تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لا حل إلا بالحوار...

محطة أخبار سورية  

مرة جديدة «اكتشف» أغلبية السوريين أن حل أزمتهم ليس في نيويورك ولا في الدوحة وقطعاً ليس بالقاهرة.. الحل في دمشق وبين السوريين وبلغة الحوار وليس لغة النار.

ونقول أغلبية السوريين لأن هناك ربما من لا يريد أن يكتشف تلك البديهية ويبقي نفسه مرتبطا بأوهام، فراهنوا مرة جديدة وحلموا وحرضوا وفعلوا كل ما يمكن أن يفعلوه بحثاً عن قرار أممي يفتح المجال أمام تدخل عسكري أو تدخل في شؤون سورية ونزع سيادتها وأخفقوا.

ومع استمرار الأزمة لم يعد ينفع الكلام حان وقت كل السوريين الوطنيين لتهدئة النفوس والدعوة إلى الحوار الوطني والشروع في مصالحة وطنية والمساهمة والمشاركة في بناء سورية متجددة تعددية وديمقراطية.

لقد حان الوقت ليتوقف التحريض وليس المقصود هنا التحريض الإعلامي الذي له أجندات وبرامج تخدم العديد من الدول والأطراف لكنها لا تخدم سورية والسوريين وهو تحريض لم يبدأ لينتهي بقرار سوري، بل المقصود من يحرض من السوريين في الخارج وفي الداخل، ولهؤلاء نقول: توقفوا الآن، وحرضوا باتجاه الحوار والمصالحة وحقن الدماء.. توقفوا لأن الحل سوري والأزمة سورية والشهداء سوريون.. لن تحل مكانكم قطر ولا السعودية ولا أي دولة أوروبية أو أميركية.. لن يحل الأزمة التدخل العسكري وتدمير سورية! ولن يحل الأزمة قرار أممي يفتح الباب أمام نزع السيادة السورية التي بنيناها بدماء شبابنا طوال العقود الماضية ومنذ الاستقلال.

كفانا رفضاً للحوار وكفى تحريضاً وكذباً ومتاجرة بأرواح السوريين، وليتوقف أولاً سوريو الخارج عن تحريض إخوانهم في الداخل.. وليتوقف من في الداخل عن التحريض عبر المحافظات والمناطق، فالدم السوري ليس رخيصاً وحان الوقت ليجلس الجميع إلى طاولة الحوار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح.

حان الوقت ليعرف الجميع أنه لا يوجد في العالم دولة تحرص على السوريين وأرواحهم إلا الدولة السورية.

حان الوقت ليعرف السوريون وهم يعرفون أن لا قطر ولا السعودية التي تذلهم على أبواب السفارات تأبه لحياة السوريين أو حقوقهم أو معاناتهم.

لا يوجد في العالم من يحب السوريين ويكترث لشأنهم سوى السوريين أنفسهم. فحان الوقت للتعبير عن هذا الحب والحرص على أرواح كل السوريين بالجلوس والحوار والاتفاق، وكل ما هو غير ذلك لن يؤدي إلا إلى التهلكة ومن يراهن على ديمقراطيات الخليج لتبني له ديمقراطية، فهو خاسر وكل من يجلس في مقاهي باريس ولندن ودبي والدوحة والقاهرة يحرض أخاه على أخيه الآخر أو على مؤسسات الدولة، هو خاسر أيضاً، فالأوطان لا تبنى من خلال الفيسبوك.

شكراً لروسيا وشكراً للصين على موقفيهما في مجلس الأمن، ما جنب سورية من تآمر قطري سعودي بإيعاز غربي، لكن ما بعد الفيتو يجب أن يكون العمل داخل سورية وبين السوريين لإعادة بناء ما دمر من نفوس، فلنوقف الاتهامات المتبادلة ولنلغ سؤال الـ«مع أو ضد» فجميعنا مع سورية التي لن تنتج أزمتها غالباً أو مغلوباً، بل تنتج وطناً يستوعب كل السوريين بألوانهم الرائعة وثقافتهم المنفتحة وتاريخهم المجيد الذي سيؤسس لمستقبل أجمل في حال اتفق السوريون على أن الحوار الوطني هو المخرج الوحيد للأزمة، وأن هذا الحوار لا يمكن أن يتم دون أمن واستقرار، ودون تطهير سورية من السلاح المستورد والممول الذي كلف البلاد حتى الآن آلافاً من شبانها الذين ضحوا بأرواحهم لتبقى سورية.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.