تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الاعلام السوري ..والازمة

 

 

رغم أن جميع السوريين متفقون على أن جزءاً أساسياً وهاماً من الأزمة الحالية في بلدنا  هو نتاج أداء اعلامي خارجي يقتات علي تنامي الأزمة ...  ويمعن في الرقص اليومي على إيقاع تطورها ... نافخاً في النار كلما خبا لهيبها ... بأن يرمي في أتونها جميع مواثيق الشرف والقواعد المهنية وشرف المهنة ... عاملاً على بناء جبال من الأكاذيب تسحق تحتها وقائع وحقائـق وأخطاء صغيرة ... معتمداً الاختلاق والادعاء وقلب الحقائق من أجل هدف واحد هو تغييب الوقائع والاصلاحات والايجابيات عن متلق سواء كان قارئاً أو مستمعاً أو مشاهداً لا حول له ولا قوة ولا معين على معرفة الواقع واستكشاف الحقيقة..

 

نعم رغم اتفاق السوريين على ضرورة مواجهة صلف الاعلام الخارجي وتعاطيه مع أزمتنا بما يخدم ملاكّه و أسياد نعمته إلا أننا قصرنا ... بل أننا أخطأنا ... بل ارتكبنا جريمة بحق أنفسنا ووطننا لأننا لم نتمكن خلال أشهر طويلة من تدارك الأمر ومعالجة أداء إعلامنا الوطني ليتمكن من صد الهجمة وتعطيل أدواتها الرهيبة ولنا في ذلك عدة ملاحظات على أداء إعلامنا الوطني سنذكرها باختصار عساها تكون محاور نقاش قادم بين جمهور أوسع من الاعلاميين والمثقفين والمهتمين ...

 

·  لب الأزمة السورية وأسّها هو الإصلاح ... ولكن أين هو الاعلام الوطني من الترويج للخطوات الاصلاحية وإيصال مضمونها الى الناس ؟؟؟ ان استمرار الأزمة يؤكد أن معظم ما تم اتخاذه من اجراءات إصلاحية لم تصل الى السوريين ولم يعرفوا مضامينها ...

 

·  استمرار الاعلام الوطني في اعتماد مبدأ رد الفعل على الأحداث وهذا ما حول هذا الاعلام الى منفذ لخطط وتوجهات توضع من الخارج بانتظار رد فعله عليها مما يخدم هذه التوجهات بشكل غير مقصود .

 

 

·  تعدد جهات التوجيه والاشراف وإعطاء الأوامر للعاملين في الاعلام الوطني وتحول رجال السياسة والأمن والثقافة والاقتصاد الى موجهين للإعلام في قضايا تحتاج الى معالجة إعلامية مهنية تخدم الهدف الأساس لها ..وغالباً ما كان المردود سلبياً نتيجة هذا التدخل والتداخل بين جهات الاشراف...

 

·           غياب المهنية عن كثير من مفاصل العمل الاعلامي إذ مع الاحترام شديد    " اللهجة " للزملاء الممسكين لهذه المفاصل فإننا نؤكد أن الاعلام مهنة لها   أسسها وقواعدها وخبراتها ولا يمكن لأي كان أن يدعي بأن شهاداته    العلمية لوحدها كافية للتحكم بآراء وخبرات بقية الزملاء أصحاب الخبرة والاختصاص    والممارسة.

 

·  إن اعتماد بعض وسائل الاعلام الوطني لأسلوب الرد على افتراءات وأكاذيب الوسائل الاعلامية الخارجية تحول الى ترويج لا يمكن تقدير قيمته لهذه الوسائل لأن مجرد ذكر اسم هذه القنوات أو المحطات وإعادته لمرات كثيرة هو ترويج غير مقصود ... ( وهذا أيضاً نموذج عن غياب المهنية في العمل الاعلامي).

 

·  غياب الصوت الآخر عن وسائل إعلام الوطن وهذا مشكلة المشاكل إذ مهما كانت الحقيقة فاقعة وواضحة كالشمس فإن هناك أحد ما يرى أن لها وجهاً آخر. ولا يمكن إلغاء هذا " الأحد " لأي ظرف كان ... ولا يمكن لإعلام الوطن إلا أن يضمن مكاناً لهذا "الأحد" يعبر فيه عن رأيه وإن كان خاطئاً ...

 

إنها ملاحظات .. قد تبدو للبعض جلداً للذات لكنها في حقيقة الأمر مرآة علينا جميعا النظر فيها لنرى ذّاتنا فالصورة أصدق من أي فكرة أو اعتقاد أو إيمان ... وعلينا جميعنا " كما أعتقد " أن ننظر إلى ذواتنا الآن ... وفوراً .   

 

                                                                                                                                                              طالب قاضي أمين

 

رئيس المجلس الوطني للإعلام

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.