تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

1400 معتقل مصرى فى السعودية :فأين مظاهرات الإخوان والسلفيين ؟

بقلم د . رفعت سيد أحمد

صدعنا الإخوان والسلفيون بكافة ألوان طيفهم ، بالحديث عن حقوق الشعوب العربية والإسلامية المهضومة ؛ بل وتظاهروا فى ميدان التحرير والأزهر وأمام السفارة السورية ، بكاءً وألماً على (الغلابة) السوريين ، الذين قتلهم الجيش – كما يزعمون !! - بل وطالبوا بطرد سفير سوريا من القاهرة ((وهو ما جرى لهم وفق صفقة بين واشنطن وتل أبيب ومكتب الإرشاد الإخوانى فى القاهرة ونسوا السفير الإسرائيلى تماما)ً) دعماً لما أسموه بالشعب السورى ، رغم أن ثمة ملايين أخرى فى دمشق وحلب خرجت تطالب بعكس ما يطالب به الإخوان والسلفيون الوهابيون ، ولكنهم لا يرونهم ؛ لأن أوامر واشنطن ، وأموال الخليج تقول لهم لا تروا إلا ما نرى !! .

* لقد صدعونا .. بحقوق الآخرين من المسلمين والعرب حتى ولو كانوا أصحاب ثورات مخترعة ، ومظالم مفبركة ؛ ولا بأس فهم أحرار فى اختياراتهم ، لكن سؤالنا لهم : إذا كنتم تدافعون بهذه (الحرقة) عن حقوق الإنسان وإذا كنتم فعلاً تفعلون ذلك عن قناعة وليس بأوامر قطرية أو سعودية أو أمريكية ؛ فأين هى حقوق الإنسان المصرى فى أجندتكم ، خاصة إذا كانت تلك الحقوق انتهكتها دول الخليج باسم نظام الكفيل ؟ أين أنتم من أحدث حلقات الإذلال والقتل البطىء للمصريين فى المملكة العربية السعودية التى تأتمرون بأمر وزير خارجيتها فيما يتصل بما يسمونه بالثورات العربية المزيفة فى مواجهة الثورات الحقيقية ؟ أين هم من الـ 1400 معتقل مصرى فى سجون آل سعود ، والذين يطلبون مليونية واحدة أو حتى (نصف مليونية) من تلك التى تخرجونها من أجل حقوق الإنسان السورى أو الليبى ، التى ياللمصادفة الغريبة ، يدعمها حلف الناتو ويبكى مثل الإخوان على عمليات انتهاكها ؟ أين الشيخ القرضاوى ، وكل الذين بكوا من أجل حقوق الآخرين .. لماذا لم ينطقوا وحقوق المصريين تنتهك على أيدى حكام الخليج وخاصة فى قطر والسعودية ؟ أين الكرامة والعزة المصرية ؟ أين قيم الثورة والإسلام التى تزعمون ؟ ولماذا أخرصت ألسنة البعض عندما تعلق الأمر بالسعودية وقطر ؟! .

اسمحوا لنا بأن نسجل بشأن هذه الازدواجية التى يتعامل بها الإخوان والسلفيون بشأن حقوق الإنسان :

أولاً : فى ظنى - وليس كل الظن إثم – أن الإخوان والسلفيين وكتابهم وشيوخهم لن يكتبوا كلمة أو يتحركوا فى مظاهرة واحدة تجاه سفارة السعودية أو قطر - مثلاً - مثلما تحركوا بحماس - تقدره جداً واشنطن والرياض – تجاه سفارة سوريا فى القاهرة (بالمناسبة هم فقط والشيخ مظهر شاهين الذين كانوا فى هذه المظاهرة)، لماذا لأن فى الفم ماء وربما (نفط) كثير ، وأحسب أننا سنأخذ منهم خلال الفترة القادمة ، كلام كثير ، ولكن بلا فعل، طحين من غير قمح ؛ بشأن ما يهم المصريين ، وهذا توقع نتحدى أن يأتى أحد بنقيضه، الآن أو مستقبلاً .

ثانياً : أما لماذا ؟ فلأننا إزاء صفقة دولية – خليجية كبرى تستخدم فيها قوى الإسلام السياسى (السلفى – الإخوانى تحديداً) فى إعطاء قشرة إسلامية لأنظمة الحكم الجديدة ، مقابل الحفاظ على المصالح الأمريكية والإسرائيلية بأقوى مما كان يفعل مبارك وزين العابدين وغيرهم من حكام المنطقة ، وفى هذا السياق سوف تستخدم هذه (القشرة الإسلامية) من أجل هدفين الأول :التنويم المغناطيسى لشعوب المنطقة التى ثارت ، مع خلط الأوراق بين الثورات الحقيقية بثورات الـ C.I.A والثانى : حماية النفط وأمن إسرائيل وإنهاء المقاومة المسلحة وتحويل حماس والجهاد وغيرهما من فصائل المقاومة إلى مقاومة شكلية فقط وهو عين ما يجرى الآن من عمليات ترويض لحماس ، وعين ما يجرى فى العواصم الثائرة ، حين يتم صرف أنظار الجماهير الثائرة ، عن قضاياها الصحيحة ، بقضايا هامشية أو بقضايا الآخرين ، من أصحاب ثورات الـ C.I.A وحلف الناتو ، وهنا علينا أن نقرأ مظاهراتهم وحملاتهم الإعلامية والسياسية ضد سوريا ودول المقاومة فى المنطقة !! ، وهو عين ما يقوم به أصحاب (القشرة الإسلامية) فى القاهرة ، اليوم .

ثالثاً : إننا أمام مؤامرة كبرى ، تستهدف إجهاض الثورات الحقيقية مثل (الثورة المصرية) ، وإلا فلماذا لم ينطق الإخوان والسلفيون عن أسرانا فى سجون السعودية ؟ أين هم من الـ1400 أسير يعيشون فى تعذيب وإهانة لا تليق بمصر الثورة ؟ وما الفارق بينهم وبين نظام حسنى مبارك الذى كان يتواطىء فيه مع آل سعود وباقى حكام الخليج ضد شعبه العامل هناك والذى كان سبباً فى نهضة تلك المجتمعات المتخلفة ، ما الفارق ؟! أتمنى أن نجد إجابة .. وأن تجد أسر هؤلاء المعتقلين كلمة أو مظاهرة واحدة يقودها (المرشد) أو رئيس حزب الحرية والعدالة او د- يوسف القرضاوى او مظهر  شاهين (المذيع –الشيخ) من أجلهم ، أم أن هذا (المصرى الأسير) فى سجون آل سعود ليس مصرياً من وجهة نظرهم ؟ أفتونا يا أولى الألباب !! .

 

E – mail : yafafr@hotmail.com

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.