجله التي هناك.

جنبلاط الذي لم يحترم العلم اللبناني الذي يدعو له اليوم، وكان الفلسطيني جسراً من ظهور عارية مشرّعة على الوجع عبر منها إلى الوطنية والعروبة وهمروجة بالرصاص في الهواء الطلق يوم خروج ياسر عرفات من بيروت، وكانت الاشتراكية الدولية تفنيصاً تفصيلياً لتوسعة الثوب الإقطاعي البالي، لم يقاتل الإسرائيلي يوماً وإن كنتم تستطيعون أخبروني عن عملية واحدة ضد هذا الجيش نفذها المؤتمرون ببكاويته، بل إنه قتل مقاومين أذكر منهم مسعود عامر (الحنون) ابن جبل العرب وأحد قادة المقاومة الوطنية (اسألوا أهل الاستشهادية ابتسام حرب) سحلاً في بعقلين.

مصلحة اهتزازه على كرسيه فوق كل مصلحة. خاض حرب الجبل برجال الجبهة الشعبية- القيادة العامة والجيش السوري، وبات أحمد جبريل اليوم عدواً له( مع أنني أرفض انفلاش السلاح الفلسطيني) وبعد وفاة حافظ الأسد انقلب على سورية وأعاده إليها عبد الحليم لغاية في نفس خدام، فاسحاً الصورة لعناق الأحبة. قال عن الحريري إنه حوت مالي وعاد لينعم بكبد الحيتان بعد استشهاده، وعندما أخبره الفرنسيون أن قراراً وإرادة دولية ستخرج سورية من لبنان باتت دمشق عدوة وانبرى ليطلب من الأمريكي احتلالها، وبحجة المصالحة الوطنية يعربش إلى جعجع ويتملق ميشال عون، مع أنه يقول إنه يكره الجنرالات،.. باستثناء جوني عبده.

في جميع الحالات.. الحق على سورية..فهذا الرجل نموذج صارخ لحلفائها في لبنان، فلولا الغطاء السوري كان البيك بيكاً في قصره وبين مريديه الأقربين.

طيلة السنة الفائتة كان حزب الله وسلاح المقاومة خطاً أحمر، ودعوة للحماية، وانفلقنا بكلام له على درج الإليزيه، ومنذ شهر بات حسن نصرالله يفخخ السيارات في الضاحية وبات سلاحه سلاح غدر،..ويتابع زغاليله وببغاواته ممن اختارهم ليفلحوا البور اللغوي في الشأن العام طباعة أفكاره بلغة أكثر قواعدية، فهو لمشيته المخلّعة وحراكه المنكسر بحثاً عن أفكار جديدة يعيد الجملة مرتين.. مرة له ومرة لهم.

وليد جنبلاط شاهد مقنّع وسيلوفاني على عصر متقلّب, كما تركيبته الشخصية والنفسية, وقديماً قيل: لا شهادة لحاقد وحاقن وحاقب. الأولى معروفة, والثانية هي من اشتد عليه إلحاح الذهاب إلى الحمّام ،والثالثة من كان حذاؤه يطبق على قدميه..والرجل هو الثلاثة معاً..مع شياطينهم.

 

                                                                                                                                غسان الشامي
                                                                                                                                                                                                  الأربعاء 18/1/
2006

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.