تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

من أجل أن يكون العقل السوري مرجعاً لدستور العرب

 

 

بقلم: الشيخ حسين أحمد شحادة

 

لم تشغله مهامه وأعماله عن الكتابة والتأليف فكان في مقدمة الباحثين الشباب الذين أيقظوا عند الشباب فكرة توثيق التاريخ السوري الحديث في زمن التضليل الإعلامي واغتيال المعرفة بحقائق سورية الدولة وسورية المجتمع والرسالة.

ومن هنا تمحورت أعماله حول مائة عام من المشهد السياسي السوري يمد إليها قلمه ليجمعها في قناديل الثوابت السورية في الوحدة والحرية والاستقلال.

إنه الدكتور مازن يوسف صبَّاغ وليد الجزيرة السورية العريقة الوفية لعروبتها المتمسكة بيقين المسيحية والإسلام.

كذلك جاءت شخصية باحثنا حافلة بأروع ما في مسقط رأسه من ولاء لذاكرة الوطن المضيء بشمائل الوفاء لوحدة العرب وقد كان له سابقة الفضل عليّ في توفير المصادر المهمة بين مئات الوثائق التي تناولت محورية الدور السوري في الشرق الأوسط ولاسيما في مجالين:

إحداهما: مجال وقفاته عند عقود الحراك السوري الفلسطيني

أعوام 1918 ـ 1933.

وثانيهما: مجال توثيقاته لقضايا العروبة والديمقراطية في اختبارات دولة الوحدة وعقابيلها بين مصر وسورية 1958 ـ 1961.

ولا يكاد عمله هذا الذي ذاع صيته في بيروت والقاهرة ينفصل عن مرموقات ما قدمه للمكتبة العربية من تاريخ سورية الحديث منذ المؤتمر السوري ـ برلمان الاستقلال 1919 ـ 1920 مروراً بكتابه عن سجل البرلمان ومجلس الشعب السوري 1919 ـ 2011 وصولاً إلى مسارده عن سجل الوزارات والحكومات المتعاقبة في سورية 1918 ـ 2011 وما يتصل بها من فصول التحدي والإنجازات.

وفي نيّة أصدقائه تتويج مازن العالم بإطلاق المبادرة العلمية لإصدار هذه الأعمال مجتمعة ومبوّبة على خطى موسوعة عربية سورية تنهل من أنبغ علمائها وأدبائها وساستها.

ولمازن المؤرخ والمحقق أن ينظم واسطة العقد في مؤلفاته كلها لتدور في الفلك السوري كله ثقافة وأدباً واجتماعاً سياسياً لا يكف عن النهوض المتجدد بعبقرية ابتكار هذه النهضة من داخل التحديات نفسها والتي كشفت وتكشف كل يوم عن صوابية الرؤية السورية وفرادتها.

ولعل من بين الأسباب التي دفعتني للكتابة عن مازن وأعماله للمرة الثانية هو ثقتي الكبيرة في أمانة مازن العلمية وقدرته بمفرده على إنجاز هذه الموسوعة الواعدة وقد عرفته طوال عقدين من أيامي الدمشقية مكافحاً بقلمه الذي يدور دائماً بأمس دمشق وحاضرها والمستقبل.

وقد بحت له عشايا المحنة في سورية بما أدمى جرح قلبي بأن لا معنى لنظام عربي لا يريد لنا أن نعيش غداً، ولا معنى لربيع عربي لا يريد إلا أن يجرّنا إلى أنياب هذا الغرب الأمريكي المتوحش.

وأراني واثق من معجزة الوحدة السورية لتبارك في مقلتي نبوءة لا غنى عنها لدارس ـ الموسوعة السورية ـ بأن دمشق الواقفة كألف عاصمة ستعيد ترتيب الأبجدية لا من أجل أن تبقى سورية قلب العروبة والعرب فحسب بل من أجل أن يصبح نموذجها الديمقراطي مرجعاً لبلاغة تطابق الكلمة والموقف في الحب السوري والإخاء السوري والعقل السوري الذي نريده أن يكون مرجعاً لدستور العرب.

وغداً أو بعد غد سيكتب التاريخ ما أغفلناه أو نسيناه عن الحقيقة السورية الواضحة وضوح دم الشهداء الذين قاموا من أجل أن يبقى الوطن منذ شهداء البرلمان الأول وحتى شهداء الدفاع عن وحدة التراب السوري والسيادة السورية.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.