تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

غالب قنديل: هستيريا المستعربين وتعليمات فيلتمان

 

محطة أخبار سورية

شكل تقرير الفريق مصطفى الدابي رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية في سورية صفعة قوية للحكومات العربية المشاركة في الحملة على سورية والتي تتحرك بالأمر الأميركي ، وما تناقلته الصحف عن المشادة العنيفة التي حصلت بين رئيس المراقبين وحمد بن جاسم يكشف بعض الخفايا عن الهستيريا السياسية التي حكمت أقوال وتصرفات كل من الوزير القطري وسعود الفيصل وزير الخارجية السعودي.

أولا: تميز تقرير المراقبين العرب نسبيا بالموضوعية وبالمهنية وهو أثبت حقيقة تعاون السلطات السورية ،التي لم يسايرها التقرير في قضايا عديدة عندما تناول تنفيذ بنود المبادرة العربية ومسألة المعتقلين ونسبة المفرج عنهم ، لكن التقرير أكد بما لا يقبل الجدل وجود عصابات مسلحة تقوم بأعمال التفجير والقتل وتشن الاعتداءات على المرافق العامة والخاصة وتمارس أعمال اللصوصية في مناطق سورية عديدة وقد أكد التقرير بذلك مصداقية الرواية الرسمية السورية منذ شهر آذار الماضي عن وجود هذه العصابات وكذلك عن حقيقة أن دولا مجاورة وأطرافا عربية ودولية ترعاها وتمدها بالمال وبالسلاح ، وهو بذلك أسقط كليا محور الحملة الاستعمارية على سورية التي تحركت في مناخ البيئة الافتراضية لتصوير ما يجري على أنه قمع دموي لاحتجاجات سلمية !

المعلومات حول النقاش الصاخب الذي دار بين حمد والفريق الدابي بعد عرضه لتقريره تضمنت إشارة من رئيس المراقبين إلى خطورة الدور التحريضي الدموي الذي تلعبه الحملة الإعلامية المعادية لسورية وقد تناقلت الصحف عبارة قالها الدابي ردا على المسؤول القطري الذي هاجم البعثة و تقريرها وهي "أوقفوا التحريض عبر الجزيرة والعربية وسيعود الهدوء إلى سورية".

ما جرى في القاهرة من هذه الزاوية بالذات يمثل إدانة حاسمة للحكومات العربية العميلة للغرب المتورطة في التآمر على سورية وعلى رأسها السعودية وقطر ومعلوم أنهما يقومان بتمويل وتسليح العصابات المنتشرة في سورية والتي أثبت تقرير المراقبين صلتها بالمعارضات السورية كما بين بنزاهة أن فصائل في المعارضة داخل سورية كانت هي من اشتكى إلى المراقبين من وجود ميليشيات تغذيها معارضات الخارج.

 

ثانيا: هستيريا حمد جاءت نتيجة فاضحة لانقلاب سحره عليه ، فقد كان يتوقع تقريرا يساير مراميه الخبيثة و بقية المستعربين من حلفاء إسرائيل في السر و العلن ، و أراد من رئيس البعثة الهجوم على الدولة السورية و التنكر لحقيقة وجود العصابات المسلحة ، خصوصا وقد تميز تقرير الفريق الدابي بالنزاهة أيضا في تناوله لما قام به عدد من المراقبين على مهمة البعثة بتحريض قطري سعودي مدفوع الأجر وذلك في العرض الذي أشار عبره إلى تخاذل بعض المشاركين في البعثة ومحاولتهم لتمرير أجندات خاصة والمقصود بذلك عدد من عملاء المخابرات الأجنبية والخليجية الذين حاولوا توريط البعثة في علاقة تنسيق مع المسلحين على الأرض وثمة الكثير من الوقائع عن هذه العملية معروفة للعديد من المعنيين.

أما هستيريا الفيصل فقد ردها البعض إلى خطاب الرئيس الأسد الذي فضح فيه مواقف الجامعة العربية المشينة إزاء قضية فلسطين والقدس الشريف و المسجد الأقصى ، وتحدث فيه عن وجود حكومات عربية تريد استبدال سورية بإسرائيل ، وهو كان بذلك يلخص حصيلة تجربته المريرة مع القمم العربية ومع سلوك الجامعة ، وهي تجربة كانت خلالها الدولة السورية المقاومة ،عرضة للضغوط السعودية الهادفة إلى تمرير المشروع الأميركي المتضمن تصفية حق العودة للشعب الفلسطيني والانتقال إلى الاعتراف بالدولة اليهودية و شطب كل الثوابت العربية المتعارف عليها منذ عام 1948 لصالح إسرائيل والولايات المتحدة ، و قد بينت تقارير صحافية غربية أن الملك السعودي  طالب بنفسه الأميركيين مؤخرا بعمل كل ما هو متاح لتدمير القوة السورية تحت يافطة إنهاء النفوذ الإيراني.

 

ثالثا: المعلومات المتوافرة في الدوائر السياسية والدبلوماسية العربية تؤكد أن حمد بن جاسم الذي أرغى وأزبد في اجتماع وزراء الخارجية تلقى نص البيان الختامي الذي تلاه بعد الاجتماع من جيفري فيلتمان الذي يدير خطة استهداف سورية ويحرك دمى المستعربين في العديد من العواصم وخصوصا الخليجية منها.

ما أراده الأميركيون من بيان الجامعة هو ورقة الضغط السياسي المتمثلة بتجاوز مضمون البروتوكول الموقع بين الأمانة العامة للجامعة العربية والحكومة السورية والذي أرسلت بموجبه بعثة المراقبين ، والانتقال إلى مطالبة الرئيس الأسد بالتنحي ، وقد بدا حمد بن جاسم في ذروة الابتذال السياسي عندما قام باجترار إجراءات أعلن الرئيس بشار الأسد عن مواعيدها في خطابه ، ليقدمها على أنها شروط تفرضها الجامعة العربية ، فذلك تزوير فاضح لأن الرئيس الأسد هو الذي أكد أن الاستفتاء الشعبي العام على الدستور السوري الجديد سيجري في آذار وان الانتخابات التشريعية الجديدة ستعقبه بشهرين والرئيس الأسد هو الذي أعلن في خطابه مبادرة لتشكيل حكومة وطنية موسعة ، ولذلك فمضمون بيان الوزراء لجهة هذه البنود يمثل فضيحة سياسية تكشف عقلية النفاق والكذب والاستفزاز في تصرفات الخائبين أمام الواقع السوري الناتج عن صمود الدولة وتماسك الجيش والتفاف الشعب خلف الرئيس الأسد ومشروعه الإصلاحي.

الذهاب إلى مجلس الأمن لن يفلح في فتح الأبواب الموصدة بالفيتو الروسي والصيني والتلويح بانتقال الجامعة إلى تغطية أي عدوان عسكري على سورية هو عمل ترهيبي فارغ من المحتوى وتعلم جميع العواصم الغربية ، و في مقدمتها واشنطن أن سورية ومعها منظومة المقاومة جاهزة لتحويل التهديد إلى فرصة لتصفية الحسابات مع الحلف الاستعماري الصهيوني في المنطقة بينما الشعب السوري يقف اليوم وفي حصيلة انكشاف المؤامرة أمامه على حقيقتها وبعد سقوط جميع الأقنعة ليطالب دولته الوطنية بالحسم العاجل على الأرض وبتصفية جميع البؤر المسلحة والإرهابية الموجودة في البلاد للسير قدما في خطة الإصلاح والتجديد التي طرحها الرئيس الأسد للأشهر القادمة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.